سيبقى دائماً السؤال: هل الفرصة تأتي مرة واحدة فقط؟ هل النجاح المفاجئ يحدث مرة واحدة؟ إن قصة صابير باتيا مؤسس بريد هوتميل تؤيد الرأي القائل بأن من نجح مرة ليس شرطاً أن ينجح مرة ثانية، على أن قصة أليكس تيو، المليونير والشاب الانجليزي الذي نجح في بيع مليون بيكسل على موقعه، تقول لنا أن من ينجح مرة يمكن أن يعود من جديد، بفكرة أروع من سابقتها.
فكرة أليكس تيو الجديدة بسيطة: موقع جديد، به مليون بكسل، لكن على خلاف المرة الأولى حيث عرض أليكس البكسل الواحدة للبيع بدولار، هذه المرة يعرضها أليكس للبيع بدولارين، مع تطبيق شروطه السابقة. بذلك سيحصل أليكس على مليوني دولار، فكيف سيقتسمها؟
يطلب أليكس من زوار الموقع الجديد (بيسكل لوتو) التسجيل في موقعه، ثم الضغط على الإعلانات، بحد أقصى عشرة إعلانات في اليوم الواحد، والتي يضعها في هذه الصفحة الجديدة. وما العائد؟ عندما يبيع أليكس المليون بكسل (مرة أخرى) سيختار إعلانًا واحدًا، ثم سيحدد جميع من ضغطوا على هذا الإعلان، ثم يختار منهم واحداً، هذا الواحد سيصبح مليونير. بالطبع، ولذر التراب في العيون، أعلن أليكس أنه سيتبرع بمائة ألف دولار في أوجه الخير، والباقي سيذهب له.
دعونا نقف ونحلل، ما الذي فعله أليكس العبقري؟
إن جل ما يحلم به أي من المعلنين هو توفر شريحة كبيرة من الجمهور تطالع إعلاناتهم، لكن بشرط: على من سيطالع هذه الإعلانات فعل ذلك باهتمام عميق. لقد قدم أليكس حلاً عبقرياً، فهو داعب مخيلة زوار الموقع بمليون دولار، مقدماً تأكيداً ضخماً جداً للمعلنين أنه قادر على أن يجلب لهم الزوار والمشاهدين الذي سيعملون على الضغط على كل وأي إعلان، صغيراً كان أو كبيراً.
كما وأن لأليكس شهرته التي لا تنازع، ونموذج جديد لا يقارع، وسابقة نجاح غير بعيدة، وفكرة حقاً جميلة…
يوم أن عثرت على الخبر، كان أليكس قد باع 87 ألف دولار من الإعلانات، بلغت 101 ألفاً بالأمس، واليوم بلغت 121 ألفاً، وسأعطيه كحد أقصى أسبوعين أو ثلاثة حتى نجده يعلن عن المليونير الجديد، ثم سنصفق له، وننتظر فكرته التالية.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن المحاولات العربية الفاشلة للتقليد لتبعث على الضحك والأسى، فإنك تجد القائمين عليها من قصر النظر بحيث ظنوا الفكرة ستبيع نفسها فلم يعلنوا لها كما يكفي، أو تجدهم يضعون شروطاً تجعل من يصدقهم يستحق ما سيلحق به، أو تجد شباباً قلدوا الفكرة بحذافيرها ثم جلسوا يحلمون بالثراء السريع.
سأحتفظ برأي الخاص في تفسير ذلك انتظارًا لتعليقاتكم على السؤالين التاليين:
السؤال الأول:
هل سينجح أليكس في مرته الثانية؟ ولماذا؟
السؤال الثاني:
لماذا لم تنجح المحاولات العربية (والغربية حتى لا نقسو على أنفسنا)؟
ملحوظة، نعم عنوان الموقع يحمل اسم لوتو، وهي اختصار لكلمة لوتري، أو ما اصطلح على ترجمته يانصيب، والذي هو قمار، لكن شرط القمار المحرم هو دخول المال (أو ما ينوب عنه) فيه، وهنا لا يدفع من يشارك في هذه المسابقة أي شيء، بل إن من سيدفع هو المعلنيين، وهناك الكثير من الفتاوي التي أجازت مثل هذه الأفكار، والله أعلم.
تحديث 1 فبراير 2007
على عكس ما توقعته له، توقف الموقع عند 150 ألف دولار (تاريخ اليوم) ولم يحقق أليكس النجاح في مشروعه الثاني، ما يرشحه بقوة ليقف تحت مظلة الناجيحن لمرة واحدة فقط. على أية حال، لقد كسب أليكس 150 دولار بدوره، وسيعطي الجائزة بنهاية العام، إذا لم يعدل عن ذلك، ما يترك له أكثر من ثلث مليون دولار ليستثمرها.
في اعتقادي الخاص، من ضمن أسباب هذا الإخفاق، عدم نبل الهدف الذي يسهدف إليه مشروع أليكس الثاني، ولا ننسى زيادة سعر بضاعته عن المرة الأولى.