بتـــــاريخ : 3/23/2011 9:42:18 AM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1156 0


    "جابر عصفور" و"تامر حسني" وجهان لعُملة وعَملة واحدة!!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : طارق الشناوي | المصدر : dostor.org

    كلمات مفتاحية  :

    لا وجه شبه بين "د.جابر عصفور" و"تامر حسني" سوى أن الاسمين "جابر" و"تامر" على نفس الوزن "فاعل"، ما دون ذلك يبدو أن الفارق بينهما شاسع في كل شئ.. "جابر" رأسماله في عقله "تامر" رأسماله في صوته.. "تامر" في لحظات يكسب الملايين "جابر" يكد ويكدح زناد فكره حتى يحصل على بضع مئات من الجنيهات مقابل مقال ينشره في جريدة عربية.. "د.جابر" أحد كبار المثقفين في الوطن العربي "تامر" أطلق عليه معجبوه لقب "الملك".. لا توجد مثل هذه الألقاب في الوسط الثقافي.. ورغم ذلك فإن للأقدار رأيا آخر صار ما يجمع "جابر" و"تامر" أكثر مما يفرق بينهما.

    الاثنان راهنا على "مبارك" حتى اللحظات الأخيرة والاثنان تخليا عن "مبارك" أيضاً في اللحظات الأخيرة.. "تامر" دافع عن "مبارك" في التليفزيون المصري وأعد له أغنية تعبر عن حبه وتوقيره في عز الغضبة الجماهيرية ضد "مبارك" التي عاشها المصريون ثم بعد أن تأكد من سقوط "مبارك" انضم إلى شباب التحرير وقدم لهم ولثورتهم أكثر من أغنية وعاقبوه بالطرد من الميدان ورد عليهم بالبكاء.. "جابر" أيضاً حلف اليمين كوزير ثقافة أمام "حسني مبارك" في آخر محاولة له - أقصد مبارك - لإنقاذ نفسه.. واختيار "مبارك" لجابر تحديداً في آخر وزارة شكلها يؤكد على أن "مبارك" أراد أن تواصل الوزارة دورها في استقطاب المثقفين لحظيرة الدولة وهى المهمة التي ظل "جابر" يؤديها بإخلاص للنظام على مدى 20 عاماً ثم عندما تأكد "جابر" من غرق سفينة "مبارك" استقال من الوزارة ثم  تشعبط على الفور في قطار الثورة..

    أيضاً الاثنان لم يكتفيا برئيس البلد بل تطلعا إلى أقرب بلد ترتبط جغرافياً بمصر وهى ليبيا وارتبطا بالقذافي خاصة في العام الأخير من حكمه وكأن القدر يجمعهما مرة أخرى على حب رئيس مرفوض من شعبه.. "جابر" حصل على جائزة "القذافي" التي تصل إلى 150 ألف يورو رغم أن عدداً كبيراً من المثقفين العرب وجدوا في الجائزة محاولة لإضفاء قيمة أدبية على اسم زعيم دولة يذل أعناق شعبه وكان قد سبق وأن رفض الجائزة أكثر من أديب لأنهم رفضوا أن يصبحوا أداة لتجميل وجه الديكتاتور.. "د.جابر" ذهب إلى طرابلس مثل العريس وكان معه عدداً كبيراً من المثقفين المصريين اصطحبوه إلى هناك وكأنهم يقولون للقذافي نحن ننتظر 150 ألف يورو العام القادم ثم بعد أن صار "معمر" هو الرئيس العربي الثالث المعرض للسقوط  بعد "بن علي" و"مبارك" أعلن "جابر" أنه يتنازل عن جائزة "القذافي" ولا أدرى هل التنازل خاص فقط بالقيمة المادية للجائزة أم الأدبية فقط لأن "جابر عصفور" لا يمكن أن يرحب بقبول جائزة تحمل اسم "القذافي" إلا إذا كانت القيمة المادية لا تقاوم.. قال "جابر" إنه أمام هذا التعامل الوحشي الذي مارسه "معمر" مع شعبه فإنه لن يقبل أن يحمل جائزة تحمل اسم هذا السفاح وكأن "جابر" اكتشف فقط قبل أسبوعين أن "القذافي" هو السفاح الذى يغتال شعبه!!

    "تامر" كان قبل أقل من عام قد جمعه أكثر من لقاء مع "القذافي" وغنى له أكثر من مرة وتقاضى بالتأكيد ثمن نفاقه وفي "النت" بدءوا في نشر صوره مع "القذافي" فقال إنه لم يكن قبل هذه الأحداث يدرك أن هذا النظام يحمل كل هذا الظلم لشعبه.. الحقيقة هي أن كل من "جابر" و "تامر" برغم كل الاختلافات بينهما إلا أنهما في نهاية الأمر يجمعهما نفس التوجه الذي أصاب قطاع وافر من القوى الناعمة في العالم العربي الاثنان خضعا للحاكم وانتظرا أيضاً مكافأة النظام.. كان "د. جابر" هو أعلى الأصوات وأقسى الأقلام التي تدافع عن النظام وتهاجم كل أديب يرفض الدخول إلى حظيرة "فاروق حسني" ولهذا كان هو الرجل الثاني مباشرة الذي اتجه إليه النظام بعد استبعاد "فاروق حسني" عن وزارة الثقافة.. "تامر" خرج من السجن بعد أن أمضى فترة العقوبة لهروبه من أداء الخدمة العسكرية واتجه مباشرة لإحياء حفل وطني بحضور الرئيس السابق "حسني مبارك".. كل منهما لم يتجاوز طموحه الشخصي سوى الحفاظ على نجاحه والرغبة في المزيد وكل منهما ولا شك صاحب موهبة.. الاثنان انطلقا خارج الحدود من "مبارك" إلى "القذافي" من أجل الحصول على أي مكاسب مادية لا يهم من يمنح الأهم أنه يمنح!!

    نعم لا وجه للمقارنة بين "جابر" و"تامر" لا مقارنة بين الفكر والصوت بين القلم والحنجرة ولكن ما يجمعهما هو أن كل منهما يحيل الحماية الرئاسية إلى منفعة مادية ثم إن كل منهما تسمعه وتشاهده بعد ذلك وهو يراهن على الجماهير مهاجماً الحكام كل منهما يغني للحاكم في لحظات زهوه وانتصاره ثم يغني للجماهير ويلعن الحاكم بعد أن يوقن من هزيمته!!

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()