بتـــــاريخ : 5/7/2011 3:20:56 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 582 0


    ابتعاث البنات ، ،

    الناقل : romeo2433 | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتورة | المصدر : www.ktaby.com

    كلمات مفتاحية  :
    ابتعاث البنات
     
    فإن من القرارات والتطبيقات ما هو واضح الفائدة للبلاد والعباد في دينهم ودنياهم  فالعدل تأييدها والأخذ بها والتشجيع على إمضائها والدعاء لمن أمر بها وعمل بها ، ومن القرارات

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين الذي قال " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) من الآية 110 آل عمران .

    والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين الذي قال وطبق " الدين النصيحة " أما بعد

    فإن من القرارات والتطبيقات ما هو واضح الفائدة للبلاد والعباد في دينهم ودنياهم  فالعدل تأييدها والأخذ بها والتشجيع على إمضائها والدعاء لمن أمر بها وعمل بها ، ومن القرارات ما هو مخالف لشرع الله وواضح الإضرار بالبلاد والعباد في دينهم ودنياهم فالواجب التحذير منها وبيان وجه الخلل فيها ، وهذا واجب على كل مسلم ، لأن المسلم مأمور بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر ، ولا يجوز له السكوت أو التزام الصمت تجاه ما يرى أنه مضر به وبإخوانه المسلمين وبمجتمعه ، ولأننا جميعا في سفينة واحدة ، وإلا فهو شيطان أخرس والعياذ بالله تعالى ، وأين يذهب المسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان " أين يذهب المسلم القادر على تغيير المنكر والنصيحة من هذا الوعيد ؟.



    وقياما بواجب النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم أقدم هذه النصيحة لأهلي في هذه البلاد المباركة : البلاد السعودية في موضوع من أخطر ما أصيبت به البلاد في السنوات الماضية وهو ابتعاث الطالبات والطلاب المتخرجين حديثا من الثانوية العامة إلى البلاد غير المسلمة ، أي من سنهن من البنات ومن سنهم من الذكور لا يتجاوز الثامنة عشرة وهو سن التخرج من الثانوية العامة .

    إن هذا الابتعاث يأتي في فترة ارتفاع وتيرة عداء الحكومات في الغرب للإسلام وكذا الشعوب والإعلام الغربي والجامعات ومراكز البحوث وغيرها ، ليس في الغرب وحده بل في كل البلاد غير المسلمة ، ونتيجة لذلك تقلصت مساحة ممارسة شعائر الإسلام في الغرب تقلصا عظيما ، وصار أكثر المسلمين يمارس عباداته في الخفاء ، وهذا يعني أن هذه المرحلة أخطر بمراحل من مرحلة ابتعاث الطلاب السعوديين إلى الغرب في فترة التسعينات الهجرية حوالي 1395 تقريبا  ، التي كان لها مردودها السيء كما هو معلوم ، فكيف سيكون مردود الابتعاث في هذه المرحلة التي قيدت فيها جهود الدعاة والأئمة والجمعيات الإسلامية والمناشط الدعوية في البلاد غير المسلمة خاصة أمريكا وأوربا وأستراليا ، وأصبحت المساجد تخضع لرقابة المخابرات في كل بلد وزاد الضغط على المسلمين وعلى ممارستهم لدينهم ولعبادتهم من قبل الحكومات الغربي بدعوى مكافحة الإرهاب ، التي صارت مكافحة للإسلام والمسلمين ، وصارت هنالك سياسة للحكومات في الغرب لاستهداف الطلاب المسلمين بالتشكيك في الدين والتضييق عليهم في كل شيء له صلة بدينهم وممارستهم لعبادتهم ، بل لحياتهم اليومية ، كما قد علم من اعتقال بعض الطلاب السعوديين والتحقيق معهم ساعات طوال ، ولن يغيب عنا ما حدث للأخ تركي الحميدان فرج الله عنه حيث حوكم بتهم ملفقة وحكم بسجنه 28 سنة ، وقبله للأخ الطالب المبتعث السعودي سامي الحصين ؟؟.

    وقبل الحديث عن المخاطر المتحققة من هذا الابتعاث على الدين والدنيا أقول :

    1-  أن الإنفاق على هذه البعثات يقدر بآلاف الملايين من الريالات ، وبها يستطيع المسؤولون أن يبنوا عشر جامعات دفعة واحدة ، وأن يوفروا لها الأساتذة والمعامل والأجهزة وليبقى أبناؤنا في بلادنا وتبقى أموالنا في بلادنا في صورة جامعات جديدة للأجيال كافة ، وهذا هو النصح لولاة الأمر ولعامة المسلمين .

