واستطاع المخرج أن يستعرض كل هذه المشاكل باقتضاب بعيداً عن المط والتطويل فى شكل كوميدى ساخر، واختتم العرض بثورة ٢٥ يناير وسط تصفيق حاد من الجمهور، كما استخدم تقنيات حديثة فى الديكورات وشاشات عرض بمشاهد تسجيلية تخدم المسرحية.
بدأ العرض باستعراض غنائى، وبسرعة شديدة استعرض المخرج فيه الظلم والاستبداد الذى تعرض له المواطن البسيط من خلال بائع متجول تصدمه سيارة فارهة، وعندما يستنجد بالشرطة لإنقاذه من بطش أصحابها يفاجأ بانحياز رجل الشرطة لأصحاب السيارة، بل وقيامه بتلفيق خمس تهم للبائع البسيط بعد حصوله على رشوة، ثم انتقل مؤلف العرض محمود الطوخى إلى مشكلة التوريث، معتبراً مصر شركة كبيرة يرغب صاحبها، أو رئيس مجلس إدارتها فى تعيين نائب له، فيلجأ إلى شركة متخصصة تقوم بعمل دراسات لتحديد مواصفات النائب، وبالفعل تستعرض السكرتيرة الخاصة به المواصفات المحددة، وهى أن يكون من مواليد ٢٧ ديسمبر برج الجدى، وطوله ١٧٦ سم، وخريج كلية التجارة قسم إدارة أعمال، ليفاجأ فى النهاية أن المواصفات تنطبق على ابنه فقط، لكنه يدعى الرفض أمام حاشيته المكونة من الثلاثى عزمى وسرور والشريف، الذين قدموا وصلة نفاق مؤكدين أن الابن هو الأصلح لهذا المنصب، وتنتهى المناقشات بالموافقة على النائب، كما استعان المخرج بصور فى خلفية المسرح لشخص يحمل ابنه على كتفه.
وانتقد العرض الإعلام المشوه الذى يزيف الحقائق ويغيرها واستخدام بعض الإعلاميين لعمل برامج مثيرة وقوية من وجهة نظر الناس والمجتمع، وأشار مؤلف العرض إلى أن البنات الراغبات فى الزواج عليهن ارتداء الحجاب من أجل الحصول على عريس، وأن الحجاب هو المعيار الأساسى للزواج، وغير المحجبات من وجهة نظر المؤلف والمجتمع لا يمكن أن ينظر إليهن العرسان.
ناقش العرض أيضاً أسباب التحرش الجنسى وبرره بتأخر سن الزواج عند الشباب وارتداء الفتيات ملابس مثيرة، وانتقل المشهد بعدها إلى أزمة رغيف العيش وأزمة اللحوم المستوردة والبطالة وتعيين أبناء أساتذة الجامعات رغم حصولهم على تقدير مقبول، وفى المقابل رفضت إدارة الجامعة تعيين طالب حاصل على امتياز، ثم تطرق المؤلف إلى أزمة الحكومة فى حل مشكلة الزيادة السكانية ولجوئها إلى حل فى النهاية برفع نسبة الوفيات بين الأطفال حتى تتناسب مع نسبة المواليد،
ثم انتقل المؤلف إلى إهدار ميزانيات بعض الوزارات فى اللجان الكثيرة التى تعقد وتنبثق منها لجان أخرى، ورشوة الوزراء والمسؤولين وتواطئهم فى أزمة الدويقة، وتعرض فى الأحداث بعدها إلى الظلم الذى يتعرض له المواطنون بسبب قانون الجباية، والذى يعرف بقانون الضرائب العقارية والخصخصة وتداعياتها فى بيع وانهيار البلد اقتصادياً، وانتشار الفتاوى الدينية وإسكان الشباب ومشاكل المستشفيات الحكومية وموت المواطنين فيها وكارثة المستشفيات الخاصة على الموطنين الغلابة وبيع الأعضاء فى العيادات الخاصة، وفى نهاية العرض وبعد أن تفاقم الظلم والقهر فى نفوس المصريين يخرج جموع الشعب مطالبين بإسقاط النظام. استعان المخرج بشاشات العرض مستعرضاً لبداية المظاهرات، ثم موقعة الجمل واختتمها بخطاب تنحى الرئيس السابق.
هبة محمود بطلة العرض قالت لـ«المصرى اليوم»: أشعر بسعادة شديدة بعد عرض المسرحية، خاصة بعد أن شاهدت تفاعل الجمهور والتصفيق الحاد بعد مشهد تنحى مبارك.
وأضافت: تم عرض المسرحية لمدة أربعة أيام فقط قبل سقوط نظام مبارك، وتم تشميع المسرح مما أصاب فريق العمل بحالة إحباط شديدة، لكننا استأنفنا البروفات منذ شهر ونصف تقريباً، وتم إضافة مشاهد أكثر جراءة، خاصة بعد أن حذفت الرقابة فى عصر مبارك عدداً كبيراً من المشاهد.
وعن تجسيدها لدور الأراجوز قالت: فى البداية لم يكن هناك أى وجود لشخصية الأراجوز فى المسرحية، لكن المخرج جلال الشرقاوى فضل أن يستعين بالأراجوزات نظراً لأنهم يتمتعون ببراءة شديدة وبالفعل استعرضوا الأحداث بسخرية شديدة.