بتـــــاريخ : 5/7/2011 3:27:44 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 600 0


    ترفيه .. من نار

    الناقل : romeo2433 | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتورة | المصدر : www.ktaby.com

    كلمات مفتاحية  :
    ترفيه نار

     

    الإنسان بطبعه يميل إلى التغيير في أكثر الأمور حسب استطاعته, فهو يحب أن يغير ما يأكل وما يركب وما يذهب إليه فنحن باختصار نحاول أن نغير الروتين كلما استطعنا وتختلف نسبة هذا التغيير من عمل لآخر, فالموظف يعمل لثماني ساعات غالبا ما ينتصفها توقف لمدة تقارب الساعة ليغير الروتين ويخرج عن جو العمل قليلا, وأيضا هو يعمل طوال السنة فيتمتع بإجازة للسبب نفسه, البعض يحب المزاح والضحك والتنزه ليخرج عن جو الجدية والعمل طوال اليوم وحتى الطفل يحب لعبته وبعد فترة يشعر بالملل منها ويرغب في تغييرها والأمثلة كثيرة, باختصار ان الإنسان يحاول أن يضيف بعض الترفيه على نفسه ليعود بطاقة قوية إلى ما كان عليه من عمل وهذا ما يُنصح به طبياً, فالعمل والتركيز المتواصل دون توقف أو ترفيه له آثار عكسية مع مرور الوقت.
     

