الأسد يقيل المحافظ وفرض طوق امني على المدينة
درعا تواصل انتفاضتها: مقتل واصابة العشرات ومحتجون يحرقون القصر العدلي ومقر حزب البعث
وتصاعدت المواجهات بين المواطنين وقوات الامن السورية الاحد حيث قتل شخص على الأقل وأصيب العشرات بالمواجهات التي استخدمت فيها القوات السورية الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، في الوقت الذي قال فيه سكان من المنطقة ان المحتجين اضرموا النار في مقر حزب البعث السوري الحاكم ومبنى القصر العدلي.
وحاولت قوات الامن التي انتشرت بكثافة في المدينة تفريق التظاهرة عبر استخدام القنابل المسيلة للدموع واطلاق النار في الهواء الا انها لم تتمكن من ذلك.
وقال ناشط في مجال الدفاع عن حقوق ان 'القتيل الاول بين المتظاهرين الاحد سقط برصاص حي ويدعى رائد اكراد'. واضاف ان شخصين آخرين اصيبا في الرأس و'هما في حالة خطيرة'.
واضافت مراسلة فرانس برس ان المتظاهرين احرقوا في طريقهم مبنى القصر العدلي والعديد من السيارات التي كانت متوقفة امامه، ثم احرقوا مبنيين تابعين لشركتي 'سيريا تل' و'ام تي ان' للهاتف النقال اضافة الى العديد من السيارات.
ويمتلك رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد شركة 'سيريا تل' وهي احدى الشركتين.
وافاد شاهد عيان ان المتظاهرين وصلوا الى امام مقر سكن المحافظ وقام عدد منهم باحراق اشجار امام المنزل.
وقال شاهد عيان 'ان مواجهات اندلعت في منطقة نزلت البلد استخدمت فيها قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع ثم تطور الامر الى استخدام الرصاص الحي'.
واضاف الشاهد 'ان أصوات الرصاص تسمع في اغلب احياء المدينة، وان الاتصالات الهاتفية شبه مقطوعة'، مشيرا الى 'نيران في قصر العدل' وإحراق سيارة بجانبه.
وقال شاهد عيان اخر انه توجه امس الى مركز انطلاق الحافلات في دمشق المتجهة الى مدينة درعا، 'ولكن تلك الحافلات لم تنطلق بسبب الحظر على المدينة'.
وفي وقت سابق الاحد، توجه الى درعا اعضاء لجنة التحقيق في الاحداث التي ادت الى مقتل خمسة شبان خلال مواجهات مع قوات الامن قبل يومين في المدينة للاستماع الى مطالب المواطنين. كما أكدت مصادر سورية واسعة الاطلاع أن الرئيس بشار الأسد أقال امس'محافظ درعا فيصل كلثوم استجابة لمطالب مواطني المحافظة.
وصرحت المصادر للصحافيين أن الإقالة جاءت على خلفية مطالب كان وجهاء وأهالي درعا طالبوا بها السلطات السورية نظرا لارتكابه أخطاء قاتلة في ادارة التظاهرات التي تشهدها محافظة درعا منذ بضعة ايام.
وتقدم الأهالي بمجموعة مطالب الى اللجنة التي شكلتها القيادة السورية لمحاسبة المسؤولين، من بينها محاسبة المسؤولين المحليين ورفع سقف الحريات العامة وإطلاق سراح المعتقلين وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.
وقال شاهد عيان في درعا إنه تم إطلاق سراح 15 طالبا كانوا قد تم إلقاء القبض عليهم الجمعة، وذلك في خطوة لتهدئة التوتر في المدينة.
من جهة اخرى أعلن رجال قبائل في منطقة القنيطرة جنوب غرب البلاد، بالقرب من الحدود مع إسرائيل، في رسالة صوتية بثت على الإنترنت أنهم انضموا إلى الانتفاضة ضد النظام الحالي.