محيط ـ عادل عبدالرحيم واحمد عامر
القاهرة : افادت مصادر اخبارية بتظاهر الالاف الاربعاء في اماكن متفرقة بالقاهرة والجيزة والاسكندرية ، رغم اعلان وزارة الداخلية انها لن تسمح بأى تجمعات احتجاجية او تنظيم تظاهرات كالتي جرت أمس واسفرت عن سقوط 4 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى.
وافاد مراسل شبكة الاعلام العربية "محيط " أن نحو 1000 شخص يتظاهرون عند جامع الحصري بمحافظة السادس من اكتوبر ، وكذلك احتشد الآلاف في ميدان الساعة بمدينة نصر وامام دار القضاء العالي في وسط المدينة ، فيما يتظاهر الالاف حاليا عند منطقة القائد ابراهيم في مدينة الاسكندرية.
وافاد مراسل "محيط " بوقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وعناصر الأمن امام نقابة المصحفيين ، ونجح المتظاهرين في اختراق الطوق الأمني الذي تفرضه الشرطة عليهم .
واضاف ان عدد من المحاميين وقيادات من حزب العمل بينهم الدكتور كمال حديد وعادل عبدالمنعم انضموا للتظاهرة التي تحاول الوصول الى وسط المدينة.
وعلم "محيط " أن المئات يتظاهرون في منطقة ساجر بمدينة طنطا بمحافظة الغربية ، وكشفت مصادر بحركة "6 ابريل" عن قيام اجهزة الامن باعتقال نحو 40 شابا من الذين يدعون الى التظاهر.
وتتزامن تلك التطورات السريعة مع القاء الاجهزة الأمنية القبض على 90 شخصا حاولوا التجمع اليوم بميدان التحرير وسط القاهرة.
وقامت الأجهزة الأمنية بالقاء القبض على المذكورين فور وصولهم لميدان التحرير على مجموعات صغيرة متفرقة تراوحت ما بين ثلاثة وخمسة افراد قبل انضمامهم الى بعضهم البعض .
وذكرت تقارير اخبارية أن اشتباكات وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة خلال محاولة عدد من النشطاء استئناف المظاهرات، عقب قيام منظمات حقوقية وشخصيات عامة بتقديم بلاغ للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ضد وزير الداخلية للمطالبة بالتحقيق في مقتل ثلاثة متظاهرين في مدينة السويس ،140 كلم شرق القاهرة، على يد قوات الأمن خلال مظاهرات الثلاثاء.
وقال نشطاء حقوقيون لوكالة الأنباء الألمانية إن الشرطة اعتقلت عددا غير معروف من النشطاء خلال محاولتهم تنظيم مسيرة من أمام دار القضاء العالي ونجح نحو 200 متظاهر في تجاوز الحصار الأمني ونظموا مسيرة في شارع رمسيس في محاولة للوصول إلى ميدان التحرير .
وقال مدير المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية خالد على: الشرطة اعتقلت عددا غير معروف قد يصل إلى نحو 20 متظاهرا من أمام دار القضاء العالي خلال محاولتهم التظاهر عقب تقديمنا بلاغا للنائب العام، مضيفا إن الشرطة تواصل مطاردة المتظاهرين في شوارع وسط القاهرة خلال محاولتهم إعادة التجمع في ميدان التحرير.
وتقدمت "جبهة الدفاع عن متظاهري مصر" التي تضم نحو 30 منظمة حقوقية، ببلاغ للنائب العام وقع عليه عدد من الشخصيات العامة بينهم الاعلامى حمدي قنديل والدكتور محمد أبو الغار مؤسس "حركة 9 مارس" لاستقلال الجامعات، وجورج إسحاق القيادي بـ"الجمعية الوطنية للتغيير" والمحامي محمد الدمياطي مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين، اتهموا فيه كلا من اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة وجهاز مباحث أمن الدولة، باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين يوم الثلاثاء واحتجاز أعداد كبيرة منهم دون وجه حق وقتل ثلاثة مواطنين في مدينة السويس.
واتهم البلاغ بتسليم المتظاهرين المصابين إلى أقسام الشرطة، ووجه البلاغ اتهامات إلى شركات المحمول الثلاث العاملة في مصر، بقطع الخدمة عن المتظاهرين بمنطقة ميدان التحرير والمناطق المجاورة لها خلال مظاهرات الثلاثاء.
وطالب البلاغ بتشكيل "لجنة تحقيق في استخدام القوة ضد المتظاهرين والإفراج عن النشطاء الذين تم اعتقالهم خلال مظاهرات أمس الثلاثاء".
وفاة متظاهر
ومن جهة أخرى، قالت مصادر طبية الأربعاء إن مصريا رابعا توفي صباح الأربعاء متأثرا بجروح اصيب بها ليلة الثلاثاء خلال محاولة قوات الأمن تفريق المتظاهرين في "يوم الغضب" في محافظة السويس شمال شرق القاهرة.
وشهدت المظاهرات التي اندلعت في مدينة السويس امس مقتل اثنين من المتظاهرين، كما قتل في القاهرة جندي أمن مركزي بعد اشتباكات مع المتظاهرين.
وقالت مصادر طبية إن غريب عبد اللطيف"45 سنة" توفي صباح الأربعاء في مستشفى السويس العام، متأثرا بإصابته بطلق ناري أثناء تفريق قوات الأمن مظاهرات "يوم الغضب" التي شهدتها السويس.
