في وصيته التي بعث بها من سجنه في الولايات المتحدة, حصلت الأهرام علي نسخة منها, ناشد الداعية الشيخ عمر عبدالرحمن المسلمين في جميع أنحاء العالم, إنقاذه من المحاولات الأمريكية المستمرة والرامية إلي قتله والتخلص منه.
وقال عبدالرحمن في مقدمة الوصية: إنهم لا محالة سيقتلونني, لاسيما وأنا بمعزل عن العالم كله, فلا يري أحد ما يصنعون بي في طعامي أو شرابي, خصوصا وأنا أشم روائح غريبة وكريهة منبعثة من جهة الطابق الذي فوقي, مصحوبا بها وش مستمر كصوت المكيف القديم الفاسد ومعه ضوضاء كصوت القنابل يستمر للساعات ليلا ونهارا.. فأمريكا تعمل علي تصفية العلماء القائلين للحق في كل مكان. وأوصي الشيخ عمر قائلا: أيها الإخوة.. إنهم إن قتلوني ـ ولا محالة هم فاعلون ـ شيعوا جنازتي وابعثوا بجثتي إلي أهلي, لكن لا تنسوا دمي ولا تضيعوه.
وقال: تالله يا مصر.. لوددت أن يسيل في الله دمي دفاقا علي ثراك, وأن يصلي علي أطهر أبنائك, وأن يحملني إلي القبر خيرة رجالك.. فعندما أمضي مطمئنا إلي رب كريم.. حتما بإذن الله سنلتقي.. أو سنقرع معا أبواب دار السلام
. وتأتي أهمية هذه الوصية التي تنفرد الأهرام بأجزاء كبيرة منها, وكما دارت بالنص عقب حالة الجدل الكبيرة التي تشهدها الأوساط الإسلامية والعربية إثر قيام الولايات المتحدة بإلقاء جثة بن لادن في البحر بعد قتله صباح أمس الأول بإحدي المدن الصغيرة القريبة من العاصمة الباكستانية كراتشي.
وكان الداعية عمر عبدالرحمن قد تم اعتقاله وإيداعه في أحد السجون الأمريكية منذ عام1993 وحتي الآن, ذلك بتهمة التحريض علي ارتكاب جرائم العنف والاغتيال, ونسف المنشآت العسكرية الأمريكية, والتآمر لنسف وتدمير بعض المباني المهمة في نيويورك. وبرغم أن الشيخ الضرير قد نفي كل هذه الاتهامات في أثناء التحقيقات التي أجريت معه, مؤكدا أنه لا يحبذ العنف ولا يحبه مطلقا, وأنه جاء إلي أمريكا فقط لعرض قضيته والاحتماء بالحرية والقانون السائد في هذه البلاد, وأنه لا ولن يفكر في الدعوة إلي زعزعة الأمن في أمريكا أو إلي الإرهاب أو إلي العنف, إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ودخل عبدالرحمن قابعا في معتقله حتي هذه اللحظات.
وفي هذا السياق, بدأت مساعي مكثفة تبذلها عائلة الشيخ لاستعادته وعودته إلي مصر, كانت قد بدأت بتقديم طلب إلي السفارة الأمريكية بطلب تسليم عمر عبدالرحمن إلي مصر. الطلب اثار حالة من التعاطف ـ حسب قول أبناء عمر عبدالرحمن ـ اثار تعاطف المجلس العسكري الذي وعد من جانبه مساعدة الأسرة في عودة الشيخ وقضاء ما تبقي من عمره في مصر وتنفيذ وصيته.
وحسب المعلومات التي وردت إلينا بهذا الخصوص, علمت الأهرام أن هناك مصادر قضائية قد التقت مع الابن الأكبر للشيخ الدكتور عبدالله عبدالرحمن ونصحته بالتقدم بطلب رسمي إلي السفارة الأمريكية وبموجب التوكيل الرسمي الذي يحمله الابن, يؤكد ضرورة تسليم والده إلي مصر.