بتـــــاريخ : 5/18/2011 5:44:14 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    2 10451 0


    الأوراق الممنوعة من النشر في مذكرات صلاح نصر

    الناقل : romeo2433 | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمد الباز | المصدر : www.elfagr.org

    كلمات مفتاحية  :
    مذكرات صلاح نصر

    الأوراق الممنوعة من النشر في مذكرات صلاح نصر قبل عشر سنوات من الآن وتحديدا في العام 1999 صدر الجزء الثالث من مذكرات صلاح نصر في القاهرة، كان من المفروض أن تصدر في خمسة أجزاء، لكن الجزءين الرابع والخامس تأخرا كثيرا، للدرجة التي دفعت متابعي المذكرات لأن يعتقدوا أن ما تبقي من أجزائها ليس إلا شائعة وأنه لا توجد مذكرات أخري.

    الآن وفي زحمة الحديث عن صلاح نصر بعد أن فتح الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ملفه مرة أخري علي قناة الجزيرة من خلال برنامجه "تجربة حياة"، عاد صلاح نصر ليحتل جزءا كبيرا من الصورة، ويصبح محورا للحديث والنقاش وصل إلي ساحة المحاكم، بعد أن تقدم نجله الدكتور هاني بدعوي قضائية ضد هيكل يتهمه فيها بالسب والقذف في سيرة أبيه عندما أشار إلي استخدام صلاح للعمليات الجنسية في أعمال المخابرات، وهي الدعوي التي لا تزال المحاكم تتداولها حتي الآن.

    عودة صلاح نصر تأتي علي جناح الأجزاء المتبقية من مذكراته، التي يحررها ويستعد لنشرها الزميل محمد الصباغ نائب رئيس مجلس إدارة روزاليوسف وصاحب دار الخيال التي تولت نشر الأجزاء الثلاثة، إعلان الصباغ عن الأجزاء المتبقية من المذكرات في هذا التوقيت يبعث علي الريبة أكثر مما يبعث علي الاطمئنان، فما الذي جعلها تتأخر كل هذه السنوات، وما الذي يجعلنا نتأكد أنها مذكرات لصلاح نصر بالفعل، وقد مر علي وفاة الرجل ما يقترب من الثلاثين عاما.

    رد الصباغ علي هذه الملاحظة بقوله إن الأجزاء الثلاثة من المذكرات كانت قد كُتبت وأعدت للنشر بمعرفة صلاح نصر، فهو الذي أعد كل شيء وراجعه بنفسه، أما الجزء الرابع فقد اقترح اسمه فقط، وكان كل ما تركه هو أوراق مدونة وقت الأحداث، وقد بدأ في التدوين أثناء وجوده في مستشفي الطيران بالعباسية، وكان يعتقد أنه ستتم تصفيته، ولذلك حرص علي تدوين أكبر قدر من الأوراق التي تتناول الأحداث من وجهة نظره بالطبع.

    ظلت هذه الأوراق كما يقول الصباغ مبعثرة ما بين بيته وبيت أسرته في قرية سنتماي بالدقهلية، وبعض الأوراق خرجت من مصر، ولكن بالتحديد لا يعرف أحد علي وجه التحديد إلي أي دولة خرجت، وقد ترك صلاح نصر كذلك بعض الروايات الشفوية عند ابنه الأكبر محمد نجيب صلاح نصر وبعض المدونات الشفوية عند ابنه الأصغر الطبيب هاني.

    لكن ما الذي يضمن لنا أن هذه مذكرات صلاح نصر؟ ففي حياته أجري حوارات طويلة مع كل من الكاتب الراحل عبد الله إمام والكاتب حسنين كروم، ونشرت هذه الحوارات ضمن كتابين الأول لعبد إمام وكان اسمه "الثورة ..المخابرات..النكسة" وصدرت طبعته الأولي في حياة صلاح نصر، أما الطبعة الثانية فقد صدرت بعد وفاته وتحديدا في العام 1999، أما الكتاب الثاني والذي أصدره حسنين كروم فحمل عنوان "صلاح نصر ..الأسطورة والمأساة"، فإذا كانت لديه مذكرات فما الذي جعله يوافق علي هذه الحوارات.

    من وجهة نظر محمد الصباغ أنه لا تناقض بين الحوارات المطولة التي أجراها عبد الله إمام وحسنين كروم مع صلاح نصر وبين وجود مذكرات عنده، فقد أجري هذه المذكرات في فترة كان الرجل ممنوعاً تماماً من النشر في مصر، بل ظل مطاردا حتي وفاته، للدرجة التي لجأت فيها أسرته إلي طلب المساعدة الرسمية حتي ينشر خبر وفاته في جريدة الأهرام.

