تابعت مجلة فورين بوليسى أحداث الفتنة الطائفية فى إمبابة، والتى أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات، بالإضافة إلى ما سبقها من حوادث مشابهة.
وزعمت المجلة الأمريكية أن هذا المشهد المؤسف فى مصر أظهر هشاشة وغموض مستقبل الربيع العربى، ومن جانب آخر تمثل قضية الحرية الدينية فى مصر تحديا لإدارة أوباما فى ردها على تهديدات الربيع العربى.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن مسيحيى مصر يعرفون بالوطنية الكبيرة ودعم الوحدة والالتزام بالإصلاح، إلا أن أعمال العنف الأخيرة تشير إلى "هشاشة مكانتهم فى مصر الجديدة".
ولفتت المجلة إلى أن باحثين بمشروع "الحرية الدينية" بمركز بيركلى جورج تاون سيتبادلون أفكارهم حول أهمية وخطر الحرية الدينية فى مصر الجديدة.
وقالت إن النظام السابق مارس لعبة مصلحة عن طريق قمع كل الفئات من إسلاميين أو علمانيين أو معارضين وبالتأكيد الأقباط، "فالمصريون المتحولون من الإسلام إلى المسيحية عانوا معاملة بشعة بما فيها السجن والتعذيب السادى على أيدى قوات أمن نظام مبارك".
وأضافت: "مثلما أن وضع الأقباط محفوف بالمخاطر، فإن الحرية الدينية فى مصر تعنى أكثر من مجرد ممارسات تواجهها الأقليات الدينية، والحرية الدينية أيضا ضرورية للأغلبية المسلمة لإدراك إمكانية الازدهار الديمقراطى لا سيما لهؤلاء المتسامحين الذين ينبذون العنف منهم".
وتدعو المجلة الأمريكية إلى مراجعة عدد من القضايا الأكثر إثارة للجدل حول الحرية الدينية، فلابد من قوانين تشمل المساواة فى المعاملة بين جميع المصريين بغض النظر عن اعتباراتهم الدينية، وهذا يقتضى إلغاء الخط الهمايونى فى بناء الكنائس، والأهم هو إلغاء خانة الديانة من بطاقات الهوية.
وتحث فورين بوليسى إدارة أوباما كاملة أن يؤكدوا فى جميع بياناتهم الخاصة والعامة للمسئولين المصريين على أهمية حماية الحرية الدينية التى لا غنى عنها لتحقيق بلد ديمقراطى، وأن تدعم بشمل أساسى وكبير منظمات المجتمع المدنى بمصر والأحزاب السياسية التى تدعم الحرية الدينية.