بتـــــاريخ : 8/7/2008 7:05:32 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1765 0


    أجازة سعيدة

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : غالية الإمام | المصدر : www.amrkhaled.net

    كلمات مفتاحية  :

    وجاء فصل الصيف وحطّ رحاله بيننا مجدداً حاملاً هدية ينتظرها الكثيرون بفارغ الصبر

    الأجازة !!

    أخيراً انتهينا !! والحمد لله !!

    كلمة يرددها كل الطلبة في هذه الأيام وكأن هماً ثقيلاً قد انزاح عن كواهلهم فقد أنهوا للتو فترة صعبة ومزعجة وفتحت أمامهم الآن أبواب الحرية على مصراعيها..

    الأجازة.. فرصة طيبة لوقت متاح لا بد من حسن استثماره ,فليست الأجازة أبداً مرادفاً للفراغ بمعنى اللاشيء والفوضوية بل هي فراغ من الدراسة وتوجيه للطاقات في اتجاهات أخرى تثري الشخصية وتغذي الروح والعقل والبدن,ولنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)

    وهذان الكنزان الثمينان متوافران بفضل الله لدى الشباب ومن هنا وجب عليهم أداء شكرهما بتوجيه تلك النعم واستثمارها بخير طريقة ترضي الله تعالى دون أن يتعارض هذا مع متعة النفس وما تنشده وتحتاجه من راحة واستجمام..

     هل اعتدت سابقاً على قضاء أجازتك بفوضى ولا تنظيم فانقضت تلك الفترة وما استفدت منها شيئاً؟

    هل أنت ممن تتزاحم في أذهانهم الأفكار والمشروعات الخاصة بالأجازة وهو في فترة الامتحان ثم لما انقضى وجدت نفسك راغباً عن ذلك كله؟

    أم لعلك اعتدت فعلا وضع الكثير من الخطط ثم تكاسلت عن تنفيذها؟

    أم أنك ممن يحسنون التخطيط والتنفيذ فعلا؟

    ربما كلنا تقلبنا بين هذه الأنواع كلها في أجازات كثيرة مررنا بها.. ولكن ما رأيكم لو بدأنا هذه المرة مع نظرة جديدة مفيدة إن شاء الله نوازن فيها بين حاجات الروح والعقل والجسد ونؤمن لكل غذاءه ونوجه ما لدينا من طاقات في سبل نافعة وممتعة في الوقت ذاته؟

    غذاء الروح مزيد من الصلة بالله فاحرص على عبادتك واستزد من النوافل واروِ روحك بالقرآن والذكر ومجالس العلم..

    واهتم بصحتك الجسدية فنظم غذاءك ومارس الرياضة,ولا تنسَ أن تغذي عقلك بكل ما يفيد فانهل من مجالات الثقافة والعلوم المنوعة واجعل لك في كل منها سهماً فتنمو مداركك ويتوسع أفقك وينعكس كل هذا خبرة ونضجاً وحسن تعامل مع الحياة بكل جوانبها..

    وتذكر دوما أن صحتك وعقلك وروحك أمانة من الله أنت مسؤول عنها وواجب أداء الأمانة تعهدها بالرعاية وحسن توظيفها.

     اعمل عليها!!

    وما هي؟

    هي أنت !!

    ذاتك

    نفسك

    تلك التي فرض الله عليك استمرار جهادها وتزكيتها وإصلاحها ما دمت في هذه الحياة

    قف معها وقفة جادة صريحة تحصي فيها سلبياتها وإيجابياتها وضع خطة تدعم بها نقاط القوة وتعالج ما لديك من مواطن ضعف

     بداية جديدة..

    ابدأ أجازتك بتطهير نفسك وتبييض صفحتك بين يدي الله بتوبة عامة وعهد جديد على الالتزام والطاعة وابتعاد عن كل ما من شأنه العودة بك إلى أخطاء تود صادقاً العزوف عنها..

    ثم التفت إلى تنمية شخصيتك وإصلاح مواطن الضعف أو العيوب فيها ,فلعلك عصبي أو متقلب المزاج أو متسرع,أو قد تكون منطوياً على ذاتك متردداً في اتخاذ القرار أو ربما تحتاج ثقتك بنفسك إلى مزيد من الدعم والتقوية ,أو تنقصك بعض المهارات في التعامل مع الآخرين..