    2-  هذا الابتعاث وخاصة ابتعاث الفتيات الذي هو أشد حرمة ينبئ أن وارء الأكمة ما وراءها من هذا التصرف الذي لا يقره مخلص .



    إن ابتعاث الطالبات والطلاب الغريرات والأغرار مصيبة حلت بالبلاد وطعنة في قلبها وقلب أهلها الذين أذهلتهم هذه المفاجأة ، وإن هذا الأمر لخطر ماحق على البلاد والعباد في الدارين ومن ذلك  :

    أولا : الخطر على سلامة دين الطالب والطالبة من الشبهات والشكوك التي يزرعها الغرب - قصدا أو غير قصد لأن الحياة الفكرية والتعليمية في الغرب حياة تقوم على محاربة الدين وإقصائه من جميع جوانب الحياة - وخاصة الجامعات والمعاهد والأساتذة في الجامعات والمناهج والإعلام وغير ذلك ، ذلك لأن الغرب قد قطع شوطا كبيرا جدا في التشكيك في الدين ، ولا يدع فرصة إلا اغتنمها لتأكيد التشكيك في الدين والإيمان بالله تعالى ، وحين يعلم الأستاذ الجامعي أن الذي أمامه طالبة مسلمة وطالب مسلم  ومن البلاد السعودية رائدة وقائدة العالم الإسلام وخادمة وسادنة الحرمين الشريفين وضامة مهبط الوحي وقبر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين ومحجهم ومدرج الصحابة رضي الله عنهم وقدوة المسلمين في مشارق الدنيا ومغاربها  فسيزيد من وتيرة التشكيك ، وسيفرض عليه قراءة كتب بعينها تشكك في الإسلام خاصة والدين عامة ، وسيلزمه بكتابة بحوث تشكك في الدين ولا تأبه به ، وهذا قد حصل مع كثير من المبتعثين في فترات سابقة .

    ثانيا – على سلامة سلوك الطالب المسلم والطالبة المسلمة : حيث الإباحية التامة في تلك البلدان ، وإذا علمنا أن الطالب والطالبة المتخرجة من الثانوية العامة غير متزوجة وفي فورة الشباب وثورة الجنس فكيف هي النتيجة ياترى في وجود الانفلات التام والحرية المطلقة ؟ وقل مثل ذلك حيث المخدرات تروج في الجامعات وفي الشارع والمسكرات وغيرها ، وحيث البارات والمراقص والخمارات ، وحيث العصابات التي تعمل ليل نهار للإيقاع بالطلاب والطالبات السعوديات وغيرهم في حبائل المخدرات والجنس والجريمة، والله المستعان ، وحيث لا توجد رقابة على الأبناء والبنات السعوديات هناك – ومهما قيل من وجود محرم فقد ثبت أكثر المحارم يرجعون بعد فترة تاركين البنات وحدهن هناك ، ولو بقي المحرم فهو لن يستطيع أن يرد عن البنت التشكيك ولن يكون معها في حجرة الدراسة ، وبالتالي فلن يمنع عنها شيئا من الأخطار ، وما يقا عن إكانية انحراف الطالبة والطالب يقال عن المحرم نفسه فقد ينحرف فيضيع ويضيِّع  -  ولا يوجد من الوعظ والتذكير بالله بالقدر الذي يكافئ تلك الأخطار . ومهما قيل من وجود الرقابة ، فلا يمكن تصديق ذلك لأن الرقابة من قبل السفارة هنالك محدودة جدا لصعوبة ذلك بل لاستحالته ، حيث يوجد في البلد الواحد من بلدان الابتعاث آلاف الطلاب والطالبات وفي مدن متفرقة متنائية عن بعضها ، وحينها لا يمكن أبدا تصديق أنه توجد رقابة أبدا إذا قيست برقابة الوالدين والمجتمع المسلم والدولة المسلمة ضمن البلد الطيب المسلم بلد الحرمين.

    ثالثا – على سلامة أفكار الطلاب والطالبات من النظريات الغربية في السياسة والاجتماع والسلوك وغير ذلك ، فكم من طالب سعودي عاد من الغرب قبل سنوات وقد تأثر بالغرب تأثرا يكاد يكون شاملا في سلوكه وأخلاقه وأفكاره فأصبحوا وبالا على بلاد الحرمين البلاد السعودية شرفها الله وأعزها وصرف عنها كل فكر ضال مضلل .

