تطفح السينما المصرية بنماذج صهيونية لها تأثيرها خاصة في فترة التأسيس، ووضع القواعد والاتجاهات العلمانية، التي تؤكد أننا أمام تاريخ متآمر وشخوص غير سوية ومخطط شيطاني، يستهدف مسخ الهوية الإسلامية وتضليل الوعي الشعبي وسلخه عن دينه، ومن خلال ما تروجه صناعة السينما المصرية والعربية بمشاهدها.
ومن أمثلة تلك النماذج على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1ـ ميشيل شلهوب أو 'عمر الشريف'
لم يكن أول يهودي يغير اسمه في الوسط الفني المصري، بل سبقه إلى ذلك كثيرون، وفي فيلمه الفرنسي الأخير 'السيد إبراهيم وزهور القرآن'، والذي حصل على جائزة أحسن ممثل في مسابقة 'سيزار' لنقاد السينما الأمريكيين، قام بتجسيد شخصية تاجر مسلم غريب في أطواره وليس لديه شيء في حياته ولا يهتم بعمله، يقيم علاقة شبه أبوية مع صبي يهودي 'مومو' غارق في المشاكل العائلية والمادية، تركه والده الذي يتعرض لنوبات اكتئاب حادة، ليواجه مرحلة الشباب بمفرده ولا يجد أصدقاء له سوى عاهرات الشوارع، ولا يجد حلاً أمامه إلا السرقة من محل بقالة مجاور مملوك للسيد إبراهيم 'عمر الشريف' الذي يتركه يسرق عدة مرات، وفي إحدى المرات يواجهه بشكل مفاجئ أثناء السرقة ويدور بينهما حديث يتطور ليصبح صداقة وينتهي الأمر بأن يشتركا في تدبير المقالب، وينتهي الحال باحتلال إبراهيم السيد تدريجيًا مساحة الأب الفارغة في حياة 'مومو' اليهودي!!
وهنا نتساءل: ألا تدل أحداث الفيلم على محاولات التطبيع بين المسلم واليهودي، بين العالم الإسلامي الكبير الذي يترك الطفل المدلل 'مومو' ليسرق ثوراته وأرضه، ثم الحل أن يصادقه ويتخذه ولدًا!! إنها قمة التضييع الذي يراد لنا أن نصدقه ويستحق منهم أحسن جائزة أمريكية!!
وعن دوافع مشاركة 'عمر الشريف' في الفيلم، يقول: 'لست ناشطًا سياسيًا بالمرة!! ابني تزوج يهودية ثم كاثوليكية ثم مسلمة، هذا يوضح انفتاحي على جميع الأديان، ولكن يجب علي القول إنه بالنسبة لي هذا الفيلم ليس دينيًا أو حتى سياسيًا ما أحببته أنه قصة حب بين التاجر والصبي مومو'!!
ولكن المهم ما وراء هذه القصة التي تستحق الجائزة الأمريكية!! 'العلاقة الإنسانية بين العجوز المسلم الذي يمثل العالم الإسلامي العجوز المترهل!! ـ والصبي اليهودي جعلتهما قادرين ـ من منظور المخرج الفرنسي ـ على مواجهة الحياة'
2ـ وداد عرفي:
من أصل تركي، أقام في مصر 1926 إلى 1932، كان قدومه نذيرًا بحدوث أكبر صدام بين الحكومة والملك فؤاد وقتها وبين صناع السينما، حيث نما إلى علم الملك اعتزام شركة 'ماركوس السينما توغرافية' إنتاج فيلم 'النبي محمد صلى الله عليه وسلم'، وأوفدت الشركة 'وداد عرفي' إلى القاهرة مندوبًا عنها للاتفاق مع أحد أبطال السينما لتجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، مما لا يخفي الأغراض المسمومة وراء المشروع خاصة إذا ربطناه بسقوط الخلافة العثمانية، وتولي يهود الدونمة وعلى رأسهم مصطفى كمال أتاتورك مقاليد الحكم في تركيا.
