وتمكنت الأجهزة الأمنية فى الجيزة بمعاونة الجيش من ضبط ٢١ متهماً جديداً فى الأحداث، بينهم ٨ هاربين من المستشفى عقب تلقيهم الإسعافات الأولية، وطاردت الأجهزة الأمنية المتهمين بإشراف اللواء فاروق لاشين، مساعد الوزير لأمن الجيزة، واللواء كمال الدالى والعمداء فايز أباظة وجمعة توفيق ومحمود خليل، بمشاركة قرابة ١٥٠ ضابطاً وعشرات من أفراد الشرطة، وتركزت المطاردات الأمنية فى مناطق المنيرة الغربية والوحدة وشارعى الأقصر والمشروع.
وقال مصدر أمنى إن المقبوض عليهم تورطوا فى المشاجرة بين الطرفين، وإن شهود عيان ومصابين وفيديوهات وصوراً أثبتت ضلوعهم فى الجريمة. وأضاف المصدر أن الشاب الملتحى الذى ظهر فى فيديو يحرض على حرق كنائس إمبابة لم يضبط حتى الآن، وأكد أن الأجهزة الأمنية شاهدت فيديو التحريض قبل أن يظهر له فيديو جديد يعتذر فيه عن الفيديو الأول، وينفى عن نفسه تهمة التحريض. وقال المصدر إن قوة أمنية توجهت إلى منزل المتهم، وتبين أنه غادر المنزل بعد نشر مقاطع الفيديو على اليوتيوب، وأوضح أن أجهزة الأمن تطارد متهمين آخرين هربوا من منازلهم بعد الأحداث.
وجاء ذلك فى الوقت الذى نفى فيه مصدر عسكرى مسؤول ما أذاعته، أمس، بعض الفضائيات عن قيام عبير طلعت فخرى» السيدة التى تفجرت بسببها الأحداث الأخيرة «قيامها بتسليم نفسها لإحدى الوحدات العسكرية، وأكد المصدر أنه هذا الكلام عار تماماً من الصحة «ولم تصل عبير إلى أى من الوحدات العسكرية سواء بمنطقة إمبابة أو أى من المناطقة المحيطة بها»- على حد قوله.
وأضاف المصدر: «أن القوات المسلحة ليست مختصة بالبحث عن عبير وأن هذا مهمة الشرطة المدنية، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أنه إذا قامت عبير بتسليم نفسها لأى وحدة عسكرية فسيتم توجيهها إلى جهات التحقيق إذا كانت مطلوبة لأى من التحقيقات التى تجرى أو لأقرب قسم شرطة».
وكانت عبير أعلنت عبر مداخلة تليفونية لبرنامج «بلدنا بالمصرى»، إنها لم تجد طريقة للخلاص من معاملة زوجها المسيحى، وقال لها البعض إن الطريقة الوحيدة هى إشهارها الإسلام، وعلى هذا الأساس اتخذت تلك الخطوة، وشرحت عبير للإعلامية ريم ماجد أنها تركت منزل زوجها فى سبتمبر ٢٠١٠ وأشهرت إسلامها فى ٢٣ سبتمبر، ونفت زواجها عرفياً بالشاب المسلم ياسين ثابت، وقالت: «مينفعش أتجوزه خالص، علشان أنا على ذمة راجل تانى، وأنا هحصل على دعوى تفريق لأنى بقيت مسلمة وهو مسيحى، ولحد اللحظة دى مينفعش أتجوز، وكمان لأنى صعيدية، وعيلة أبويا متسمحش بكده، وعلشان عندى ٤ بنات إخوات».
وأضافت عبير أن الكنيسة احتجزتها بعد أن «وشى» أحد بلدياتها لوالدها بمكان اختفائها مقابل مبلغ مالى، وأكدت أنها كانت ممنوعة من النزول إلى الشارع أو النظر عبر النافذة.
وعن يوم السبت الماضى والأحداث التى شهدتها إمبابة وأسفرت عن مقتل مسيحيين ومسلمين، قالت عبير: «لو أعرف إن ناس هتموت بالطريقة دى كنت عملت أى حاجة، ولو وصل إنى أموّت نفسى ولا المشكلة دى تحصل.. وأنا يومها كنت موجودة فى مبنى جنب الكنيسة أنا وبنتى اللى عندها ٣ سنين ولقيت الدنيا هاجت وضرب النار اشتغل و(الراهبة) قالت لى (امشى أنا بريئة من دمك) و(اطلعى بره) وأنا أخدت هدومى وبنتى وركبت توك توك ومشيت من المنطقة.. ومحدش يومها كان يعرفنى من الناس.. لو عرفونى كانوا موتونى، وأنا مشيت وقاعدة فى مكان آمن أنا وبنتى».
وفى سياق متصل، قالت مصادر قضائية إن نيابة أمن الدولة تحقق فى الواقعة، وإن مكتب النائب العام سيصدر بياناً بهذا الشأن خلال ساعات.
ورصدت «المصرى اليوم» الأوضاع فى إمبابة بعد ٤ أيام من الأحداث، ففى شارع الوحدة بالقرب من كنيسة العذراء تعامل الجنود بمرونة مع المواطنين فى محاولة لتهدئتهم وامتصاص حالات الغضب.