    رابعا : وهذا أمر خطير : وهو أن الابتعاث إلى الغرب أو الشرق ، أي إلى البلاد غير المسلمة ستكون له أبلغ الآثار على سلامة كثير من الطلاب والطالبات من أمراض العصر الفتاكة وخاصة الأمراض الجنسية الفتاكة مثل الإيدز ، الذي زاد انتشاره في الغرب انتشارا هائلا في السنوات الأخيرة حتى صار وباء في كثير من البلاد الغربية مثل أمريكا وأستراليا والدول الأوربية ، بل وفي الهند وغيرها ، وأنا وغيري لا نقول إن كل الطلاب سينحرفون ويقعون في الزنا ، ولكن لو لم يقع فيه إلا عشرة في المائة – ولا ريب أن كل شاب وشابة في هذا العمر عرضة لفتنة ، وبالتالي فالحال في حقيقة الأمر قد يكون أضعاف النسبة المذكورة - لكفى بهذا خطرا على صحة هؤلاء الأبناء والبنات ، ولكفى به نذير شر مستطير على البلاد والعباد ، حيث لا يؤمن على كل من وقع في اتصال جنسي حراما أو حلالا في الغرب أن يصاب بالإيدز ، لأن هذا المرض أصبح منتشرا بين ما لا يقل عن عشرة في المائة من الأمريكيين ومثل ذلك في البلدان الأخرى غير المسلمة في جميع أنحاء العالم ، لأن أسباب انتشار هذا المرض متاحة للجميع وهو إباحة الزنا والشذوذ الجنسي " اللواط " ولذا فانتشار هذا المرض لا يمكن وقفه إلا بالعودة إلى العفة ، وهذا محال في الغرب في هذه المرحلة ، حيث تعدل الدساتير الآن في أمريكا والغرب لتعطي حتى المثليين " اللوطيين " حق الزواج واعتبار ما يقومون به من اللواط قانونيا يجرم من يعارضه أو يميز ضد المثليين في الوظائف أو غيرها ، وتسعى الأمم المتحدة إلى تعميم هذه القوانين على كافة دول العالم ، فهل نتوقع بعد هذا سلامة الكثيرين من بناتنا وأبنائنا الأغرار المبتعثين إلى الغرب من هذا الداء الناشئ عن الانحراف عن الفطرة وانتكاس الأخلاق ؟.



    وفيما يلي تفصيل غير مطول لوجه الخطورة الماثلة للابتعاث - في هذه السن ولغير المتزوجين - على كافة الأطراف في هذه البلاد  :

    أولا – خطورة هذا الابتعاث على الطالبات :

    فمما علم من الدين بالضرورة أنه لايجوز لمسلمة أن تسافر فوق يوم وليلة دون محرم لما يكتنف ذلك من الأخطار على دين المرأة وعفافها وسلامتها من الفتن ، فكيف إذا كان السفر إلى بلاد إباحية غير مسلمة ؟ وكيف إذا كان هذا السفر يمتد إلى سنوات هو عمر الدراسة ؟.

    وسوف تسكن الفتاة السعودية  لدى أسرة غربية لتعلم الإنجليزية كما هو متبع هنالك لكل طالب مستجد غير متقن للغة ، وهل نتوقع أن تدخل الطالبة إلى هذه الأسرة وتخرج منها بعد سنتين أو ثلاث وهي سالمة في عقيدتها وأخلاقها وعفافها وسلوكها ، وقد عاشرت تلك الأسرة غير المسلمة سنة أو سنين عددا : في اليقظة والنوم ، في الوجبات وجلسات الشاي في النزهات والزيارات ، وهل ستحافظ على حجابها وحشمتها كذلك ؟.



    ومن جانب آخر فإن الدراسة في البلاد غير المسلمة دراسة مختلطة تماما ، وهذا يعني أن بنات هذه البلاد سيدرسن جنبا إلى جنب وكتفا لكتف مع الطلاب الذكور من الغربيين أو الشرقيين ، فهل ستؤمن الفتنة وهن يدرسن مع الشباب كتفا لكتف ؟ وكيف حال مجتمعنا إذا تعلقت فتيات سعوديات مسلمات بشباب من غير المسلمين وأحببنهم ثم رغبن في الزواج منهم ؟ ماذا يصنع الوالدان والمجتمع إذا كانت القوانين هناك تؤيد هذا وتقف ضد الآباء والأمهات والمجتمع المسلم في هذا الأمر ؟ هل فكر الآباء والأمهات في هذه الأمور كافة ؟ وهل قاموا بواجب النصح لأبنائهم وبناتهم والأمر بهذا الوضوح للجميع ؟ وهل فكرنا فيها نحن جميعا أيضا ؟.

