*********************
أذكر يوم انضمامي للفيس بوك أني بحثت عن ايميل مؤسس هذا الموقع لأرسل له رساله أشكره فيها على موقعه العبقري وأبدى امتـناني الشديد له ولفريق عمله وكيف أن موقعه جعلني اتواصل مع من احبهم ومن افتقدتهم منذ زمنٍ بعيد ، و قد أخبرني الزملاء ان مؤسس الموقع هو الأمريكي مارك زوجبيرج ، له من الأعوام أربعةٌ وعشرون ، وله من الأموال ما يقارب العشر مليارات .. سنّه الصغير شجعني أن أحيـيّـه ولكن ملياراته كادت توقفني عن ارسال الايميل ، فقد خشيت أن يقول هذا الــ (مارك) أني عايز مصلحه منه ويسأل عليا وكده .. وانا بصراحه سمعتي كانت ساعتها عندي بالدنيا - قبل أن تتدهور مؤخراً لسبب لا أعرفه ..
قلبت الفيس بوك على مارك زوجبيرج فلم أجده .. قلت يمكن الراجل معندوش فيسبوك .. لسه معملش أكونت !! .. ولكني أخيراً استطعت العثور على ايميله .. وبالفعل في فبراير من عام 2009 أرسلت رسالة شكر لمارك وأخبرته فيها أني أشعر بامتنان شديد له ولموقعه لأني بسببه استطعت التوصل لزملائي اللي معايا في الجامعة وأيام الثانوي وحتى الإعدادي ، واستطعت العثور على مدرس العربي الذي علمني كيف اكتب القصة والشعر والمقال واستطعت العثور على الواد اللي كان هاريني ضرب أيام الابتدائي فقمت بعمل اضافه له ثم شتمته شتيمه قبيحه جداً عالوول وبعدها عملت له بلوك ويبقى يــجــيــبني لو جدع ... واستطعت العثور على أول فتاة احببتها ايام الاعدادي ، ارسلت لها رساله اطمئن عليها وأذكرها بالأيام الجميله وارسلت لها صورة خطيبتي عشان لو لسه بتفكر فيا لحد دلوقتي تبطل تفكير وتشوف مستقبلها ، فردت عليّ بأنها تزوجت منذ زمنٍ بعيد وأنها لا تفكر فيّا مطلقاً حتى مع الزيادة الملحوظة في جاذبيتي ، و ارسلت لي صورة تجمعها بزوجها فارسلت أنا لهذا الزوج رسالة أطلب منه إضافتي كصديق وأخبرته أني كنت زميل زوجته ايام الاعدادي فلم يضفني وإنما قام بتطليق زوجته .. ^_^
و بسبب الفيس بوك اكتشفت أن لي قريبا يعيش في ألمانيا لم أره منذ عشر سنوات ، وأن لي قريبًا عنده عربية كبدة في الدويقة ، وقريبا على مشارف الموت في الهند ، واكتشفت أن ابنة خالت أمي أميرة في قطر ، و أن لي ابن عم يتاجر في السلاح في تونس ، ، وأن أوباما هو صديق شخصي لابن عمة جوز أختي
في الواقع .. الفيس بوك جعلني اتواصل مع كل من احبتتهم عبر هذه السنوات .. ولهذا شكرت مارك..
ولم يبخل مارك بالرد .. فبعد دقيقة واحدة أرسل لي رساله تقول : " مــــارك زوجبيرج يشكرك على انضمامك للفيس بوك ومستعد للرد على أي استفسار و إجابتك في أية مساعدة " .. أحسست بالأهمية لأن هذا الامريكي اللطيف زوجبيرج ذي المليارات الكثيرة يرد علىّ أنا الطبيب المصري الذي لا يملك غير جهازه البانتيام فور وفلاشته محدودة السرعة والتي لم يدفع فاتورتها بعد ..
ولم أكن وحدي الممتن لزوجبيرج .. فغيري كثيرون .. حتى أولئك الذين يدعّون أنهم لا يقضون أمام الفيس بوك ساعات طويلة هم ممتنون أيضاً لمارك ..وهم كاذبون لأنهم يقضون أمامه الساعات الطويله ولكن بيعملوا نفسهم أوفلاين .. الأوغاد .. تباً لهم ..
وبعد هذه السنوات و في يوم ملوش ملامح .. متعرفلوش صبح من ليل .. فتحت البروفايل لأجد خبرين .. والاتنين أنيل من بعض .. الخبر الأول يقول أن مؤسس الفيس بوك مارك زوجبيرج قرر إغلاق الفيسبوك يوم 15 مارس 2011 لأن فريق العمل لا يستطيع مجابهة الضغوط الناشئة عن زيادة حجم الموقع .. أما الخبر الثاني فيؤكد اصابة العشرات بسكته قلبيه وفشل كلوي وتبول لا إرادي بسبب الخبر الأول ..