    ثم إن ما نشره عبد الله إمام في كتابه عن صلاح نصر وتحديدا في طبعته الثانية التي صدرت عن دار الخيال جعلت السيد سامي شرف والفريق محمد فوزي يقدمان استقالتهما من الحزب العربي الناصري احتجاجا علي ما نشره عبد الله إمام، خاصة أن ما نشر كان يمثل كشفاً لكثير من الوقائع والأحداث المحجوبة في العهد الناصري.

    في تحريره للمذكرات المتبقية لصلاح نصر استمع محمد الصباغ إلي الروايات الشفوية التي تركها صلاح نصر لدي أولاده، لكنه لم يدونها في الجزء الرابع من المذكرات، وإن كان استخدمها في تحقيق بعض الروايات الأخري وتدقيقها، ومن هنا تأتي الفكرة الأساسية في الأجزاء الجديدة من مذكرات صلاح نصر، وهو أن هناك أوراقا كثيرة لن تنشر، إما لأنها عبارة عن روايات شفوية تركها الرجل لدي أولاده، أو أنها صادمة إلي الدرجة التي لا يمكن أن يتحملها المجتمع، ولذلك فضل الصباغ أن يحجبها أو علي الأقل يشير إليها من طرف خفي.

    لكن قبل قراءة هذه الأوراق لابد لأن أن نثبت ملاحظة مهمة وهي أن من كتبها وهو صلاح نصر كان تحت ظروف نفسية قاسية، فقد خرج من جهاز المخابرات وتمت محاكمته في قضيتي التعذيب والانحراف الكبري، وليس بعيدا عن الصورة أنه أراد أن ينتقم ممن أوصلوه إلي هذه المساحة القاسية، ثم أن عبدالحكيم عامر الذي سجل هو الآخر مذكراته وهو في استراحة المخابرات بالقناطر لا يمكن أن نغقل أنه كان واقعا تحت ظرف نفسي غير عادي، فقد فشل في المعركة وبعد ذلك فشل في الانقلاب علي عبد الناصر، فيكون من الطبيعي أن يهيل التراب علي كل ما فعله عبدالناصر، و يمكن التعامل مع هذه المذكرات علي إنها مذكرات انتقامية.

    لكن ذلك في حقيقة الأمر لا يمنعنا مطلقاً من أن نقرأ هذه الأوراق ونعرض لما جاء فيها، وهي علي النحو التالي:

     

    الورقة الأولي

     

    هناك ورقة واحدة دونها صلاح نصر ثم سحبها مرة ثانية، وكانت هذه الورقة خاصة بمكالمة تليفونية سجلت بمعرفة الرئيس جمال عبد الناصر من خلال جهاز المراقبة التليفونية الذي كان موجودا بمنزله، وكان يتولي تشغيله بنفسه، ثم تركه ضمن مهام مخابراتية أخري للسيد سامي شرف مدير مكتب الرئيس للمعلومات.

    ووفقا لأوراق صلاح نصر المدونة فإن هذه التسجيلات طالت كل المقربين من الرئيس عبد الناصر، أما المكالمة المقصودة فكانت عبارة عن مكالمة غرامية بين زوجة أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة البارزين وبين شقيق الزوج، ولأسباب تقنية كانت تتجمع لدي صلاح نصر كافة أعمال المراقبة التليفونية، وقد أعطي الرئيس نسخة من هذا التسجيل لصلاح في إشارة إلي أنه - أي جمال عبد الناصر - لا يستخدم الجهاز الذي لديه في تتبع الأمور الشخصية.

    ويرجح صلاح نصر أنه من أهم دواعي فتح خزينة الرئيس عبدالناصر بعد وفاته بطريقة خفية الحصول علي هذا التسجيل، فالخزنة كانت عبارة عن حجرة مصفحة ومرتب بها تسجيلات خاصة جدا، وبعض وثائق الدولة إلي جانب بعض الأموال والمسدس الشخصي للرئيس، وكانت إحدي بنات الرئيس عبدالناصر تعرف هي وزوجها محتويات هذه الخزنة بحكم عملهما بالمخابرات ثم تم نقلهما بعد ذلك للعمل بسكرتارية رئيس الجمهورية.