    إن الفتاة في الغرب ما إن تبلغ الثامنة عشرة حتى تخرج من طاعة أبيها وتصبح حرة تفعل ما تشاء ضمن الحياة الإباحية الغربية ، ومن ذلك اتخاذ العشيق والسفر معه ونبذ الأسرة وانقطاعها عنها ، وهذا كله يحميه القانون في البلاد غير المسلمة  ، أ فلن تتأثر بناتنا أو الكثيرات منهن بهذا الوضع المغري في ظاهرة المدمر في الحقيقة ؟.

    ثانيا – على الطلاب الذكور الذين ابتعثوا في سن المراهقة ، وأخرجوا إلى بلاد غير مسلمة كل شيء فيها مباح : الزنا والخمر والمخدرات واللواط والقمار والاختلاط والصداقة بني الجنسين وغير ذلك ، وهؤلاء الأولاد الأغرار غير متزوجين فكيف سمح برميهم في هذه البيئة التي هي خطر على عقيدتهم وسلوكهم وعلى صحتهم البدنية وعلى حبهم لمجتمعهم وولائهم لدينهم أمتهم وبلادهم ، وكمذلك فالدراسة في الجامعات مختلطة ، وهو خطر مؤكد على هؤلاء الشباب مثلهم في هذا مثل البنات السعوديات المبتعثات ، وكذا سكن الشاب المراهق مع أسرة غير مسلمة بحجة تعلم الإنجليزية وما سينتج عن هذا الأمر من الانحراف بسبب التأثر بعادات وأخلاق وسلوكيات تلك الأسر غير المسلمة التي حالها هو ذاته حل الإباحية الغربية العامة .



    ثالثا – على أهلهم ، فسوف يشقى الوالدان بهؤلاء البنات والأولاد المبتعثين لأنهم في الغالب سيعودون بأفكار غير الأفكار القيمة التي تربوا عليها ، وعلى أخلاق غير الأخلاق التي نشأوا عليها ، ولا ريب أن لمقامهم في بلاد غير مسلمة عددا من السنين سيغير كثيرا من أفكارهم وأخلاقهم ، حيث الجامعات هنالك لا تقيم للدين الإسلامي وزنا ، ولأنها جامعات  علمانية فستؤثر على أبنائنا وبناتنا المبتعثات من خلال الأستاذ الجامعي والمقرر والمتطلبات وغيرها على وتترك في عقول هؤلاء الأبناء والبنات آثارا هدامة عميقة ، فماذا سيصنع الوالدان مع هذا الابن أو البنت التي تغيرت أفكارها وثارت على قيم الدين وأخلاقه ونقمت على مجتمعاه المسلم وسعت إلى تغييره ؟ هل سيكون هذا الابن أو هذه البنت قرة عين للأسرة السعودية المسلمة الملتزمة بدينها أم ستكون وبالا عليها وعذابا لها يوم تعود ويعود متمردين على قيم الدين وأخلاق الإسلام وقيمه واحكامه؟.

    رابعا – على المجتمع : فستعود البنت التي تأثرت بدراستها وبمقامها في المجتمع الغربي الإباحي المنحرف المنحل ، ستعود البنت والولد ثائرين على قيم الإسلام في المجتمع ، سيعودان وهما يدعوان إلى تقلد الغرب والسير في ركاب المجتمعات والدول غير المسلمة وهي دول علمانية لا تقيم للإسلام ولا للفضيلة ولا للأخلاق الإسلامية وزنا ، حيث الاختلاط والفجور وكل أنواع الفواحش مباحة هناك ، وهؤلاء الطلاب والطالبات المبتعثات سيعودون وقد تأثروا تأثرا عميقا تأصل في نفوسهم نتيجة الانغماس في الفساد بكل صوره – وهل نتصور شابا وشابة مراهقة تعيش في جو مختلط متفسخ دون أن يناله وينالها منه شيء من التأثر والإعجاب – وهنا نتذكر قول الشاعر :