    في ظني أن أغلب الناس قد يتفقون مع ما ذكرت ولكن المشكلة والخطورة هي كيفية استغلال هذا الوقت أو بالأصح هذا الترفيه فالأطفال يحبون ألعاب الـ(بلاي ستايشن) والرسوم الكرتونية المتحركة ولكن أغلبهم وأغلب أهلهم لا يعلمون محتواها ومدى ضررها أو نفعها, المسألة قد تكون بسيطة ولا ضرر منها إن كانت لعبة فيها فتىً قوي يستطيع أن (يصفّق) 10 خصوم أو سيارة تسير وسط الصحراء وتواجه الثلوج والعواصف والأمطار ولكن الضرر إن كانت تتعلق بقصص الغرام وحماية العشيقة والقوّة الخارقة التي قد تصل إلى حد السحر, كحجب الشمس وإنزال المطر وتحويل الناس إلى جماد, فحينما كنت صغيرا لم يكن لدينا إلا أقل من نصف ما يوجد حاليا, فكنا نشاهد المسلسل الكرتوني (عدنان ولينا) وحينها كان أهلنا يقولون (لا تناظرونهم .. عيب) بسبب أن عدنان كان يستميت في الدفاع من أجل حبيبته وخصوصا في سنهما المبكر, وأيضا (سندباد) والذي كان كثيرا ما يظهر السحرة فيه الذين يحولون أعداءهم إلى صخور ويجعلون السفن تسير على الرمال!! ثم تطورنا قليلا وشاهدنا (سوبرمان) وكان أحد أصدقائي يقلده وهو يطير ولكن الفرق ان صديقي كان (ينسدح) على طاولة الطعام في المطبخ ويُخيل له أنه يطير ويرفرف ثم سقط على (خشته), هذه الأشياء رغم خطورتها لو أمعنا النظر بها كانت خطيرة ومع منع أهلنا لنا كنا نشاهدها خفية فمرة ننجح ومرات نفشل والحمد لله أننا كبرنا ولم نتأثر بها, أما وقتنا الحاضر فهو لا يقارن من ناحية التطور والتعدد التقني والنوعي, فازداد شغف الأطفال بها بشكل هائل ولا يكاد يخلو منزل منها وازدادت مغامرات العشق والعنف فكثير من الألعاب تمثّل حال عصابات السرقة والسطو وهم ينهبون المصارف والبيوت ويقتلون الناس في الشوارع ويكسرون سيارات الشرطة فهل هذا هو الترفيه؟ أم أنه إضاعة للمال والوقت الهائلين فقط؟ لم لا تُستبدل بالألعاب التي تساعد على الذكاء وتنمية القدرات والمهارات أو تنشيط المعلومات كالشطرنج أو كرة القدم أو السباقات والألعاب الحماسية والمسلية التي لاضرر منها. الترفيه لم يقتصر نفعه أو ضرره على الصغار فحسب بل امتد حتى إلى الكبار فالكثيرون يرفهون عن أنفسهم بمتابعة بعض ما تبثه القنوات الفضائية والتي أسماها احد الأساتذة الكتاب (شبكات المجاري الفضائية) ومسلسلاتها الفاضحة وأغانيها المخزية والتي أصبح لها جمهور يتغنى بها في كل مكان وأصبح أبطالها على كل لسان وصورهم على الأكواب والدفاتر والحقائب ومضرب مثل في الرومانسية والحب وهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن ذلك فالكثيرون تحدثوا عن المسلسلات التركية, فكيف يُقبل الحب من رجل له ابن غير شرعي؟ وهل ترضى زوجة عاقلة في أي مكان في الدنيا بحب رجل رومانسي وابن غير شرعي واستمرار علاقته مع ام ابنه؟ فأين الغيرة وأين جموح المرأة أم أنها تنظر من زاوية واحدة فقط وهل هذه الشخصية تمثل لها طموحا؟ أم أن الممثلات والمطربات اللاتي ترقعت وجوههن واجسادهن من كثرة السمكرة والتعديلات (الحمد لله الذي عافانا) هن مضرب المثل وطموح كثير من الرجال بأن تصبح زوجته تشبه إحداهن؟ هل وصل الحد بنا الى أن تكون هذه السخافات حديث المجالس وعلى لسان الصغير والكبير وكأننا مجتمع ليس لديه قضايا أخرى تُشغله؟ هل وصل بنا الحد إلى أن تُختلق الخلافات في البيوت بسبب هذه المسلسلات؟ أستغرب كيف يجرؤ البعض بأن ينظر إلى بعض مشاهد هذه المسلسلات الأجرأ وبجانبه أحد أطفاله؟ هل أصبحت هذه المسلسلات أنموذجا وحلا لكل ما يفتقده كل منزل؟ هل فكرنا في أبطال هذه المسلسلات والأغاني ومثاليتهم أنها أمامنا فقط أما في حياتهم الشخصية فهم نقيض لما يمثلونه أمامنا تماما واكبر دليل هو معدل الطلاق في الوسط الفني وارتفاع معدلاته بكل جدارة ولك ان تحكم على ثقافة الكثير منهم (القليلة) حينما تشاهد استضافة لهم في أي برنامج أو مسابقة يشاركون بها. هل إلى هذا الحد (حنا فاضين)؟ لماذا لا نستبدل كل ذلك بشيء أرقى, فلن أتشدق بمثاليات عالية وكأني لا أنتمي لهذا المجتمع ولا أعيش فيه ولكن هناك الكثير من البدائل لمختلف الأذواق والأعمار مثل كثير من البرامج الدينية والحوارية والتي أصبح لها طابع مشوق يختلف عن السابق, وأيضا المباريات في مختلف الرياضات بالحد المعقول وبرامج المسابقات والمسلسلات التاريخية ان خلت من المخالفات الشرعية والبرامج الكوميدية المضحكة وغيرها الكثير مما يتسم بالضوابط الدينية والاجتماعية. رسالتي اوجهها إلى كل ولي أمر بأن يعلم أنه مسؤول عن رعيته وانه محاسب عليها وان يراقب رعيته من جهة ويوفر لها بدائل من جهة أخرى فالحجب وحده لا يكفي, وأيضا اوجهها إلى المغرر بهم من أبناء وبنات وطني وأمتي بألا يجعلوا مثل هؤلاء مثلا أو طموحا لهم فهناك من هم لدينا ونفخر بأن يكونوا قدوتنا واخيرا اوجهها إلى وزراء الإعلام العرب أن يراقبوا المؤسسات الإعلامية والتي يجب أن تنتقي ما يثري العقل والقيم ويرفه عن الناس ويفيدهم وليس ما يجني الكثير من الأرباح والمشاكل والمساوئ.

    كلمات مفتاحية  :
    ترفيه نار

    تعليقات الزوار ()