وأوضحت المصادر أن عبد اللطيف أصيب بتهتك في الكبد وتوقف قلبه ثلاث مرات أثناء إجراء عملية جراحية له مساء الثلاثاء.
حركة الطائرات
ونفت مصادر مسئولة بمطار القاهرة اليوم ما تردد عن سفر شخصيات مصرية مهمة إلى خارج البلاد أو استعداد طائرات خاصة للإقلاع بعدد من المسئولين، وقالت المصادر إن "حركة الطائرات والسفر طبيعية في المطار، ولم تتأثر طوال 24 ساعة الماضية، كما وصل العاملون والركاب في مواعيدهم".
و ألغى رئيس الوزراء أحمد نظيف سفره مع عدد من الوزراء والمحافظين إلى الأقصر اليوم الأربعاء على رحلة مصر للطيران، وكان من المقرر أن تجتمع اللجنة العليا للتخطيط العمراني برئاسة نظيف لاعتماد المخطط التفصيلي لمشروعات تنموية هامة.
وأشاع مشاركون في احتجاجات أمس الثلاثاء، سفر بعض الشخصيات المصرية المهمة "بصورة مفاجئة" إلى الخارج خوفا من الاحتجاجات، كما أخبروا بعض رجال الإعلام والوكالات الأجنبية بذلك.
مستقبل مبارك
وفي اول تعليق عربي على ما يجري في مصر ، قال المدير سابق للمخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل إن مستقبل الرئيس المصري حسني مبارك يتوقف على قدرة زعماء البلاد على فهم الأسباب وراء احتجاجات غير مسبوقة شهدتها البلاد الثلاثاء.
وقال الفيصل وهو سفير سابق في بريطانيا والولايات المتحدة: "لا يمكن حقا تحديد ما الذي سيؤول إليه الأمر"، ومضى يقول "سنرى ما إذا كانوا كقادة سيحققون مطامح الشعب".
ومضى الفيصل يقول أعتقد أن التطورات في تونس فاجأت الجميع، واضاف: "كل بلد لديه المعيار الخاص به ولديه ظروفه. أعتقد أنه سيتعين علينا الانتظار ليوم أو اثنين حتى تتضح الأمور لنرى إلى أين ستتجه هذه المظاهرات" في مصر.
وكانت قوات الأمن تمكنت بعد منتصف ليلة الأربعاء من تفريق المتظاهرين المتجمهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة بعد استخدام الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي.
وشهدت منطقة وسط القاهرة اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين ما بعد الساعة الواحدة صباح الأربعاء، واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين وإخراجهم من ميدان التحرير، مما أدى إلى إصابة العديد من المحتجين، فيما اتجه باقي المتظاهرين إلى دار القضاء العالي في اتجاه رمسيس.
وقام المتظاهرون برشق المجندين بالحجارة فبادلهم المجندون بالحجارة، وتهشمت وجهات المحلات الكبرى بالمنطقة، وأضرمت النيران في إحدى السيارات بميدان التحرير خلال الاشتباكات، توافدت سيارات الإسعاف إلى ميدان التحرير لإسعاف المصابين.
وذكرت مصادر أن قوات الأمن كثفت تواجدها بأكثر من 15 الف شرطي والعشرات من العربات المصفحة وفرضت حصارا محكما على المتظاهرين من جميع الجهات، واعتقلت العشرات واعتدت بالضرب والسحل علي آخرين مما دفع المتظاهرين للهروب إلى محطات المترو وباتجاه المتحف المصرى.
وألقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع داخل محطة أنور السادات، مما دفع البعض للهروب سيراً على الأقدام داخل أنفاق المترو هرباً من الأدخنة، وشوهد أعدادا كبير من المصابين.
وأصيبت منافذ كوبري السادس من أكتوبر في وسط القاهرة بالشلل التام حتى ما بعد الواحدة والنصف صباح الأربعاء، حيث تجمع نحو 2000 من المتظاهرين أعلى الكوبري، وتبادلوا قذف الحجارة مع قوات الأمن.
واستمر إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين بالقرب من المقر الرئيسي للحزب الوطني، واستمرت قوات الشرطة في إطلاق النار على المتظاهرين بشكل عشوائي، من داخل عربات مدرعة تحركت عكس اتجاه سير كوبري أكتوبر، وقامت بتفتيش سيارات الأجرة للقبض على مشتبه بهم.
وتعهد المحتجون بتنظيم احتجاجات على شكل قوافل بشرية من مختلف المحافظات والتجمع في ميدان التحرير من الساعة التاسعة صباحا، مؤكدين مواصلتهم عملية الاحتجاج الى حين تحقيق مطالبهم والتي تتضمن إنهاء حالة الطوارئ بشكل فوري في البلاد، وإلغاء مجالس الشعب والشورى والمحليات، وإلغاء نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وحل المجلس، وإجراء انتخابات فورية نزيهة، بجانب تنفيذ أحكام القضاء في ما يخص الحد الأدنى للأجور بـ1200 جنيه شهريا، وطرد الحرس خارج أسوار الجامعة، ووقف تصدير الغاز المصري إلى الكيان الصهيوني، وتعديل المواد الدستورية 67 و77 و88 .