    رماه في اليم مكتوفا وقال الله --- إياك إياك أن تبتل بالماء

    خامسا – على الدولة : حيث سيعود هؤلاء الأبناء والبنات وقد أشرب الكثير منهم حب الغرب وحياته الإباحية والمتمردة على كل شيء ، سيرجعون وقد آمن أكثرهم بالنظريات الديموقرايطة والدستورية  والليبرالية - وكلها تجمعها النظرية العلمانية التي تعني الفصل بين الإسلام والحكم والدولة - في الحكم والقيادة والسيادة ، ومن المعلوم أن الجامعات الغربية والأساتذة والمناهج تركز أشد التركيز على هذه الموضوعات في ميادين التخصص : العلوم السياسية والاجتماعية ، وفي في العلوم الأخرى ، لأنهم يعتبرون العلمانية دينهم الذي يدنون به ولذا فهو يدخل في جميع التخصصات ويحمله كل عقل هناك ، ويحمل همه جميع الأساتذة في كافة الأقسام ، فهل نتصور سلامة عقول أبناء هذه البلاد الأغرار وبناتها المبتعثات من هذا الداء الخطير ؟.

    ولا ريب أن الكثيرين من الذين درسوا في الغرب قد عادوا وهم يتبنون هذه الأفكار الخطيرة على الدولة وعلى الشعب .



    ولذا أقول للمسؤولين كافة :

    إن هؤلاء الأبناء والبنات وكذا البلاد والأمة أمانة عندكم ، فالله الله في الأمانة ، ، وقد قال الله تعالى " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا"(58) النساء.

    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " ألا وكلكم راع ومسؤول عن رعيته ".

    فالله الله في الأمانة " فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره " ولا ريب أن ابتعاث الطالبات والطلاب في هذه السن وهم غير محصنين دينيا وعقليا وجنسيا خطر عظيم عليهم ، فهم أغرار صغار لا يدرك الكثيرون منهم مصلحته ولا يفرق بين ما يضر وما ينفع ، خاصة في سن فورة الجنس والرغبة في إثبات الذات ولكن على غير أساس من النضج والتعقل .



    وأقول للآباء والأمهات :

    اتقوا الله في فلذات أبنائكم وبناتكم ، ولا ترموهم في أتون هذا الابتعاث المدمر ، فإنكم مسؤولون عنهم وعنهن ، والله تعالى يقول مبينا واجب الآباء والأمهات خاصة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (6) التحريم .

    وأقول لولاة الأمر في هذه البلاد وفقهم الله :

    إن هذا الابتعاث خطر على البلاد من كافة النواحي كما بين العلماء وكما هو مشاهد ومحسوس ومعلوم من الواقع ، ولذا فإنه يجب الاقتصار على الابتعاث وفق المعايير التالية :

    1-      أن يكون المبتعث رجلا فقط وأن تجنب النساء هذا الباب الذي هو مخالف لما هو معلوم من الدين بالضرورة ، ولما درجت عليهم أمة الإسلام في عصورها كافة إلا في بعض البلاد التي ابتليت بالعلمانية فكان وبالا عليها في دينها ودنياها وها نحن نرى ونسمع آثار تلك البعثات المدمرة  فيها .

    2-      أن يكون الابتعاث لمن حصلوا على الشهادة الجامعية ويكونون متزوجين ، لأن الأسرة تربط الشاب بدراسته ودينه ودلوته ومجتمعه ويكون حريصا عليها مرتبطا بها مراقبا من قبلها  فلا يقع في الانحراف بإذن الله .

    3-              أن يكون الابتعاث مقتصرا على التخصصات التي لا توجد في الجامعات السعودية .

    4-              أن يكون الابتعاث إلى البلاد الإسلامية أولا فإن لم يوجد فإلى البلاد الأقل خطرا وهكذا .

    5-      أن يتوسع في فتح الجامعات في البلاد السعودية ، وأن يتوسع في فتح كافة التخصصات التي تحتاجها خطط التنمية في البلاد ، فذلك خير وأبقى ، والأموال التي تصرف على الابتعاث الضخم اليوم كفيلة بفتح العديد من الجامعات وكافة التخصصات .

    نسأل الله تعالى أن يوفق ولاة الأمر والمسؤولين كافة في هذه البلاد إلى البصيرة في دينهم ودنياهم وأن يوفقهم إلى القرارات والسياسات الحكيمة النافعة للبلاد والعباد.
    كلمات مفتاحية  :
    ابتعاث البنات

    تعليقات الزوار ()