حظي جهاد بن لادن بالدعم الامريكي والسعودي في البداية
اتهم اسامة بن لادن بانه وراء العديد من العمليات الارهابية في العالم من الهجمات على سفارتين امريكيتين في شرق افريقيا عام 1998 الى الهجمات الاشهر على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر/ايلول عام 2001.
ومنذ ذلك الحين، ارتبط تنظيم القاعدة الذي يتزعمه بشكل غير مباشر بهجمات في جزيرة بالي في اندونيسيا وعاصمتها جاكرتا، وهجمات انتحارية دموية في الدار البيضاء والرياض واسطنبول.
وبعد 11 سبتمبر، يعتقد ان قادة تنظيم القاعدة اعادوا تجميع انفسهم في المناطق القبلية في باكستان.
وظلت اماكن تواجد هؤلاء، وفي مقدمتهم بن لادن، عصية على الاكتشاف وفشلت كافة محاولات قوات التحالف في افغانستان ومحاولات القوات الباكستانية في الجانب الباكستاني من الحدود في النيل من زعيم تنظيم القاعدة.
مهذب
يصف كل من التقوا بن لادن الرجل بانه مهذب، في غاية الادب والكرم مع الغرباء، الا انه اصبح اكثر عدو مكروه للولايات المتحدة الامريكية وكل ما تمثله.
ولد اسامة بن لادن في السعودية عام 1957 لاب يمني ثري وام سورية، وقضى طفولة مريحة جدا.
وكانت لاسامة توجهات دينية، مثل ابيه الذي جمع ثروته من اعمال مقاولات البناء وكانت علاقته وثيقة بعائلة سعود الحاكمة في البلاد.
وفي المدرسة والجامعة كان بن لادن عضوا في تنظيم الاخوان المسلمين.
وحين احتل السوفييت افغانستان عام 1979 ذهب اسامة بن لادن الى باكستان حيث التقي بقادة المتمردين الافغان الذي يقاومون الاحتلال السوفيتي.
وبعد ذلك عاد الى السعودية ليعمل على جمع المال والمؤن لدعم المقاومة الافغانية ـ المجاهدين.
وقام بعدة رحلات الى هناك، اوصل فيها السلاح والدعم وشارك في القتال ضد السوفييت.
ولانه سعودي ثري فقد برز هناك واصبح له اتباع.
وحسب تقدير بن لادن انضم الالاف من المصريين واللبنانيين والاتراك وغيرهم الى اخوانهم المسلمين الافغان في الصراع ضد الايديولوجية السوفيتية التي تحتقر الدين.
واقام بيت ضيافة في بيشاور كنقطة تجمع للمجاهدين العرب، ومع زيادة اعدادهم اقام لهم معسكرات داخل في افغانستان.
واطلق اسامة بن لادن على بيت الضيافة والمعسكرات اسم القاعدة.
وكان الرجل يحظى بالاحترام كقائد عسكري عرف بمهاراته التنظيمية وشجاعته وقدرته على النجاة من الموت.
دعم امريكي
وكان الجهاد الافغاني ضد الجيش السوفيتي مدعوما بالدولارات الامريكية ومباركة حكومات السعودية وباكستان.
وبعد الانسحاب السوفيتي توقع "الافغان العرب"، كما اصبح اتباع بن لادن يعرفون، ان يلقوا ترحيبا حارا في اوطانهم.
الا انه سرعان ما شعر بن لادن بالغبن لعدم تقدير انجازاته.
واستشاط غضبا بعدما رفضت السعودية عرضه بتقديم جيش من المجاهدين للدفاع عن المملكة بعد الغزو العراقي للكويت.
واستقدمت السعودية بدلا من ذلك نصف مليون من القوات الامريكية الى الاراضي السعودية وهو ما اعتبره بن لادن خيانة تاريخية.
واصبح اسامة بن لادن معارضا شرسا للنظام السعودي وبدء في توجيه جهوده ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الاوسط.
وفي عام 1991 طرد من السعودية بسبب نشاطاته المعارضة للحكومة.
وامضى السنوات الخمس التالية في السودان حيث استغل امواله في دعم عدد من مشروعات البنية التحتية للحكومة الاسلامية في الخرطوم.
وفشلت محاولات المصالحة بينه وبين الحكومة السعودية، فقامت الاخيرة بتجميد حساباته المصرفية وسحبت منه جنسيته السعودية.
ومارست الولايات المتحدة ضغوطا على السودان كي يطرده، ما ادى الى عودته الى افغانستان ولكنه اصبح اكثر راديكالية.
وفي منتصف التسعينات دعا الى حرب عالمية على الامريكيين واليهود، وفي عام 1998 اصدر فتواه الشهيرة التي قاربت اعلان الحرب على الولايات المتحدة.
وبعدها باشهر تعرضت السفاراتين الامريكتين في كينيا وتنزانيا لهجمات بالقنابل.
ولم يعترف بن لادن بمسؤوليته عن الهجمات اطلاقا الا ان عددا ممن اعتقلوا بتهم المشاركة في التفجيرات قالوا انه من دعمهم.
بعد هجمات 2001 في الولايات المتحدة، اصدر اسامة بن لادن عددا من البيانات المسجلة.
وبعد ذلك توقف بن لادن عن تسجيل بيانات بالفيديو، ربما لاعتبارات امنية او لتدهور صحته، حتى ان البيانات الصوتية تراجعت بشدة في السنوات الاخيرة.