ويكيليكس تقول بأن الولايات المتحدة مارست ضغطاً على السعودية للسماح للنساء بقيادة السيارات
تنوعت اهتمامت الصحف البريطانية الصادرة يوم السبت، فيما يتعلق بأخبار الشرق الأوسط، وبينما بقيت التقارير عن الحركات الشعبية في اليمن، وليبيا، وسورية، في إطار المواد الخبرية، فإن صحيفتا "التلغراف" و"الغارديان" كان لهما تحقيقات خاصة بالمنطقة.
صحيفة "الغارديان" نقلت عن إحدى برقيات السفارة الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض أن الولايات المتحدة الأمريكية مارست ضغطاً على الحكومة السعودية لتسمح للمرأة بقيادة السيارة. ولكن الصحيفة تضيف بأن عدم الإفراج عن السعودية منال الشريف والتي قادت سيارتها في مدينة الخبر منذ أيام، يدلل على فشل الدبلوماسية الأمريكية تلك.
ووصفت برقيات أميركية، كشفها موقع ويكليكس، السعودية بـ "أكبر سجن للنساء في العالم"، نقلاً عن الناشطة السعودية وجيهة الحويدر، والتي نوهت، وفق البرقية إلى ضرورة موافقة ولي الأمر للسفر. وأشارت أيضاً إلى أن الأمير الثري الوليد بن طلال قال لأعضاء كونغرس أميركيين أن الملك عبدالله بن عبد العزيز يدعم حقوق المرأة وهو ما عدته البرقية أمراً إيجابياً، حيث عد الوليد أمر حظر قيادة السيارة للنساء تعبيراً عن تقاليد قبلية.
وتنقل الصحيفة عن الوليد تأييده لحملة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ضد النقاب. وقد اعتبرت البرقية افتتاح الملك عبدالله جامعة مختلطة للعلوم في جدة، مؤشراً ايجابياً، حيث اختلط في حفل افتتاحها رجال ونساء لا يغطين وجوههن وإن كنا محجبات.
وتضيف البرقية أن عضو هيئة كبار العلماء سعد ناصر الشثري اعترض على ذلك الاختلاط، وأقاله الملك عبدالله، ولكنه، وفقاً للبرقية، عد بطلاً بين أوساط العديد من الشبان السعوديين العاطلين عن العمل. وتضرب أمثلة أخرى.
وتكشف البرقية، وفقاً للصحيفة أن مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما ريتشارد إردمان "وبخ" وزراء سعوديين بهذا الشأن، ولكن دون نتيجة تذكر، كما أنه قال "بوضوح" لوزير الداخلية "المعروف برجعيته" الأمير نايف أنه "لا يمكن أن تزدهر أي أمة دون مساهمات جميع مواطنيها (أي النساء)، وكذلك قال الكلام نفسه لنائب وزير الخارجية السعودي الذي رد بامتعاض بأن العادات يصعب تغييرها.
وتنقل البرقية أيضاً عن الأمير منصور، وزير الشؤون البلدية، رفضه بشدة فكرة أن التنمية السياسية تتطلب مشاركة المرأة، قائلا إن القضايا مثل قيادة المرأة "ليست أساسية لمجتمعنا".
وتعود البرقية إلى تاريخ الفتاوى التي تحرم قيادة المرأة للسيارة منذ التسعينيات، وإن كانت تشير إلى أن المرأة السعودية تقود السيارة في الممتلكات الخاصة بكل أريحية.
محادثات سرية بين بيريز وعباس
شمعون بيريز كان دوماً من مهندسي المفاوضات السرية مع الفلسطينين
نقلت صحيفة "الديلي تلغراف" عن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية كشفها عن وجود اتصالات سرية بين كل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام بعيدا عن الحكومتين سواء الإسرائيلية أو الفلسطينية.
وقالت الصحيفة أن الرئيسين أجريا عدة اتصالات سرية عبر هواتف مؤمنة، ولكن لم يتسن للصحيفة التأكد عما إذا حققا تقدماً في هذه المحادثات.
وكشفت الصحيفة أن بيريز عقد اجتماعاً مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في شهر أبريل/ نيسان الماضي، استبعد منه مستشارين من الطرفين. وتضيف "التلغراف": وكما هو معتاد في مثل هذه الحالات أنكر الطرفان وجود تلك المحادثات.
ولكن صحيفة معاريف نقلت عن مصدر مطلع أن بيريز "خاف" من انكشاف أمر المحادثات، حيث أشار المصدر إلى أن فرصة ذهبية ضاعت للتوصل إلى أساس للتفاوض بعد أن أنكشف أمر هذه المحادثات السرية.
وتذكر الصحيفة أن المفاوضات السرية بين القيادات الإسرائيلية والفلسطينية، كانت، خلال العشرين عاماً الماضية، من السمات الأساسية للمفاوضات بين الطرفين للتوصل إلى السلام، وخاصة أن أتفاقية أوسلو عام 1993 بين الطرفين تم التوصل إليها عبر مفاوضات سرية.
وكان بيريز منخرطاً في تلك المفاوضات، وحاز لاحقاً على جائزة نوبل للسلام لقاء دوره هذا.
وتشير الصحيفة إن آخر المحاولات لبدء مفاوضات بين الطرفين فشلت في سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب بناء إسرائيل مستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
مسرب ويكيليكس مضطرب نفسياً
ماننغ اعتقل العام الماضي بتهمة تسريب وثائق لموقع ويكيليكس
وفي تحقيق خاص كشفت صحيفة "الغارديان" أن الجندي الأميركي برادلي مانينغ المتهم بتسريب وثائق أمريكية لموقع ويكليكس لم يكن ينبغي أبدا إرساله إلى العراق لأنه كان يعاني من اضطرابات عقلية قبل إرساله هناك، بل كان "يبول في فراشه"، ويرمي بالكراسي المحيطة على قادته، وعرض على أطباء نفسيين، وفقاً للصحيفة.
وقد اعتقل مانينغ قبل عام في أكبر قضية تسريب وثائق في تاريخ الولايات المتحدة العسكري. ويشير تحقيق "الغارديان" إنه لم يكن لائقاً ليرسل إلى العراق، وفقاً لتقرير سري من مدربيه في العام 2007.
وتنقل الصحيفة شهادات من زملاء له تؤكد وضعه الصحي، وتضيف أنه وعلى الرغم من نوبات العنف التي كانت تعتريه، والاضطراب الذي يعانيه، ويظهر صعوبة تكيفه مع الحياة العسكرية، فقد أرسل الى العراق في نهاية المطاف، حيث زعم أنه قام وبصورة غير قانونية تحميل الآلاف من الوثائق الحساسة العسكرية والدبلوماسية، وأرسلها لموقع ويكيليكس.
وتكشف الصحيفة أن ماننغ احتفظ في العراق بتصريحه الأمني في العمل بوصفه متخصص استخبارات، وبعد شهرين من وصوله هناك، تم إزالة الترباس من بندقيته لأنه كان يعتقد بأن يشكل خطرا وفقاً لمحاميه ديفيد كومس.
وكشف تحقيق "الغارديان" أيضاً أن امن الحواسيب والاستخبارات في الوحدة العسكرية التي خدم بها مانينغ في العراق كان متراخياً لدرجة أن العديد من الجنود الـ 300 في قاعدة هامر كان يمكنهم الوصول إلى غرفة الكمبيوتر حيث عمل مانينغ، كما أن كلمات السر لأجهزة الكمبيوتر مكتوبة على أوراق "ملاحظات لاصقة" على شاشات الأجهزة.