ويستفيض الموقع الذي نشر الخبر بقوله أن السبب الحقيقي وراء غلق الفيس بوك هو أن مارك نفسه - من كثرة الضغوط - لم يعد يمارس حياته بطريقة طبيعية ، بمعنى أنه مبقاش ياكل كويس ، وخاسس ، ووشه بقى زي اللقمه من كتر الشغل ، وكمان بيرجع بيته متأخر و شوارع نيويورك بالليل بتبقى قطران ومليانه لبش ومفيش ميكروباصات بتخش لحد جوه ، ده غير أن خناقاته مع الجيرلفرند بتاعته كترت قوي لأنه مبيشوفهاش زي الأول ، وكمان عشان بيسترخص الحتت اللي بيروحوها يمكن لأن الفيس بوك معادش بيكسب زي الأول ويمكن لأن مارك حبه للجيرلفرند قل بعد ما شاف عالفيس بوك بنات من كل أنحاء الأرض و من كل صنف وكل لون وممكن يعمل اضافه لأي واحده تعجبه ومش هيستنى تقبله لانه معاه كل الباسوردات بتاعت الكوكب كله ..
يحرقك يا مارك .. عملتها يا حقير.. تدينا جرعة الإدمان وتخلع بعد ما عملت المليارات يا واطي .. ده لولا الآدد اللي بنعمله والكومنت اللي بنكتبه مكنش هيبقى ليك وجود ... طب بروفايلي ؟؟ .. وصوري؟؟ .. وكومنتاتي ؟؟ .. والمستويات اللي وصلتلها في الفارم فايل؟ .. كل ده يروح !!.. ده انا اسجننننك !!!!! .. ده انا اروح فيك في داهية ..
ولهذا وفي يناير 2011 ارسلت إلى مارك زوجبيرج رساله ثانية مفادها أنه لا يمكنه غلق الفيس بوك لأي سبب وأن هناك من أتواصل معهم وأن أن و خطيبتي بنتواصل عليه و مسجات و كلمات و أهات و أشواق ... وأن جمهوراً عريضاً ينتظر جديدي كل يوم كما أن هناك حسناوات تائهات مهلبيات في طبق الفيس بوك ينتظرن أن أتنعم عليهن بالإضافه وأنه اذا كان ولا بد من غلق الفيس بوك يا مارك فأرجوك أن تترك بروفايلي فقط وتلغي ما تريد يا إما لا مؤاخذه هتبقى (...) .. ثم شتمته نفس الشتيمة اللي شتمتها للواد اللي كان بيضربني في ابتدائي ..
جلست بعدها ورحت أراقب ردود الأفعال .. كان هناك صنفان من ردود الفعل تجاه الخبر .. ناس كانوا شمتانين اخر شماته وفرحانين لانهم اخيرا هيلاقوا فرصه يتخلصوا بها من الادمان .. وصنف اصيب بالسكته القلبية و الفشل الكلوي والسكر والضغط كما ذكرنا ..
ولكن بعد ساعات اتضح شيء عجيب ..ان الخبر كله اشاعه سخيفة .. وأن مارك الظريف ذي المليارات لم يقل ذلك بل نفى وقال ان الفيس بوك مستمر للأبد .. واللي عايز يعمل آدد يعمل آدد .. واللي عايز يكومنت يكومنت ، وقد وعد مارك بمفاجآت أخرى في الفيس بوك هتخلي اللي معندوش فيس بوك يبقى عنده ، واللي عنده يبقى عنده تاني ، واللي عنده تاني يدمن اكتر ، واللي بيدمن أكتر يعمل خير ويخلي غيره برضه يدمن وكله بثوابه ، وفي الآخر الكل يروح عالمصحة ويظل مؤسس الفيس بوك - بملياراته الكتير قوي - يتفسح ويتبختر ويتعرفت ويعمل شقلباظ مع الجيرلفرند الأمريكية الحسناء الشقراء..
وادركت حجم سذاجتي عشان اصدق خبر زي ده ؟! .. ليه متأكدش في مواقع تانية تكون نشرت نفس الخبر ؟! .. يمكن عشان عقدة الخواجه ؟.. انه يعني الخبر منشور في موقع اجنبي باللغه الانجليزية وبخط شيك وفيه صورة الواد مارك والموقع نفسه اسمه وييكلي مش عارف ايه .. اصل كلمة (وييكلي) دي لوحدها مشكله .. يعني الناس دي مبتهزرش .. ده كل اسبوع هنجيبلك مصيبة .. وكل مصيبة انقح من اختها ..
لن يتم اغلاق الفيسبوك .. حمداً لله .. هكذا اطمأننت على تعليقاتي وعلى المستويات التي وصلت لها في الفارم فايل .. وهكذا هو حظ الجيرلفرند بتاعت مارك في زيادة مليارات صديقها مع كل ثانيه نجلس إلى هذا المدعوق الأزرق ..
وبصراحه ندمت أني تسرعت بارسال رساله شتمت فيها (مارك) بالأب والأم والجيرلفرند وهددته بأفظع التهديدات إن لم يرجع عن قراره ..
وبينما أنا أفكر وصلتني رساله على الإيــميل من مارك زوجبيرج .. خشيت أن أفتحها كي لا يخبرني أني مطرود من جنة الفيس بوك ويبقى خلي (هاي فايف) ينفعني .. وخشيت أن يقاضيني بتهمة السب والقذف الإلكتروني .. ولكني استجمعت شجاعتي وفتحت رسالته ووجدت :
" مــــارك زوجبيرج يشكرك على انضمامك للفيس بوك ومستعد للرد على أي استفسار و إجابتك في أية مساعدة "
سعدت كثيراً بالرد الإلكتروني الجاهز وبدأت تصفح بروفايلي بضمير مستريح ..
طلعت متربي يا مارك ومرضتش ترد ..
أشكرك على ذوقك يا جمال يا مرو .. قصدي يا مارك يا زوجبيرج ..
وميرسي على استمرار الفيس بوك ..