صنّاع المعرفة ،،،،،،،،،،،،
عندما كنا صنّاع المعرفة ومنتجوها بلا منازع ،قدنا العالم
ودانت لنا السيطرة في بقاع الأرض شرقا وغربا ،
وتحكمنا في مصيرنا واتخاذ القرارات المصيرية
التي تهمنا بأيدينا لا بأيدي الآخرين ؛ لأننا منتجو المعرفة وصناعها
فمن ينتج المعرفة يمتلكها ومن يمتلكها فهو جدير بالقيادة وهو صاحب القرار
فنحن -العرب والمسلمين – قدنا العالم بالمعرفة والعلوم بأنواعها المختلفة
وليس بحد السيف كم يدعي بعض الحاقدين على أمتنا العربية
التي قادت العالم في عصوره المختلفة ،
ونقلت أوربا من عصور الظلام إلى عصور النهضة والتقدم والتطور
فباتت الأندلس الجسر الذي عبرت عليه المعرفة لإنقاذ أوربا من تخلفها .
ومن هؤلاء المبدعين الذي ساهم في تطور البشرية
( ابن سينا ، ابن الهيثم ، الفارابي وغيرهم من علماء العرب والمسلمين )
الذين صنعوا الحضارة ، وساهموا في تقدم الإنسانية
وعندما ابتعدنا عن المعرفة و إنتاجها
وأهملنا دور العلم والبحث العلمي
أصبحت جامعاتنا بعيدة كل البعد عن دورها المنوط منها
وهو إعداد القوى البشرية القادرة على مواكبة التطور العلمي الرهيب
بل المنافسة بقوة فيه بكل ما نملك من إمكانيات مادية و بشرية
وتاريخية وجغرافيا وموقع متميز في قلب العالم
والسعي لإنتاج المعرفة وامتلكها ورعاية المبدعين من أبناء الوطن.
فضاعت العقول بين ردهات و سراديب البيروقراطية
و احباطاتهم النفسية وهجرتهم إلى الغرب
بحثا عن بيئة علمية جاذبة تقدر عقولهم وجهودهم
و رغبتهم في الإبداع المعرفي ،
وتقدم لهم كل سبل النجاح والتميز العلمي
فاستقطب الغرب هذه العقول وقدم لها البيئة الخصبة الصالحة
لإنتاج المعرفة ، فأصبح هو المالك لها وأصبح القرار بيده
فلا بد من العودة سريعا وبكل قوة لإنتاج المعرفة
وذلك بالاهتمام بالمدارس والجامعات ومراكز البحث العلمي
و توفير بيئة جاذبة للعقول المبدعة
من أجل إعداد جيل قادر على إنتاج المعرفة وامتلكها .
هذا الجيل هو ذخيرة الوطن ودرع الأمة الواقي
مقالة بقلم : نبيل حزين