وأضاف البيان أن هيكل قرر فى التحقيقات أن حواره لم يكن عن ثروة مبارك، ولكن جاءت تصريحاته بسبب ما لاحظه من كم كبير من المبالغات فى تحديد حجم ثروة مبارك التى نشرتها الصحف المصرية، ووسائل الإعلام الخارجية، وأضاف أن مصادره التى ارتكن إليها هى تقارير ودوريات دولية منشورة عن وكالات أنباء عالمية، وأن الوصول للحقيقة مهمة جهات التحقيق، وليست مهمته كصحفى.
وتابع البيان أن الوصول بالتحقيقات إلى غايتها يكون بالدليل الجازم المبنى على وثيقة أو مستند أو وسيلة قانونية قاطعة، وأن إطلاق الأرقام الخاصة بالثروات بشكل جزافى من شأنه إشاعة البلبلة وتضليل الرأى العام، رغم أن هذه الأرقام أوهام من شأنها أن توقع المجتمع فى الشك، وتثير الفوضى، مناشداً الجميع توخى الدقة والحذر، وتقديم ما لديهم من وثائق إلى جهات التحقيق وحدها، مطالباً وسائل الإعلام بألا تقع فى غواية الرأى العام بناء على ظن.
.. و«هيكل»: لست شاهداً.. وأنا مسؤول عن كل كلمة قلتها معلوماتى من مصادر دولية موثوقة.. لكن جلاء الحقيقة مهمة جهات التحقيق
قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إنه تحدث مع المستشار عاصم الجوهرى، رئيس جهاز الكسب غير المشروع، لمدة نصف ساعة، قبل أن ينضم إليهما اثنان من مساعدى «الجوهرى»، والمستشار خالد سليم الذى يتولى التحقيقات فى قضية ثروة مبارك. أوضح «هيكل»، أمس، أنه تحدث ببعض التفصيل عن أصول مهنة الصحفى، وأن مصادره أمانة فى عُهدة ضميره، كما أكد أنه مسؤول عن كل كلمة قالها فى حديثه مع لبيب السباعى، رئيس مجلس إدارة الأهرام، مشيراً إلى أن كلامه عن ثروة مبارك جاء فى سياق استطرادى لحديثه عن مسؤولية الإعلام.
أضاف الكاتب الكبير أنه يعتقد أن ما ذكره من معلومات عن ثروة مبارك جاء من مصادر موثوقة، وأن الكشف عن الحقيقة الكاملة هو مهمة جهات التحقيق. وشدد على أنه لا يعتبر نفسه شاهداً فى القضية، بل حضر إلى مكتب «الجوهرى»، احتراماً لمؤسسة القانون وتقديراً لرجالها والعبء الذى يقع عليهم فى هذه الظروف.
وقال «هيكل» إن المستشار خالد سليم وجّه إليه عدة أسئلة أجاب عنها بتأكيده أنه اعتمد على معلومات مصادر دولية موثوقة، ولا يضيف عليها شيئاً. وجدد تأكيده على أن مهمة جلاء الحقيقة كاملة موكولة إلى المسؤولين عنها، وتحتاج إلى جهد كبير واتصالات دولية واسعة.
وأضاف الكاتب الكبير، فى تصريحاته، أنه أبدى للمستشار عاصم الجوهرى تفهمه الكامل للعبء الملقى على جهاز الكسب غير المشروع، والضغوط الإعلامية التى يتعرض لها. وشدد على أن رأيه من البداية كان الفصل بين التحقيقات فيما جرى فى الماضى وضرورات المستقبل، وأن التحقيق فيما وقع فى عهد النظام السابق سياسى أولاً، وجنائى بعد ذلك على من يلحقه اتهام يثبت عليه.
واختتم «هيكل» تصريحاته بقوله إن من الظلم للنظام القضائى أن توضع عليه مثل هذه الأعباء المرهقة، مشيراً إلى أنه أعلن رأيه هذا فى أول حديث له مع الإعلامية منى الشاذلى ليلة خروج حسنى مبارك من الحكم.