بتـــــاريخ : 4/16/2011 12:50:08 AM
الفــــــــئة
  • الرياضيـــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1326 0


    صناعة كرة القدم في مصر

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : صفاء فيصل | المصدر : www.bbc.co.uk

    كلمات مفتاحية  :
    صناعة كرة القدم مصر


    ناشئين
    الفضائيات تخصص ساعات من البث لرصد ومتابعة كرة القدم
    وما أشبه الليلة بالبارحة، وما كان يظن الكثيرون أنه ماضي سحق تحت اقدام الثورات العربية وانصهر بوهجها، عاد ليطل برأسه بل وبلسانه من جديد.
    جمهور نادي الزمالك المصري يقتحم قلب ملعب استاد القاهرة في اللحظات الاخيرة لمباراته مع النادي الافريقي التونسي احتجاجا علي نتيجة المباراة.
    المشهد اذهل الكثيرين من المراقبين بعدما ما قيل عن استلهام قادة الثورة المصرية لاحداث الثورة التونسية باعتبارها مفجرة الثورات العربية وصاحبة السبق في نفض الانظمة السياسية التي عفا عليها الزمن.
    حتي أن المباراة بدأت في اجواء ودية للغاية ورفعت لافتات ترحيب وتكريم من المصريين للاشقاء التونسيين فماذا حدث أذن ولماذا حدث ما حدث ؟ هل بريق الساحرة المستديرة أقوي من روابط العروبة والاخوة وأواصر الثورات العربية ؟ أم أن كرة القدم اكبر بكثير من ذلك المستطيل الاخضر؟
    لم تعد كرة القدم مجرد لعبة بل أصبحت الصناعة التي تتحكم فيها صناعة معقدة تعتمد علي عناصر عديدة بداية من مبدأ العرض والطلب فيما يتعلق بالمواهب في صفوف الناشئين من اللاعبين الموهوبين، وانتهاء بعمليات "قرصنة" واختطاف اللاعبين من نادي إلي آخر.
    وتتحكم في هذه المنظومة قوة إعلامية كبيرة تتمثل في رجال الاعمال وأصحاب المصالح الذي يدفعون بقوة في اتجاه جعل كرة القدم محور حياة بالنسبة للعديدين من البسطاء من المصريين، ساعات طويلة من البث الفضائي والارضي ترصد لمتابعة مباريات كرة القدم وأخبار النجوم وصفقات اللاعبين من نادي إلي أخر، تلك الصفقات التي تصل إلي الملايين.
    محمد شبانة صاحب أحد البرامج التلفزيونية الرياضية الشهيرة ورئيس تحرير مجلة شووت المتخصصة في شؤون كرة القدم يؤكد في حديث لبي بي سي اونلاين علي أن الاعلام ووراءه أصحاب المصالح يبالغ في تغطية أخبار نجوم كرة القدم مما يعطي آمالا زائفة للاسر المصرية في أن يكون أحد ابنائهم من هذه الطبقة الثرية – طبقة لاعبي كرة القدم -بشكل كبير وسريع خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة وانعدام فرص الترقي الاجتماعي.
    نفس الحديث وإن كان بشكل مغاير يرد علي لسان الناقد الرياضي المعروف علاء صادق الذي يؤكد علي أن الاموال المتداولة في سوق بيع وشراء لاعبين كرة القدم ترقي أحيانا إلي عمليات غسيل أموال.
    في ظل هذه الظروف اصبح مستقبل لاعب كرة القدم مبتغي أي عائلة مصرية والامل معقود علي أن ينتشل اللاعب الناشئ الاهل من الفقر.
    ولكن حتي هذا الامل ربما يكون سرابا. فالأندية الشعبية التي تستقبل اللاعبين من ذوي الدخول المحدودة أصبحت تعاني في ظل منافسة شرسة من الأندية الخاصة وما يعرف بأندية الشركات وهي الأندية التابعة للوزرات مثل نوادي انبي وبتروجيت وغيرها من الأندية التابعة لوزارة البترول.
    في نادي الترسانة الرياضي أحد الاندية الشعبية العريقة والذي خرج موهبة كبيرة مثل لاعب الكرة الاكثر شهرة في مصر محمد ابوتريكة التقيت بوليد سعد والذي اشير علي بالحديث إليه باعتباره من المواهب الموعودة.
    ناشئين
    أندية الشركات تنافس الأندية الشعبية على امتلاك المواهب
    وليد ابن حارة في منطقة المرازيق بمحافظة حلوان يلعب في فريق الناشئين تحت تسعة عشر سنة حكي لي كيف أنه تمكن خلال سنوات بسيطة من لعب كرة القدم من توفير ثمن سيارة خاصة له.