     

    الورقة الثانية

     

    هناك ورقة في مذكرات صلاح نصر سيكون من الصعب نشرها بالنص، لأنها تقدم صورة مختلفة تماما للرئيس عبدالناصر، الصورة رسمها عبدالحكيم عامر فيما يمكن أن نطلق عليه مذكرات أو مذكرة إبراء ذمة، وقد دونها كما يقول الصباغ في استراحة المخابرات بالمريوطية، وكان آخر تدوين قام به فيها كما يبدو من الأوراق كان في 10 سبتمبر 1967.

    مذكرة عبد الحكيم عامر كانت عبارة عن 16 ورقة وقد نسخت منها نسختين، استطاع الرئيس عبد الناصر أن يحصل علي نسخة منها، أما النسخة الثانية فقد وصلت إلي صلاح نصر عن طريق إحدي بنات المشير عامر.

    أهم ما جاء في هذه الأوراق هو ما دونه في أعلي الصفحة الأولي وبتوقيعه من أنه تنشر هذه الأوراق إذا مت، وكتبها باللغة الإنجليزية إلي جانب ملحوظة أخري يقول فيها:هذا قليل من كثير جدا فقد كتبت هذا علي عجل ولكن إذا فكر شعبنا فسيري بنفسه كل شيء.

    تضم الأوراق كذلك تفاصيل خاصة بالرئيس عبد الناصر في بدايات الثورة، ويتحدث المشير في الصفحة الثالثة عن اللنشات البخارية العديدة، وحبه للنشات البخارية.

    يتحدث عبد الحكيم عامر في ذات الورقة - الثالثة - أن من بين أسباب التورط المصري في حرب اليمن كان علاقة خاصة جمعت بين أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة البارزين وزوجة سياسي يمني شهير.

    ويكتب عامر في مذكراته أن الرئيس عبد الناصر كان يدير المعركة العسكرية في 67 بنفسه، وأنه تسبب في أن تفقد الفرقة الرابعة المدرعة بإصراره علي رجوعها مرة أخري إلي سيناء بحجة أن مجلس الأمن قرر إيقاف النار.

    ويشير عامر في الورقة السادسة إلي شخصية الرئيس عبدالناصر ولابد أنه في هذه الورقة يكتب ما أراد أن يسيء به إلي جمال عبد الناصر خاصة أن المشير كان في ظروف نفسية حرجة بعد هزيمة يونيه.

    ولعل أخطر ما في هذه الأوراق كما يشير محمد الصباغ ما ورد في الصفحة رقم 13 وهو السطر الذي كتبه المشير في هامش مائل بالطول كما لو كان تذكره أو في محاولة للتأكيد عليه، يقول عن عبد الناصر:إذا أتاني الموت فيكون هو الذي دبر قتلي...هو جمال عبد الناصر الذي لا يتورع الآن عن فعل أي شيء، وهو ما يتناقض مع ما ثبت فيما بعد رسمياً عن انتحار المشير.

     

    الورقة الثالثة

     

    في الأوراق التي تركها صلاح نصر وفي رواياته الشفوية التي تركها في ذاكرة أولاده، حكايات كثيرة عن استخدام الجنس في العمليات المخابراتية، ومسئوليته عن هذه الأعمال ومسئولية عبدالناصر عنها، في المذكرات التي ستنشر لن يتم التطرق بشكل كامل إلي ما يمس الحياة الشخصية للآخرين، لكن هناك معلومة مهمة وهي أن الصحفي الكبير مصطفي أمين كان يقوم بإعداد تقارير تقدم إلي جميع أجهزة المخابرات الرسمية وغير الرسمية في مصر.

    وهذا أمر آخر يكشفه صلاح نصر، فمصر لم يكن بها جهاز مخابرات رسمي فقط يقوم بكل المهام أيام الرئيس عبد الناصر، فقد كانت هناك أجهزة معلومات أخري، أحدها كان يشرف عليه مكتب الرئيس، وكان هناك جهاز آخر يشرف عليه السيد محمد عبد القادر حاتم، وكان هناك بطبيعة الحال صراع بين هذه الأجهزة.

    يشير صلاح نصر إلي أن أجهزة الأمن المصرية كانت تستخدم النساء في عملياتها منذ العهد الملكي، وكانت السيدة سنية قراعة وهي كاتبة في الإسلاميات تعمل مع الأجهزة الملكية واستمرت في التعاون مع المخابرات العامة حتي العام 1967، لكن العمليات النسائية التي قام بها صلاح نصر فهو يؤكد أنها كانت تتم في حالات الضرورة القصوي.