ولكن ما إن بلغ الملك فؤاد حتى كان حاسمًا في رفضه، بل وتجاوز ثورة الأزهر ووزارة الداخلية المصرية إلى إصدار قرار حاسم برفض حتى مناقشة الأمر، وعندما عرض الأمر من وداد عرفي ليوسف وهبي لتجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم انطلاقًا للعالمية!! هدده الملك فؤاد بسحب الجنسية المصرية، إلا أن المؤرخ والناقد السينمائي 'أحمد رأفت بهجت' أكد أن يوسف وهبي رفض عرض وداد عرفي قبل تهديدات الملك فؤاد، وتم غلق هذا المشروع الخبيث، لكن 'وداد عرفي' لم يرحل عن مصر معلنًا أنه مسلم، غير أنه أكد لأحد كبار التجار اليهود في مصر، أنه اضطر إلى ادعاء الإسلام، فما كان من التاجر 'إيلي درعي' إلا أن ساعده على تولي منصب مدير فني في شركة 'كوكب مصر'، التي تملكها فاطمة رشدي ثم اتجه إلى السينما، حيث اقنع المنتجة والممثلة 'عزيزة أمير' بإنتاج أول فيلم روائي في السينما المصرية 'نداء الله'، لكن سرعان ما توقف العمل وتنميه وداد عرفي لضبطه في وضع شذوذ جنسي مع مساعده اليهودي 'جوزيف سوانسون'، وأكمل الفيلم بعد التعديل وتحول إلى 'ليلى'، وأخرجه استيقان روستي 'الأرمني الأصل من أم إيطالية وأب كان بارونًا نمساويًا'.
ومع فاطمة رشدي بدأ عرض إخراج فيلم 'تحت سماء مصر'، لكنها أوقفت تصويره بعد اكتشافها أن الفيلم تغلبه المشاهد الخلاعية المخلة بالآداب؛ لذا فضلت خسارتها عن اتهام الناس لها بالفجور كما يؤكد المؤرخون للسينما، وله فيلم 'غادة الصحراء'، و'مأساة الحياة' للراقصة التركية 'افرانز' منعته الرقابة لخلاعته المفرطة.
3ـ توجو مزراحي:
يعد ثاني الأشخاص اليهودية في تاريخ السينما المصرية 'بعد المحتال وداد عرفي'، وأكثرها أهمية في تأثيرها، قدم نفسه للفن باسم مستعار 'أحمد المشرقي'، وهو مصري من أصل إيطالي مواليد الإسكندرية 1901، لكنه توفي في إيطاليا أسس شركة للإنتاج السينمائي وقدم أفلامه 'الهاوية' و'الكوكايين'، وشارك مع المخرج 'أحمد بدر خان' في إنشاء أول نقابة للسينمائيين في مصر، وأعلن عن هويته اليهودية الحقيقة من خلال تقديمه لسلسة أفلام بطلها يهودي مصري، وكانت البداية عام 1932 بفيلم حمل عنوان '5001'، وبطل فيلم 'شالوم' اليهودي الذي يتصرف وفقًا لهويته وطقوس ديانته، ثم 'شالوم الرياضي' عام 1933، ثم 'شالوم الترجمان' في العام التالي، وأخرجه 'كاميليو مزراحي' ومعه مساعدان يهوديان هما: 'سليمان مزراحي، ول. ناحل'.
ثم تخلى عن شخصية 'شالوم' ليطرح الشخصية اليهودية مواربة، خلال معظم إنتاجه مع 'علي الكسار'، ودليل ذلك ارتداء سكرتيرة علي لنجمة داود المميزة كحلية ذهبية في فيلم 'عثمان وعلي' لعلي الكسار عام 1939، ثم تبنيه للوجه الجديد ليلي مراد ـ التي كانت يهودية وقتها ـ وجعل منها أسطورة سينمائية، ورغم رواج أفلامه، إلا أنه قام بتصفية أعماله في مصر وهاجر إلى روما، وظل بها حتى وفاته فور إعلان قيام الكيان الصهيوني عام 1948.