    أهل وليد لم يكونوا راضين في البداية عن لعبه في كرة القدم باعتبار أنه سيعطله عن الدراسة لكنه أقنعهم أن المستقبل أفضل مع كرة القدم.
    وحسب ما قال لي فإن راتبه بعد التخرج من المعهد المتوسط الذي يدرس فيه لن يتجاوز ستمائة جنيه مصري في حين أنه وببساطة يمكن أن يحصل علي راتب سنوي يتجاوز مائة الف جنية مصري من اللعب في صفوف الناشئين في الدرجة الرابعة ناهيك عن اللعب في دوري الدرجة الاولي الذي تصل فيه العقود إلي ملايين.
    وليد، كما هو حال الكثير من اشبال النوادي الشعبية في انتظار الفرصة ولكن الفرصة التي ينتظرها وليد تعني ضياع الموهبة بالنسبة للنادي.
    كابتن حسن الشاذلي مدير قطاع الناشئين في نادي الترسانة يعي هذه المنظومة جيدا ويشتكي في حديثه إلي من نظام الاحتراف المجحف الذي سيحرم ولا شك النوادي الشعبية من مواهب شابة ومن ثم تسقط في هاوية.
    أما المدير الفني للفريق الكابتن مصطفي رياض فيدرك بدوره مشكلة أخري وهي أندية الشركات التي اصبحت تنافس بقوة علي استقطاب المواهب – حسب قوله – من الأندية الشعبية خاصة وأن هذه الأندية تدفع للاشبال مكافآت تصل إلي أضعاف ما يحصل عليه أقرانهم في النوادي الشعبية.
    استكمالا للصورة ذهبت إلي نادي انبي أحد أندية شركة انبي التابعة لوزراة البترول تلك التي ظهرت بقوة علي الساحة الكروية في مصر وهناك التقيت محمد ابراهيم محمد مدير القطاع الاداري في النادي والعقل المدبر وراء عمليات بيع وشراء الناشئين لكنه تحدث إلي عن صورة مغايرة متهما النوادي الشعبية بالتفريط في مواهبها وعدم الاستثمار الجيد في اللاعبين الموجودين لديها.
    وأكد أن المشكلة هي مشكلة إدارة فقط لا غير واستشهد محمد ابراهيم علي ذلك بحالات ذهب فيها بنفسه إلي قري ونجوع ومراكز شبابية للبحث عن مواهب جديدة والتقاطها وتلميع صورتها واستكمال لياقتها البدنية.
    في ملاعب نادي انبي التقيت بعدد من أولياء الامور الذين أكدوا علي الاهتمام الذي يحظي به ابنائهم في النادي.
    أما كابتن أحمد شوبير لاعب الكرة السابق وعضو البرلمان السابق والاعلامي المعروف فقد وجه هجوما بدوره علي ظاهرة نوداي الشركات حيث يري أنها مرهونة بشخص الوزير ومزاجه الشخصي ومدي اهتمامه بالرياضة.
    في المقابل أشاد بتجربة النوادي الخاصة وخاصة تجربة نادي وادي دجلة.
    إشادة كابتن شوبير بتجربة نادي وادي دجلة في مقابل انتقاداته لتجربة نوادي الشركات رسمت أمامي علامة استفهام. فذهبت أبحث عن إجابات.
    لم اجد ناديا بل وجدت شركة في المعادي أحد أرقي أحياء القاهرة، كان الموعد وللمفارقة مع الكابتن علي أبوجريشة اللاعب الدولي السابق والذي يفتخر بأنه أحد أبناء النوداي الشعبية.
    وادي دجلة
    وادي دجلة من الأندية الخاصة التي تعتمد طرق تدريب حديثة
    ملاعب وادي دجلة علي احدث طراز وفرق التدريب تعتمد طرق مدرسة فريق ارسنال الانجليزي الشهير.
    ولا تخطي العين نوعية الاولاد الذي يلعبون في النادي الذين يؤكد الاباء أنهم يدفعون اربعمائة جنية مصري في الشهر لغرض تدريبهم.
    الكابتن علي أبوجريشة لم يخف خيبة امله من السقوط الذريع للنوادي الشعبية لكنه لا يعتقد أن النوداي الخاصة هي السبب في ذلك بل علي العكس يري بدوره ان الدولة هي التي يجب أن تدعم النوادي الشعبية وأن النوادي الخاصة تثري الحياة الكروية في مصر حتي وأن كان إثراء غال الثمن.
    كرة القدم كانت فيما مضي متعة الفقراء، ومن ثم أصبحت حلما لهم بحياة أفضل.
    واليوم تدل الشواهد علي أن حتي هذا الحلم بدأ يضيع بقسوة وجبروت المال وسطوة الاعلام والبيزنس.
    هي لعبة الكبار إذن التي لن يجد الفقراء فيها مكانا في المستقبل القريب، ليكتفوا بمقاعد المتفرجين واقتحام الملاعب احتجاجا علي هدف ضائع.


     

    كلمات مفتاحية  :
    صناعة كرة القدم مصر

    تعليقات الزوار ()