السلام عليكم
العقلية الإدارية لبعض المؤسسات ما تزال تسير بخطوة للأمام واثنتان للخلف فيما يتعلق بالإنترنت وعلاقة الإعلاميين داخلها به، ففي إحدى المؤسسات مثلاً يعاني قسم الإنترنت من خلافات جدّية تصل حدَّ العنف أحياناً مع المحررين التقليدين الذين وجدوا في أسلوب التحرير الإلكتروني عدواً لدوداً لهم حتى أن أحدهم دخل غاضباً إلى غرفة الإنترنت في إحدى الصحف يريد تحطيم أجهزة الكومبيوتر. وهذه المشكلة وإن لم تكن بادية على السطح بسبب الخجل أو الخوف من تهمة التخلف وعدم القدرة على مواكبة العالم الحديث وتقنياته المتطورة إلا أنها تبدو السبب الأكثر حقيقية في الامتناع عن استخدام الإنترنت في الإعلام السوري بصورة فاعلة حتى الآن.
تاسعاً – ما الحلول التي يقترحها القائمون على العمل من محررين وفنيين في المؤسسات الإعلامية لتطوير عمل الإنترنت فيها؟
تبدو مؤسسة تشرين للصحافة، وهنا يلعب العامل البشري الممثل بالمسؤولين فيها، من أكثر المؤسسات الإعلامية نشاطاً على مستوى النشر الإلكتروني فهذه المؤسسة تحضر الآن لإطلاق مشروعها الجديد الذي سيجعلها من أولى الصحف العربية التفاعلية (ACTIVE) حيث يستطيع المستخدم المشاركة في منتديات حوار خاصة بموقع المؤسسة، إضافة لإمكانية القيام باستفتاءات حيّة على الشبكة تمكن الصحفيين من جمع آراء مختلفة ومتعددة حول قضية للحوار تطح عبر الموقع.
أما صحيفة البعث فإنها ما تزال في طور دراسة مشروع تطوير موقع الصحيفة على الشبكة العالمية لتقديم خدمات أكثر خاصة فيما يتعلق بالأرشيف الإلكتروني لهذه الصحيفة التي تجاوز عمرها النصف قرن.
أما وزارة الإعلام فإنها تحضر حالياً لإنشاء بنك معلومات كاملة عن سورية ويتيح هذا البنك إضافة معلومات من خارج الدولة ولكن لا تعطى ميزة الإضافة هذه إلا للأشخاص الذين يتمتعون بصلاحيات تمنحها الوزارة لهم.
أما التلفزيون السوري والذي لا يملك حتى لحظة إعداد هذا البحث أي صلة مع الشبكة العالمية فإن المهندسين المختصين فيه يحضرون لإطلاق موقعه – الذي يقولون أنه سينافس أفضل المواقع التلفزيونية العربية – فمن المتوقع أن يرى النور في بداية العام 2002.
وكالة سانا للأنباء تحضر أيضاً لإطلاق أرشيفها من الصور على الإنترنت وإنشاء بنك للمعلومات على W.S خاص يمكن المستخدمين ومحرري الوكالة في الخارج من الدخول إلى أخبار الوكالة وتحريرها في أماكن تواجدهم وهذه الخطوة من المحتمل أن يبدأ العمل فيها في مطلع العام القادم.
عاشراً – تأثير دخول الإنترنت إلى سورية على المجتمع: »سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً«..
من الناحية السياسية:
يبدو الحديث عن تغيرات سياسية طرأت على سورية كالسير في أرض مليئة بالألغام إذ لا يمكنك أن تعرف هل الحديث عن الديمقراطية وحرية التعبير مخالف للنظام، أو الحديث عن حقوق الإنسان والحريات العامة، أم التعددية الحزبية ومدى نجاعة انضواء تلك الأحزاب ؟؟؟ سياسة الحاكم في الدولة، عن أية تغيرات سياسية يمكننا الحديث في بلدٍ حددت معالمه وتوجهاته السياسية والتي اعتادها الجميع وارتضاها في سورية سواء بقبول مطلق أو على مضض، ببساطة لن تجد اليوم في سورية من يناقش في الأمور السياسية الداخلية وإن وُجِد فإنه يتحدث بشيء من الحذر والريبة، لكن فيما يتعلق بسياسة العالم والموقف السوري منها، كأحداث أمريكا، الحرب على أفغانستان، الانتفاضة الفلسطينية، الاتحادالأوروبي، اليمين واليسار في العالم.. فهذه مواضيع مطروحة باستمرار في الشارع السوري وبمختلف اتجاهاته ومستوياته العلمية والاجتماعية، لكن من الملاحظ، وهذه أسجلها لعدد من الشباب الذين وزعت عليهم استمارات استطلاع الرأي أنه ثمة اهتمام من الجيل الجديد بمتابعة الحدث السياسي عبر مواقع عدد من المحطات الإخبارية على الإنترنت وتأتي الجزيرة على قائمة الاهتمام وبعدها CNN وBBC.
ويمكن أن يكون ظهور مجموعة مناهضة العولمة ANTI GLOBALISATION GROUP – SYRIA واحدة من النتائج السياسية لدخول الانترنيت إلى سورية. حيث أنشأت هذه المجموعة موقعاً لها على الانترنيت aggsyr.org عبر إحدى مكاتب تزويد الخدمة الخاصة التي بدأت تظهر في سورية، وإن كانت على نطاق محدود جداً، كون المجموعة عدد من الشبان والشابات المختلفو الاهتمامات والأعمار والوظائف. فهي تضم صحفيين ومهندسين وكتّاب ورجال دين أيضاً، وتلتقي أفكار هؤلاء حول نقطة واحدة هي مناهضة العولمة، والتي لا أعتقد أنها تبتعد كثيراً عن الرأي الرسمي السوري في قضية العولمة وموقفه منه.