    كل هذه وغيرها أمور هامة عليك الانتباه لها والعمل على تحسينها وتعلم المزيد من الأسس والمهارات الخاصة بها ,وهذا صار متاحاً بفضل الله سواء في دورات التنمية البشرية أو في البرامج والكتب..

    المصادر موجودة وعليك العزيمة والهمة في السعي للتعلم والتطبيق.

     أصلح شخصيتك!!

    إصلاح شخصيتك هدف هام يحتاج لاكتشاف القوى اللامحدودة الكامنة في نفسك ولا بد للوصول إليه من وجود قوة كبيرة تدفعك وتعينك على تجاوز الصعوبات والعوائق في سبيل تحقيقه

    كن على ثقة أنك في وضعك الحالي لا تستغل كل قدراتك فابدأ إذاً بتحديد الأهداف فهي الخطوة الأولى لكنها لا تكفي وحدها بل لا بد من إتباعها بخطة صحيحة ومن ثم عمل مكثف ودؤوب لتطبيقها

     احذر الأعداء!!

    احترس من أعداء عادة ما يتربصون بك هذا السبيل :

    التردد

    التسرع

    الملل

    والخوف

    نعم الخوف!!

    الخوف الكامن في اللاوعي من خيبة الأمل خاصة إن أقدمت على مثل هذه الخطوة سابقا وفشلت فتتوقف عن محاولة أخرى خوفاً من تكرار الألم الناتج عن الفشل مجدداً

    هذا فخ فاحذر الوقوع فيه وانظر لكل ما مضى مهما كان على أنه تجربة أكسبتك المزيد من الخبرة والمهارات

    اجعل من مشاكلك ومتاعبك أسباباً لاستثارة نفسك نحو الإصلاح وتوليد ضغط إيجابي يدفعك للأمام في اتجاه ما ترغب في تحقيقه

    وتسلح دوماً بالصبر والمثابرة وطول النفس والتفاؤل والأمل بتوفيق الله لك ما دمت متوكلاً عليه آخذاً بالأسباب.

     هل أنت مستعد لتغيير عاداتك؟

    هناك أمور اعتاد الإنسان على فعلها وقد تسيء إليه وإلى الآخرين ومن الصعوبة بمكان تغييرها خاصة إن كانت راسخة وقديمة,ولذا فلا أفضل من وقت الأجازة لمحاولة جادة في هذا السبيل .

    إن تغيير العادات يتطلب مجهوداً شاقاً وإرادة واعية وقوية ولذا لا بد أولاً من تنمية هذه الإرادة من خلال التمرين وتوافر متطلبات لا غنى عنها من الثقة بالنفس والسيطرة عليها وتغذيتها بالمشاعر الإيجابية كبديل لتلك السلبية.

    ومن الأفضل عند تغيير عاداتك السيئة أن تبدأ بالأعمال المتواضعة ثم تتدرج بعد ذلك إلى ما هو أصعب كي تضمن النجاح والثبات ومزيداً من الثقة في نفسك ,ولا بد أن تدرك أن المطلوب منك ليس فقط الإقلاع عن تلك العادات وإنما استبدالها بمزايا حسنة تضيف إلى شخصيتك مزايا وأبعاد جديدة.

     هيا ننمي هوايتنا ونستثمرها في مجال مفيد!!

    كل منا له هواية أو عدة هوايات ,والوقت الآن متاح ومتسع فهيا!!

    جدد نشاطك واعزم على تنمية هواياتك في أي مجال كانت,ضع أمامك هدف أن تصبح مميزاً في هذا الجانب ,تعلم عنه المزيد,التحق بدورات واسعَ لتحقيق التميز فيه

    والخطوة الهامة التالية هي حسن توظيف هواياتك وإبداعاتك في خير مجال متاح لك,فلا تكتفِ بصقل الموهبة للاستمتاع بها لنفسك وحسب بل تعلم كيف توظفها بما يفيدك ومن حولك وما تحتاجه فقط بعد اتخاذ النية شيء من التفكير والبحث الجاد والتعاون مع من يشاطرونك هذا الطيف من الاهتمامات. 

    وأخيراً...

    أجازتك ضيف كريم نزل بدارك فأحسن ضيافته وأكرم وفادته وتزود منه بخير زاد ترث في قلبك سعادة وفي حياتك خيراً وفي نفسك قوة وتجدداً ووقوداً لموسم جديد من العمل أو الدراسة.

    د.غالية الإمام

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()