إذا انتابك شعور بأن شريك حياتك لا يفهمك، فربما كان ذلك بسبب تقاربكما الشديد، أو هكذا تزعم إحدى الدراسات الحديثة.
ويعتقد علماء النفس أنه كلما تقارب شخصان أكثر وباتا يتشاطران كثيرا من التجارب، تصبح لغة الحوار بينهما ملتبسة على نحو خطر.
ويظن هؤلاء العلماء أيضاً أن ما أسموه "نزعة التواصل الحميم" هذه يمكن أن تفضي إلى مظاهر من سوء التفاهم والخلافات وحتى إلى مشاكل في العلاقات طويلة الأمد.
وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة شيكاغو وكلية ويليامز بولاية ماساتشوسيتس الأميركية، أن تواصل الأزواج والأصدقاء الحميمين لا يكون في أغلب الأحيان أفضل حالا من تواصلهم مع الغرباء.
وفي بعض الأحيان يكون التواصل مع الغرباء –كما تقول الدراسة- أكثر وضوحا لأنه لا توجد معرفة مشتركة معهم.
غير أن من شأن هذه الظاهرة أن تخلق بعض المشاكل، وفق رأي صحيفة صنداي تلغراف البريطانية التي نقلت عن أحد معدي الدراسة البروفسور بواز كيسار قوله إن الناس درجوا على الاعتقاد بأنهم يتواصلون مع الأصدقاء المقربين بشكل أفضل من غيرهم من الغرباء.
ويضيف قائلا إن تلك الحميمية يمكن أن تقود الناس إلى المبالغة في الاعتقاد بأنهم يتواصلون جيدا مع بعضهم البعض، فتتسم لغة الحوار بينهم بالغموض ثم يركن العقل إلى الكسل.
على أن من شأن ذلك الاعتقاد –وفق رأي كيسار- أن يفرز نتائج عكسية، وأن سوء التفاهم الناجم عن ذلك قد يؤدي إلى خلافات في المستقبل.
وقد استخدم العلماء بالدراسة عبارات شائعة في الحوارات اليومية لمعرفة ما إذا كان الأزواج يفهمون تلك العبارات في تخاطبهم مع شركاء حياتهم بشكل أفضل من اتصالهم مع أناس لا يعرفونهم.
وكانت النتيجة أن الأزواج دأبوا على المبالغة في تقدير براعتهم في التواصل وبخاصة مع شركاء حياتهم أكثر من غيرهم من الغرباء.
وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي.
المصدر: ديلي تلغراف