لأول مرة منذ عقود, يمكث رئيس وزراء مصري أكثر من يوم في السودان, إذ كانت السودان دائما توضع علي أجندة المسئولين المصريين بأنها من دول مباحثات اليوم الواحد!
وتأتي زيارة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء إلي السودان الشقيق لتغير من هذا النمط, فضلا عن انها أول زيارة خارجية له منذ فترة توليه مسئولية حكومة تسيير الأعمال.
ومن هنا, فإن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبري, فالعلاقة بين مصر والسودان لها خصوصية ربما لا نجد مثيلا لها بين الدول العربية جميعها.
وعلي الرغم من أن السودان الشقيق له حدود مع تسع دول افريقية منها أوغندا, وكينيا, والصومال, وأثيوبيا فإن مصر تحتل مكانة متميزة في نفوس الأشقاء السودانيين.
ومما لا شك فيه أن هذه الزيارة تعكس مدي عمق وأهمية العلاقات المصرية السودانية والتي تسمو بمكوناتها وثوابتها فوق أي متغيرات, وتمثل في الوقت نفسه مناسبة مهمة للتشاور والتنسيق في شتي التطورات والقضايا الداخلية والاقليمية والدولية التي تهم شعبي البلدين ومصالحهما القومية.
وهذه الزيارة تؤكد أيضا الاهتمام المصري بالأشقاء في السودان شمالا وجنوبا باعتبار أن ذلك يمثل أولوية استراتيجية لمصر, وتوضح حرص مصر علي دعم السودان الشقيق شمالا وجنوبا في هذه المرحلة الحساسة والمهمة التي تسبق الاعلان عن قيام الدولة في جنوب السودان, وتطلع مصر لعلاقات تعاون وتكامل وسلام ليس فقط بين شمال وجنوب السودان بل أيضا بينهما وبين مصر بما يخدم التنمية والاستقرار والسلام في جميع دول المنطقة.
إن زيارة رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف للسودان تعد بداية مهمة لمرحلة متطورة لدفع الملفات الخاصة بهذه العلاقة إلي انطلاقة عملاقة علي جميع المستويات, والاسراع بعلاج القضايا المتعثرة في مسيرة التكامل المصري السوداني الذي هو بحق علاقة فارقة في العلاقات علي المستوي الاقليمي والعربي والدولي.