بتـــــاريخ : 5/16/2011 2:24:08 AM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 347 0


    الصياد.. والفريسة!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : سليمان الحكيم | المصدر : www.youm7.com

    كلمات مفتاحية  :
    الصياد الفريسة الحكمة

     

     
    سليمان الحكيم
     
     
    الصياد.. والفريسة!
     
    الأحد، 15 مايو 2011 - 19:43
    يبدو أن البعض منا ينسى أو يتجاهل الحكمة القائلة، بأن الصياد الماهر هو الذى يظهر لفريسته فى الوقت المناسب.. حتى لا يتحول الصياد إلى فريسة والفريسة إلى صياد!

    ولا شك فى أن الذين يدعون إلى مسيرة مليونية تنطلق من القاهرة إلى القدس عبر سيناء فى هذا التوقيت، يريدون لنا أن نتحول إلى فريسه سهلة الاقتناص لإسرائيل حين نقدم لها الفرصة السانحة للانقضاض علينا، قبل أن تقوى أقدامنا على الجرى من أمامها هربا، وليس فقط الصمود فى مواجهتها!

    هؤلاء هم الذين يقفون على حلبة الملاكمة ليلعبوا الاسكواش، وقد نسوا أن للعبة الملاكمة قوانينها، التى تختلف عن القوانين فى لعبة الاسكواش.. وأن لاعب الاسكواش لا طاقة له فى مواجهة ملاكم صعب المراس، مهما بلغت قوة المضرب فى يده!

    والغريب أن معظم أصحاب هذه الدعوة إلى المسيرة المليونية، هم من المنتسبين إلى التيارات الإسلامية المختلفة، وهؤلاء بالذات كان عليهم أن يرجعوا إلى تاريخ الدعوة الإسلامية لسيتقوا منها الدروس والعبر، ليروا كيف أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد هادن الكفار واستمالهم، بل واستجاب لكل شروطهم حين رفضوا أن يبدأوا وثيقة الصلح معه بسم الله الرحمن الرحيم.

    ووافقهم على ألا يذكر فى الوثيقة أسمه مقرونا بوصفه "رسول الله" كما استجاب لطلبهم أيضا بأن يقوم بتسليم من يأتيه مسلما من الكفار.. لقد وافق الرسول على كل تلك الشروط رغم اعتراض عدد من صحابته عليها، فقد رأى أنه لايزال وصحابته فى موقف الضعف الذى لا يقوى فيه على رفضها، ريثما تأتيه القوة وامتلاك شروط المواجهة، ليدخل مكة فاتحا دون إراقة دماء أو فقدان خسائر، هذه هى الحنكة السياسية التى كان الرسول يتمتع بها والتى يفتقدها خلفاؤه الآن، فمكنته من النصر على أعدائه.

    هكذا غابت مثل هذه الدروس والعبر عن قادة التيارات الإسلامية حين فكروا بالزحف على القدس، أو إسرائيل بالآلاف من البشر الذين لا يملكون فى أيديهم ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم فى مواجهة عصابات لا تقيم وزنا إلا للقوة والاستعلاء.. ليصبحوا بذلك مثل الصياد الخائب الذى يظهر لفريسته فى غير الوقت المناسب لقنصها!

    وإذا كان هؤلاء قد تجاهلوا دروس التاريخ فى ماضى الزمان فقد تجاهلوها أيضا فى حاضره القريب، حين قرروا استعراض قوتهم فى ساحة جامعة الأزهر بمليشياتهم، فسمحوا لقوات الأمن المركزى بالانقضاض عليهم، وإحالتهم إلى المحاكم التأدبية التى قضت بفصلهم من كلياتهم، وإلقائهم فى الشوارع بلا مستقبل!

    لقد كان ذلك الموقف خطأ فى تقدير الحسابات بطريقة صحيحة، ولا أريد أن أسميه بحماقة القوة أو غرورها، فالقوة الحقيقة ليست فقط قوة الأجساد والعضلات، بل هى قوة العقل والمنطق، ذلك ما يجعل الصياد على ضعف قوته قادرا على صيد الأسد ملك الغابة!

    لاشك فى أن الدعوة لمثل هذه المواقف الاستعراضية، سيلحق الضرر بموقفنا أكثر مما يفيدها، وإذا كان الغرض منها هو توجيه رسالة إلى إسرائيل والعالم، بأن مصر حاضرة وبقوة فى المشهد الفلسطينى، فقد تم إرسال هذه الرسالة فعلا بعقد المصالحة التاريخية بين حركتى فتح وحماس، على أرض مصر وبجهد مصرى واضح.

    كما سبق وأن أطلق نبيل العربى وزير خارجية مصر تحذيرا لإسرائيل بالامتناع والتوقف عن الهجوم على غزة.

    ولكن الرسالة الأهم والأخطر التى يجب توجيهها إلى إسرائيل هى أن مصر فى سبيلها إلى النهوض والعودة من جديد إلى قيادة القاطرة العربية، بعد أن تتمكن من التقاط أنفاسها، بخروجها من غرفة الإنعاش، وعلى الراغبين فى ذلك والمؤيدين له أن يمكنوها من العودة سريعا إلى ما ينبغى أن تكون عليه من قوة ومنعة.. لا أن يجروها جرا إلى فم الأسد ليأكلها لحما.. ويرميها عظما للكلاب!!


     

    كلمات مفتاحية  :
    الصياد الفريسة الحكمة

    تعليقات الزوار ()