طرابلس (رويترز) - زار وزير الخارجية الفرنسي الاسبق رولان دوما ليبيا كمحام للاعداد لرفع دعوى قضائية نيابة عن ضحايا قصف حلف شمال الاطلسي وقال انه يعد نفسه للدفاع عن الزعيم معمر القذافي اذا ما ارسل للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وقال دوما الذي عمل وزيرا للخارجية خلال حكم الرئيس الاشتراكي الاسبق فرانسوا ميتران انه رأى العديد من الضحايا المدنيين جراء قصف الحلف في مستشفى وان طبيبا هناك أبلغه انه يوجد ما يصل الى عشرين ألفا اخرين.
ويقول حلف الاطلسي انه يضرب اهدافا عسكرية فقط. ورغم الوعود المتكررة من مسؤولي الاعلام في حكومة القذافي الا ان الصحفيين الغربيين المتمركزين في طرابلس لم يشاهدوا اي دليل عن وجود اعداد كبيرة من القتلى المدنيين او المصابين جراء القصف.
وأبلغ دوما مؤتمر صحفيا في فندق بطرابلس يوم الاحد "هذا وحشي. اعتداء وحشي ضد دولة ذات سيادة."
وحضر المؤتمر اناس تم تقديمهم على انهم افراد اسر وداعمون لاقارب الضحايا المدنيين.
وقال دوما "وكلنا في هذه اللحظة وفوضنا نيابة عن ضحايا القصف العسكري لحلف الاطلسي الذي يقوم بعمليته العسكرية ضد المدنيين تحت غطاء زائف --زائف للغاية-- من الامم المتحدة."
واضاف "عقب مفاتحة من قبل الحكومة الليبية فقد قررنا القيام بهذه الرحلة لنرى بأنفسنا حالة الضحايا والموقف."
وصحب دوما في الرحلة المحامي الفرنسي الشهير جاك فيرجي الذي قال ان هدفه هو "رفع القناع عن هؤلاء القتلة" المسؤولين عن غارات حلف الاطلسي الجوية.
وقال فيرجي انه بكى فى المستشفى عندما رأى المدنيين الذين اصيبوا "فقط لانهم ليبيون."
وكان دوما وفيرجي الذي وكله في السابق مجرم الحرب النازي كلوس باربي بين محامين يتوقع ان يتولوا الدفاع عن رئيس ساحل العاج المخلوع لوران جباجبو الذي يجري التحقيق معه حاليا للاشتباه في ضلوعه في انتهاكات ضد حقوق الانسان خلال الصراع الذي نشب عقب الانتخابات الرئاسية في 2010.
واستبعد اسما دوما وفيرجي من احدث قائمة لفريق الدفاع عن جباجبو.
ولم يصف دوما طبيعة القضية التي ينوي رفعها باسم الضحايا الجرحى ولكنه أبلغ رويترز انه سيصدر اعلانا اكثر تفصيلا بعد عودته الى فرنسا ودراسته للقضية بشكل اكبر.
ويشن الحلف حملة جوية ضد ليبيا بتفويض من الامم المتحدة يسمح باستخدام القوة لمنع قوات القذافي من قتل المدنيين .
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان العشرات من الناس قتلوا على ايدي قوات القذافي التي شنت حملة صارمة ضد المحتجين قبل بدء الحملة العسكرية وتوفى المئات ايضا منذ ذلك الحين نتيجة لحصار القوات الحكومية لمدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المعارضين.
وقال دوما المعارض القديم للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه ينوي الدفاع عن القذافي في حال اجبر على المثول امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي رغم انه وصف مثل هذا السيناريو بانه غير مرجح.
وأبلغ الوزير الاسبق رويترز قائلا "اذا طلب مني فنعم بالطبع. نعم بالطبع (ولكن) لا اعتقد ان هذا سيحدث."
وأعلن مدعى المحكمة لائحة اتهام ضد القذافي وأحد ابنائه ورئيس المخابرات بتهمة قتل المدنيين وجرائم اخرى.
وقال مسؤولون ليبيون ان دوما وفيرجي عرضا خدماتهما "كمتطوعين" لتمثيل الضحايا المدنيين الذي سقطوا في قصف حلف الاطلسي. ورفض دوما الافصاح عما اذا كانا يخططان لقبول أتعاب من حكومة القذافي نظير خدماتهما.
وعند سؤاله هل تلقى اموالا من حكومة القذافي قال دوما لرويترز "لا. لا لم احصل على شيء حتى الان." وبسؤاله هل تعني اجابته انه سيقبل اموالا في المستقبل من حكومة القذافي قال "نعمل كمحاميين مثل المحامي الانجليزي او الامريكي."