بتـــــاريخ : 1/1/2011 4:20:19 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 715 0


    وتتأخر الأفكار حتى تنجح -ج3

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :
    تتأخر الافكار تنجح

    استكمالا للجزء الأول من هذه القصة، وبعدما انتهينا من شقها الثاني، نكمل شقها الأخير، حيث كانت الحاصدات في كل سنة تنال حظها من التطوير والتحسين والتغيير، وكان سايروس منغمسا في متابعة – ما يمكن لنا تسميته اليوم – قسم الأبحاث والتطوير في شركته، لكن الكل يجمع على أن براعة سايروس في مجال المبيعات والدعاية والترويج لمنتجاته هو السبب الأول لنجاحه الباهر، كما لم يثبت أن سايروس قاضى مزارعا تأخر في سداد أقساط الحاصدة التي اشتراها، بل كان يصبر عليه حتى موسم الحصاد التالي، وكان يفعل المثل إذا وجد أن حصاد حقول القمح جاء قليلا لسبب أو لآخر، كما كان يقدم ضمانات مكتوبة أنه إذا لم تتمكن آلته من حصاد فدان ونصف خلال ساعة واحدة فإنه سيعيد ثمن الحاصدة إلى مشتريها.

    مضت الأيام هانئة حتى جاءت نذر
    الحرب الأهلية الأمريكية (1861 – 1865)، لكن هذه تحولت لتكون أنباء سعيدة، إذ خرج العمال والمزارعين والعبيد للانضمام إلى الحرب، ما ترك المزارع تبحث عمن يحصدها، وهذه أجبرت الجميع على التوجه لشراء الآلات، حتى أن مصنع شيكاجو باع 500 حاصدة إضافية فوق طاقته القصوى في عام 1862، وبعدما كان إجمالي المبيعات السنوية للحاصدات 16 ألف، إذا بها تقفز في خمس سنوات إلى 80 ألف حاصدة مباعة في العام الواحد.
    مع كل هذا التطور، كان الطلب العالمي على القمح إلى ازدياد، لكن سايروس بدأ يوجه ثروته إلى الاستثمار في العقارات وصناعة القطارات، ولهذا وبدءا من عام 1960 1860 بدأ اهتمام سايروس بتطوير صناعة الحاصدات الآلية يقل، ربما لكبر سنه، وربما لاهتمامه بأمور كنيسته أكثر، وربما بسبب بعض مغامراته ومواقفه السياسية، لكن ولاية شيكاجو تدين له بالفضل الكبير في نمو زراعتها وصناعتها وتجارتها، التي كانت تصدّر في عام 1839 قرابة 80 شوال قمح، لتصدّر بعدها بعشر سنوات مليوني شوال بفضل حاصدة سايروس وأبيه.
    والآن، يأتي وقت الخروج ببعض العبر:
    • لم ييأس روبرت ماكورميك الأب أبدا على مدى 28 عاما عمل فيها لتحقيق فكرته، ونقل إيمانه بفكرته إلى ابنه الذي حقق له الحلم
    • المقاومة الشديدة التي واجهت سايروس في البداية وانعدام المبيعات لمدة سنوات عشرة لم تثنيه عن تحسين منتجه وعن الاستمرار في محاولات البيع، والبحث عن وسائل جديدة تحقق له المبيعات.
    • الأزمات الاقتصادية وفترات الكساد والحروب، كلها فرص ذهبية، تنتظرك لكي تنقب عنها وتحولها إلى منافع لك ولمنتجك وصناعتك.
    • اتجه سايروس خلال الثلاثينات إلى الاستثمار في مصنع لصهر الحديد، لكنه خسر فيه كل ماله، فاضطر بعدها للتفتيش في دفاتره القديمة فوجد آلة الحصاد، فعاد إليها وطورها ونقحها. حين ينسد أمامك باب، لا تحدق فيه طويلا، بل ابحث عن باب آخر يمكن أن تفتحه.
    • كان منتجه ذا جودة عالية، لكن اجتهاد سايروس في مجال المبيعات والترويج والدعاية هو ما جلب له المبيعات، فلا هذا وحده يكفي ولا ذاك منفردا.
    • الرؤية البعيدة وقراءة كيف سيتطور السوق في المستقبل والعمل وفق هذه الرؤية يعطي ثماره بوفرة.
    • ابحث عن منتج / فكرة تخفض التكاليف وتزيد المبيعات، واجتهد في التسويق وتيسير المبيعات، وسيقبل عليك المشترون ولو بعد حين.
    الآن، ما الفكرة النافعة، التي تراها لم تأخذ حقها من قبول الناس لها حتى الآن وبرغم المنافع التي يمكن لها أن تقدمها للناس، لو سألتني ربما أجبت قائلا الإعلانات العربية عبر انترنت، والشراء العربي عبر انترنت، والمتاجر الإلكترونية العربية التي تحترم نفسها قبل عملائها، أم ماذا ترى؟

    كلمات مفتاحية  :
    تتأخر الافكار تنجح

    تعليقات الزوار ()