    هنا تأتي المفاجأة فهذه العمليات لم تكن تتم بعيدا عن معرفة رئيس المخابرات، ورئيس المخابرات المقصود ليس صلاح نصر، فكما يقول نصر:الرئيس عبد الناصر كان هو رئيس الجهاز أما أنا فكنت مديره، حتي إن الرئيس عبد الناصر لامني علي استخدام كلمة "رئيس الجهاز" لأنه لا يصح أن يكون هناك رئيس آخر في مصر غير عبد الناصر، وبعد ذلك قال له عبد الناصر:وزع اختصاصاتك علي نواب الجهاز، فقد كان الرئيس عبدالناصر يعتقد أنه الوحيد الذي يعرف ويلم بكل شيء في مصر.

     

    الورقة الرابعة

     

    يكشف صلاح نصر في هذا الجزء من مذكراته عن التعاون والتنسيق بين المخابرات العامة المصرية والمخابرات الأمريكية، ويذكر نصر أن الرئيس عبدالناصر طلب منه ألا يقطع علاقاته مع واشنطن حتي تكون هناك حلقة اتصال غير دبلوماسية بين القاهرة وواشنطن، ومن ثم تقرر استبقاء "وليم برومل" ضابط المخابرات الأمريكي في السفارة الأمريكية لأنه كان حلقة الاتصال بين نصر وبين مدير المخابرات الأمريكية.

    يقول نصر:كان مستر "برجس" قد تعين ليكون رئيسا للبعثة الأمريكية في القاهرة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وواشنطن، وكانت تربطه مع بعض المسئولين بمصر مثل زكريا محيي الدين وحسن عبده الخولي علاقات طيبة، وكان عبدالناصر لا يريد قطع الحبل مع واشنطن، ولذا سمح للسفارة الأمريكية باستمرار الاتصال اللاسلكي بين القاهرة وواشنطن عن طريق هيئة الواصلات السلكية واللاسلكية، وفي منتصف يونيه 1967 طلب مني عبد الناصر أن أواصل اتصالاتي مع الأمريكان وأجس نبضهم إزاء مسلكهم لتسوية الموقف وتحسين العلاقات المتدهورة بين القاهرة وواشنطن.

    ويواصل صلاح نصر: ونجحت عن طريق وليم برومل وعن طريق المخابرات الإيطالية في حث الولايات المتحدة الأمريكية علي عرض اقتراح أظن أنه كان فرصة طيبة لتسوية مرضية لو تحققت كما أثبتت الأيام بعد ذلك.

    جاء لي وليم برومل بعد أسبوع يحمل رسالة لاسلكية من الرئيس جونسون هذا نصها:من الرئيس جونسون إلي السيد صلاح نصر، بالرغم من العلاقات المتدهورة بين البلدين فإن الولايات المتحدة علي استعداد أن تدخل في مفاوضات لإزالة حدة التوتر القائم، فإذا ما وافقت مصر فإن سفيرنا في روما علي استعداد لمقابلة مندوب مصر لوضع الخطوط الرئيسية لمحادثات علي مستوي أكبر في واشنطن.

    هذا من ناحية ومن ناحية أخري كان هناك سبيل آخر تقوم به المخابرات الإيطالية في الخط ذاته، إذ كانت تسعي لدي واشنطن لإيجاد تسوية عادلة لمشكلة الشرق الأوسط، ففي يوم 24 يونيه سنة 1967 وصلتني رسالة من المخابرات الإيطالية نصها كما يلي:رسالة رقم rei/39ig53/ 39 ، بتاريخ 24 يونيه سنة 1967 مرسلة من واشنطن عن طريق المخابرات الإيطالية إلي صلاح نصر.

    سوف يكون سفيرنا "رنيهاردت"مستعدا للقاء في روما بغرض مناقشة الاقتراحات المرفقة بالرسالة أو أي مواضيع أخري يثيرها المدير أو يرغب في إثارتها - المدير هنا هو صلاح نصر - إن المقابلة تهدف إلي توضيح النقاط التي يرغب كل طرف في إثارتها متضمنا النقاط التي لا توافق عليها الولايات المتحدة.

    وإذا ما تمت الموافقة علي ذلك سوف ترسل واشنطن ضباطا متخصصين لمعاونة السفير "رنيهاردت"في محادثاته، ولما كانت الولايات المتحدة لم تتشاور مع الآخرين في هذه المواضيع، فإنها بالطبع تتحدث باسمها، نرجو إفادتنا فورا بموعد وصول المدير إلي روما.. انتهت.

