(1)
|
لأنَّ الشعرَ في دَمِّي
|
وفي عَظمي
|
وفي لَحمي
|
سَأغمِسُ داخِلي قَلَمي
|
وأزرعُ كلَّ أوراقي
|
صَباحاً قادِمًا أخضَرْ
|
وطَيْفَ سَحابةٍ تُمطِرْ
|
أحاسيسًا على الأسطُرْ
|
يَدورُ العُمرُ لَنْ أعبَأْ
|
لأنَّ مشاعرَ الفنَّانِ لا تَصدَأْ
|
ستبقَى ثورةُ الأشعارِ بُركانًا
|
ولن تَهدَأْ
|
سأكتُبُ فوقَ جَفنِ العينِ أشعاري
|
وأُخفي
|
بينَ أبياتِ الهَوَى العُذريِّ
|
أسراري
|
وأسقي أحرُفَ الأبياتِ مِن عُمري ،
|
ومِن عرَقي ،
|
ومِن ناري ...
|
وإنْ مِتُّ ..
|
سَتُنبِتُ هذهِ الكلماتُ أشجارًا
|
على قَبري
|
تُظَلِّلُ فَوقَ زُوَّاري
|
(2)
|
أنا الإنسانُ والفنَّانُ والشاعِرْ
|
أنا الحُزنُ الذي يَمتدُّ كَالدنيا
|
بِلا آخِرْ
|
أنا المَطعونُ في قَلبي
|
أنا المَجروحُ في حُبي
|
أنا المُتمرِّدُ الثائرْ
|
أنا المُتعذِّبُ ، المتألِّمُ ، الساخِرْ
|
أنا مَن تَسكُنُ الأحزانُ في قَلَمي
|
أنا يَمتَصُّني ألَمي
|
لأكتُبَ هذهِ الكلِماتِ
|
أُنشِئُها مِنَ العَدَمِ
|
(3)
|
أنا الفنَّانُ غَنَّيتُ
|
ونارُ الجُرحِ في عُمقي
|
وعِشتُ العُمرَ مُنتظرًا
|
تَلوحُ الشمسُ في أُفُقي
|
أنا المَسجونُ في قَلَقي
|
وأشعُرُ دائمًا بالخَوفِ
|
سِكِّينًا على عُنُقي
|
تُقطِّعُ في شَراييني
|
يَشُقُّ بِداخِلي نَهرًا
|
يَصُبُّ مَرارةَ الأيامِ في حَلقي
|
لأنزِفَ هذه الكلماتِ
|
مِن وَجَعي
|
ومن ألَمي
|
ومن أرَقي
|
(4)
|
أنا النَّايُ الحَزينُ الصوتِ
|
والنَّغَمُ الذي يَسحِرْ
|
أنا الإحساسُ دَفَّاقًا
|
ومُنهَمرًا على الأسطُرْ
|
أنا مَن يَنحِتُ الكلماتِ
|
كي تَغدو تَماثيلاً مِنَ المَرمَرْ
|
وأزرعُ دائمًا شِعري
|
بَساتينًا على الصفَحاتِ
|
كي تُزهِرْ
|
وأمضي بينَ أبياتي
|
أرى نَفسي
|
أرى ذاتي
|
أرى وَجهَ انفِعالاتي
|
وبينَ السطرِ والسطرِ
|
أذوبُ ..
|
أموتُ ..
|
أنتَحِرُ
|
لأُهديَكُمْ كِتاباتي
|