4ـ موريس زكي مراد:
الشهير بـ 'منير مراد' وشقيق الفنانة 'ليلي مراد' وهو من مواليد القاهرة 1928 ودفن بها مسلمًا
وعمل مساعد مخرج مع 'توجو مزراحي'، ثم اتجه إلى التمثيل والغناء والتلحين وأشهر إسلامه وتزوج من الفنانة المحجبة ـ حاليًا ـ سهير البابلي، وبعد حصوله على وسام الدولة للفنون والعلوم عام 1966 اعتزل وتوفي عام 1981.
هذا على مستوى الرجال، أما على مستوى النساء فكان لليهوديات وجود كبير ومؤثر في العمل السينمائي وفي الجاسوسية والنماذج السلبية، ومن أمثلة ذلك:
1ـ ليلي زكي مرادواسمها 'ليلي' بكسر اللامين وليس فتحهما، مصرية الجنسية والمنشأ، ولكن لها أقارب من يهود الكيان الصهيوني حتى اليوم، إلا أنها أعلنت عام 1946 إسلامها وتزوجت أنور وجدي، قدمت فيلمين عن قضية فلسطين 'شادية الوادي ـ الحياة حب'، وأشيع أنها قدمت 50 ألف جنيه تبرعًا للصهاينة، ونفى مطلقها أنور وجدي ذلك بشدة مؤكدًا وطنية وإسلام مطلقته، ثم انسحبت من الأضواء ـ بعد أن كانت أسطورة سينمائية صنعها 'مزراحي' ـ وتوفت في عام 1995.
2ـ نظيرة موسى شحاتة:
الشهيرة بـ 'نجوى سالم'، وهي من عائلة مصرية الجنسية، رغم أن أباها لبناني وأمها يهودية أسبانية لكنها أسلمت ـ كما فعلت ليلي مراد ـ عام 1960، وتزوجت من الناقد الفني الراحل عبد الفتاح البارودي، وبعد نكسة 1967 راحت تشجع القوات المصرية على القتال، ومنحها قائد الجبهة الشمالية درعًا لجهودها أثناء حرب الاستنزاف.
3ـ نجمة إبراهيم:
صاحبة شخصية 'ريا' في فيلم 'ريا وسكينة' والتي ظلت على ديانتها اليهودية حتى وفاتها عام 1976 خصصت عوائد عرضها المسرحي 'سر السفاحة ريا' لتسليح الجيش المصري، وأوفدتها الدولة للعلاج بالخارج على نفقتها عام 62 لمواقفها!!
4ـ ليليان ليفي كوهين:
هي كاميليا عشيقة الملك فاروق التي احترقت بها الطائرة عام 1950، وهي من أصول يهودية وأبوها إيطالي 'فيكتور' هجر أمها فنسبتها لصديق لها ليصبح اسمها ليليان ليفي كوهين، وكانت تعمل بالدعارة حتى التقى بها أحد منتجي السينما وعرض عليها العمل على أن تكون خليلة فقبلت، إلى أن التقت بالسينمائي 'أحمد سالم' فوضعها على طريق النجومية!! ثم دخل مع الملك فاروق في صراع عليها، ولكنها لم تقطع علاقتها بالملك، وكان لها في ذات الوقت علاقات وطيدة مع السفارة البريطانية والجالية اليهودية وتردد بقوة علاقتها بالموساد وعملها لصالحه
راشيل ليفي أو 'رقية إبراهيم'
أكثر نماذج العاملات في السينما المصرية انحطاطًا وسفورًا، مثلت البطولة أمام محمد عبد الوهاب في فيلم 'رصاصة في القلب'، وكانت تعمل في خياطة ملابس الأفلام، وكان أول ظهور لها من خلال فيلم 'توجو مزراحي' 'ليلى بنت الصحراء'، ثم تعددت أدوار بطولتها حتى قامت ثورة 1952 فأعلنت تأييدها ودعمها لاستقلال مصر، ثم غادرت إلى أمريكا عام 1954 وهناك سلمت نفسها للجالية اليهودية وأشهرت اسمها الحقيقي 'راشيل إبراهام ليفي'، ثم التحقت للعمل بالقسم الإعلامي للمكتب الصهيوني في هيئة الأمم ثم الأمم المتحدة، زارت الكيان الصهيوني عدة مرات أعلنت خلالها مباركتها للتوطين وخطط التوسع.