استمعت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ اليوم السبت، لمرافعة النيابة فى قضية "جاسوس الفخ الهندى" والمتهم فيها المصرى طارق عبد الرازق وإسرائليان "هاربان".
وطلبت النيابة توقيع أقصى العقوبة على المتهم وهى السجن المؤبد، وقدمت النيابة إفادة وردت إلى المخابرات المصرية من السلطات السورية مفاداها "وردت معلومات من خلال مصادرنا تفيد صدور حكم الإعدام ضد اثنين من العمداء فى المخابرات السورية منهم العميد صالح الناجم، والذى كان يشرف على الملف النووى السورى، وتخابر لصالح الموساد، كما تم ايقاف 11 ضابطا سوريا لارتباطهم بشبكة تجسس كبرى يترأسها المتهم المصرى طارق عبد الرازق"، كما كشفت النيابة أن إسرائيل تسيطر على قطاع الاتصالات فى المنطقة وتقوم بعمليات تخابر أخطر من زمن الحرب.
وأثناء مرافعة المستشار طاهر الخولى، المحامى العام لنيابة أمن الدولة، قاطعه المتهم أكثر من مرة مما أدى إلى انفعال المستشار جمال الدين صفوت، رئيس المحكمة، ووجه كلاما حادا للمتهم قاله فيه "بس ياولد هتقاطع الجلسة مش هيحصلك طيب، فريق دفاعك هو المنوط به على مرافعة النيابة".
ثم تحدثت النيابة عن المتهم طارق، وأشارت إلى أنه مصرى المنبت ولد كآلاف المصريين، شرب من ينبوع الحب، تعلم علمها، وحين شب غادر الأم الحنون حين صدق الزيف الذى زف إليه، واستحكمت فيه هواية اللعب بالنار.
المهنة، خائن، الحالة الصحية، من أصحاب العقول والنفوس المريضة، يلعق التراب من أجل حفنة دولارات".
وعلى الرغم من كونه إنسانا له حقوق أساسية مقررة له كإنسان إلا أنه تنازل عنها بإرادته عندما ارتمى بغير أحضان الوطن مختارا راضيا ساعيا ووافق على أن يكون اليد التى تقتل إخوته من أبناء الوطن رغم أن منهم من ضحى بدمه فداء لكل حبة رمل من أرض مصر لقد نسى هذا الخائن أو لعله تناسى أن هذا الذى يتغنى بحبه حصد من خيرة شباب مصر الألوف ولم يعمل حساب لمشاعر شعب وكرامة وطن.
لم تهزه مشاعر أم فقدت وليدها ولم يتعظ وهو يرى أطفالا يقتلون على يد أسياده ولم يتألم عندما رأى وسمع ما فعله القتلة فى الأسرى المصريين قبل أن نحاكمه علينا أن نحاسبه عن إفشاء أسرار هامة عن وطنه وعروبته، فأين هو من شباب الثورة المخلصين الذين قدموا أنفسهم شهداء لرفع راية الوطن.
العمالة والخيانة ضد الوطن والفتك بالمسلمين والمسيحيين تعد من الجرائم التى لا تغتفر، عاشت مصر قرونا طويلة تحت وطأة الاحتلال ومع ذلك لم يتحجج الشعب تحت وطأة الظروف الاقتصادية لكى يتعامل مع العدو ليست لك حجة ولن تقبل منك توبة فإن الخيانة من الذنوب التى لا تقبلها الأوطان.
ولفتت النيابة إلى أن المواطن الأجنبى يحاط بالحذر، لكن الوطنى تأتى منه الخيانة والضرر من حيث يرجى منه الخير، ونحن نرى أن التخابر فى زمن السلم لا يقل عنه فى زمن الحرب، رغم أن المشرع غلظها فى زمن الحرب لتصل إلى الإعدام.
وكشفت النيابة أنه مع تطور وسائل الاتصالات وثورة الأقمار الصناعية واستخدام شبكة المعلومات الدولية لم يعد التخاير قاصرا على التجسس فحسب بل تعداه إلى إحباط مناخ الاستقرار السياسى والاجتماعى وإفساد الأخلاق وإضعاف المعنويات، وكل ما يتعلق بمصالح الاقتصاد القومى، كما لم يقتصر على اقتناص المعلومات السرية، حيث أصبح تأكيد المعلومة المعلنة سلفا أو نفيها من المصادر الموثوقة هدف التخابر الحديث.
ثم تحدثت النيابة عن وقائع الدعوى وجاء بها أنه ثبت من تحريات هيئة الأمن القومى أن المتهم سبق له أن عمل مدربا للكونغ فو بدار الدفاع الجوى، وسافر الصين للبحث عن عمل وبادر من تلقاء نفسه بإرسال رسالة عبر جهاز الكمبيوتر المحمول لموقع جهاز المخابرات الإسرائيلية وقال لهم فيها "أنا مصرى ومقيم فى دولة الصين، وأبحث عن عمل" وتلقى رد بعد 3 شهور من عضو بالموساد، وطلب منه أن يأتى اليابان أو تايلاند، لكنهما اتفقا على اللقاء فى الهند، وتقابلا فى السفارة الإسرائيلية فى نيودلهى، وقام عضو الموساد باستجواب المتهم، ثم أعطاه 1500 دولار، وتعددت لقاءاته فى سفارات إسرائيل حول العالم.
ثم أرسل له المتهم الثالث إيدى موشيه دعوة للقاء مرة أخرى وهو مدرب على كيفية إنشاء بريد إليكترونى وكلفه بالسفر إلى كمبوديا ولاوس ونيبال، وسلمه جهاز حاسب آلى محمول، به جهاز مشفر ليستخدم كأداة للتراسل بينهما، ويتسم بصعوبة التعامل معه، وهو الجهاز الذى ضبط مع المتهم أثناء سفره من قبل النيابة العامة، ويصل ثمنه إلى 5 مليون دولار، كما سلمه حقيبة يد تحتوى على جيوب سرية، كما سلمه تليفون محمول به شريحة تابعة لهونج كونج، ثم طلب منه الاتصال بفلسطينى يدعى فيروز عثمان بجنوب افريقيا وسلمه 3 الاف دولار، ثم سلمه 5 آلاف دولار أخرى لإنشاء شركة استيراد وتصدير فى الصين.
وواصلت النيابة، كما عرض الموساد على المتهم إنشاء شركة حلويات فى سوريا وبدا فى مراسلة مجموعة شباب فى سوريا كما تم تكليفه بالبحث عن الموقف الأمنى فى المطار السورى، وعدد قوات الأمن وشكل سير الحقائب دخول وخروج السياح فى المطار، ونفذ المتهم التكليف بالفعل، ثم التفى بالعميد صالح الناجم مسئول الملف النووى السوري، كمندوب إسرائيل لدى الناجم لجمع المعلومات، ثم استكمل نشاطه الاستخباراتى حتى ألقت السلطات المصرية القبض عليه عن طريق النيابة العامة فى مطار القاهرة.