    وكان مرفقا مع كل من رسالة جونسون ورسالة الإيطاليين مشروع حل وسط نذكره بالنص فيما يلي:

    أولا:أن يستبعد نهائيا إجراء أية مفاوضات مباشرة للصلح بين العرب وإسرائيل.

    ثانيا: الاعتراف بكيان إسرائيل اعترافا في الواقع.

    ثالثا: انسحاب القوات الإسرائيلية فورا علي جميع الجبهات وعودتها إلي ما وراء الحدود التي كانت قائمة حتي يوم 4 يونيه سنة 1967.

    رابعا:تضمن قوات الطوارئ الدولية تلك الحدود علي جميع الجبهات التي كانت قائمة حتي يوم 4 يونيه سنة 1967.

    خامسا:حرية المرور بمضايق تيران.

    سادسا:تعويض البلاد العربية عن الأضرار التي لحقتها نتيجة العدوان.

    سابعا: تعويض المليون لاجئ فلسطيني الذين لا يزالون ينتظرون منذ عشرين عاما تحديد مصيرهم مع تسوية وضعهم نهائيا.

    ثامنا:تعهد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بتنفيذ برنامج اقتصادي ومالي وصناعي لمدة ثلاثين عاما يهدف إلي رفع مستوي المعيشة في جميع الميادين بين شعوب المنطقة العربية وفي مقدمتها الجمهورية العربية المتحدة، مقابل استعادة وتدعيم العلاقات والتعاون الشامل في الميدان السياسي والاقتصادي بين دول العالم العربي والدول العربية.

    وقد وافق عبد الناصر في بادئ الأمر علي إيفاد السيد أحمد حسن الفقي نائب وزير الخارجية للتباحث مع "رينهاردت" السفير الأمريكي في روما، ولكن بعد وصول بودجورني وزخاروف إلي القاهرة تغير الموقف وطلب مني عبد الناصر الكف عن هذا الاتصال.

    ويضيف صلاح نصر: لقد كان عبد الناصر لا يثق في واشنطن، وخشي أن يكون العرض مجرد خدعة، وهذا فضلا عن الجرح العميق الذي أدمي عبد الناصر لإحساسه بدور أمريكا في التآمر عليه في حرب يونيه للقضاء عليه، ومن ناحية أخري كان عبد الناصر قد قرر الانحياز نهائيا إلي موسكو بعد أن تبين له أن سياسة عدم الانحياز أصبحت بلا فائدة منها، ففي لقاء بين بودجورني وعبد الناصر في القاهرة قال الأخير:لقد أثبتت الأيام عدم جدوي سياسة عدم الانحياز وضعف قوي العالم الثالث ونحن علي استعداد للانحياز إليكم، فرد عليه بودجورني بفتور قائلا:هذا كلام طيب ولكن ينبغي أن أعود إلي الحزب لأعرض عليه هذا الأمر، ومن هذه النقطة كان المنطلق الجديد لسياسة السوفيت إزاء مصر، فقامت موسكو بالضغط علي عبدالناصر لتحقيق ما لم تستطع تحقيقه من قبل.

     

    الورقة الخامسة

     

    في أوراق صلاح نصر الجديدة إشارة إلي ما كشف عنه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وتحديدا في عملية عصفور، وهي عملية التجسس علي السفارة الأمريكية التي بدأت أيام الرئيس عبد الناصر وكشفها الرئيس السادات للأمريكان، أوحي هيكل بأن العملية تمت بعد خروج صلاح نصر من المخابرات، وأنها بدأت علي وجه التحديد في عهد السيد أمين هويدي الذي خلف نصر في إدارة الجهاز.

    لكن صلاح نصر يشير إلي أن هذه العملية تمت في عهده، ولم تكن بمفرده بل كانت ضمن عمليات مخابراتية أخري قصدت إلي التجسس علي مقار السفارات الأجنبية في مصر التي لدولها نشاط معاد للقاهرة، وقد نجحت كل عمليات زرع أدوات التنصت في هذه السفارات إلا في سفارة واحدة فقط، تم ضبط من كلفوا بالمهمة قبل إنجازها.

    ومما يؤكد أن عملية اختراق السفارات الأجنبية كانت ناجحة أيام صلاح نصر هو القبض علي شبكة التجسس الفرنسية والتي أوقف الرئيس عبد الناصر الاستمرار في محاكمة أعضائها، وكان من بين أعضائها اثنان من ضباط المخابرات الفرنسية.

    كلمات مفتاحية  :
    مذكرات صلاح نصر

    تعليقات الزوار ()