بتـــــاريخ : 12/31/2010 7:27:02 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1049 0


    حين يأتي النجاح – هنا في الصين

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :
    النجاح الصين ناجح بقاع الارض

    من المزايا الجميلة لمدونتي أنها تساعدني على التعرف بشباب ناجح من مختلف بقاع الأرض، آخرها قصة عربية مصرية تجري أحداثها في الصين، بطلها محمد شاهين ذو الخمسة والعشرين ربيعا، والذي بدأ التخطيط لمستقبله مبكرا، إبان دراسته للحصول على شهادة الثانوية العامة، حيث بادر إلى تنفيذ مشروع كتابة مذكرات المدرسين، حيث بدأ بطبع “كارت” شخصي عليه اسمه وطرق الاتصال به ونبذة عن خدماته، ووزعه على كل المدرسين الذين قابلهم.

    ما هي إلا فترة وجيزة حتى أصبح لديه قاعدة عملاء لا بأس بها، حتى أنه افتتح مكتبا صغيرا لخدمات الكمبيوتر بعدما ضاقت به غرفته ولم يسعه حاسوبه في بيته، وبدأ العملاء يطلبون كروت / بطاقات عمل ومن ورائها بعض المطبوعات والدعايات والإعلانات الأخرى، لكن كما ذكر محمد، فبسبب قلة الخبرة العملية والتجارية، حدثت بعض الخسائر التي اضطرته لغلق هذا المكتب بعد فترة.
    بعدها جاءت مرحلة الدراسة الجامعية، ورغم أن محمد من مواليد مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية بمصر، لكن دراسته للخدمة الاجتماعية كان محلها في مدينة بورسعيد، وكان أن عمل أثناء الدراسة في مجالات عدة مثل المطاعم والكافتيريات، لكنه عاد مرة أخرى لمجال الطباعة حيث عمل بمثابة الوسيط بين العملاء والمطبعة، وتمكن وقتها من تعلم تقنية الطباعة سيلك سكرين، حتى افتتح مكتبا آخر لمدة العام، ثم اضطر لغلقه مرة أخرى بسبب سوء التنظيم والإدارة – الأمر الذي جعله يحقق خسارة مالية، لكنه على الجهة الأخرى تعلم فنون التصميم بالكمبيوتر، وصنوف الإعلانات – المضيئة والواجهات، كما عمل بعدها في إدارة مقهى انترنت، حتى انتهت فترة الدراسة.
    ثم خطرت له فكرة إصدار مجلة/نشرة غير دورية مجانية، بمساعدة مجموعة من أصدقائه والشركاء، حتى تمكن من إصدار عددين من مجلة آراء الشباب، وتكفلت جهوده في بيع الإعلانات بتغطية تكاليف أول عددين فقط، الأمر الذي اضطره للتوقف مرة أخرى، لغياب الممولين وغياب الإعلانات الكافية.
    انتقل بعدها للعمل كمصمم في مطبعة أخرى لأكثر من عام، وبعدها قرر دراسة فن التصميم بشكل احترافي، وبعدها ترك العمل واستمر بعدها – ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر – يبحث عن وظيفة مصمم جرافيكس في أي مكان بالعالم، عبر نشر سيرته الذاتية في كل مكان ممكن، حتى أنه عثر على عرض عمل من إحدى الشركات العربية العاملة في الصين. اقترض مبلغ تذكرة السفر، وحط رحاله في مدينة جوانزو (كوانجو) في الصين في أكتوبر 2007 وكان معه وقتها 26 دولار بالتمام والكمال.
    كانت التأشيرة / الفيزا زيارة لمدة شهر ـ تصدر وتجدد من هونج كونج أو ماكاو، وتكفلت الشركة بالسكن، لكن العمل دام شهورًا ثلاثة، بينما الراتب جاء عن شهر واحد، حتى اضطر لترك الوظيفة ليبدأ مرة أخرى عمله الخاص، هذه المرة لم يكن يملك سوى 200 دولار، استثمرها في تصميم منشور دعائي كلفه 140 دولار، لكنه كذلك كان بمثابة شهادة ميلاد شركة شاهين للتصميم من البيت  shahein.com (وأما الشركة التي لم تدفع غير راتب شهر فقد أغلقت أبوابها بعدها).
    بفضل من الله، وبجهد مستمر، بدأ العمل من البيت، ثم انتقل إلى مكتب ثم إلى آخر أكبر، حتى تحولت شركة شاهين للإعلانات لشركة صينية مرخصة بسجلات الحكومة الصينية، وبدأ بعدها التفكير في إنشاء موقع على انترنت يخدم غير الصينيين من أجل توفير بعض المعلومات عن الشركات والمنتجات الصينية، ويعرض كذلك مواعيد إقامة المعارض التجارية في ربوع الصين، وبعض المعلومات عن كيفية إدارة وأداء الأعمال التجارية في الصين، وهنا بدأ ميلاد موقع chinahere.net
    صحبت الموقع فكرة إنشاء مجلة باسم الموقع تصدر مصاحبة لمعرض كانتون - أكبر معارض الصين، مجلة عربية مجانية ملونة تحتوي على بعض المواد الإعلانية والمعلومات عن المعارض والشركات والمصانع والمنتجات الصينية، وأيضاً تحوي معلومات عن الشركات والمصانع العربية في الصين. صدر العدد الأول من المجلة في شهر أكتوبر من عام 2008 وصدر عددها الثاني في أبريل 2009، وتحالف الموقع مع معرض جينهان في العام الحالي، وحققت المجلة إيرادات في هذا العدد أكثر من ربع مليون رممبي عملة الصين أي حوالي 36 ألف دولار.
    كان لي شرف المشاركة بمقالاتي في العدد الثاني من هذه المجلة، والمساعدة في اختيار وترتيب الكلمات من أجل تحقيق أقصى استفادة تسويقية، ليكون محمد أول عميل يستفيد من باكورة خدماتي التسويقية، ويمكنك تنزيل المجلة وقراءتها لتحكم بنفسك، من هذا الرابط، لكن أكثر شيء أعجبني في محمد أن متابع ومطبق جيد لما أكتبه في مجال التسويق، وعليه أدعو له بالنجاح والتوفيق في الدارين بمشيئة الله.
    لعل الحديث عن الصين يجعلني أذكر بعض الحقائق التجارية اللازمة، مثل كيف وفرت المنتجات الصينية للعائلة الأمريكية 500 دولار سنويا، ومنذ عام 2006 أصبحت الصين ثالث أكبر منتج في العالم بعد أمريكا واليابان، كما نجحت الصين في التحول من تصدير 26 مليار دولار سنويا، إلى تصدير 969 مليار دولار في عام 2006، وتحولت في عام 2004 لتكون ثالث أكبر مصدر في العالم، بعد أمريكا وألمانيا، وبعدما كانت تستقطب 3.5 مليار دولار استثمار أجنبي في عام 1990، نجحت في جلب 72 مليار دولار في صورة استثمارات أجنبية في عام 2005.
    الطريف في كل هذه الإحصائيات المستقاة من كتاب الثمن الصيني (The China Price) هو أنه مع كل منتج صيني نشتريه، يدخل عامل أمريكي في مستنقع البطالة، بسبب رخص الثمن الصيني مقارنة بالمنتج الأمريكي، ما يجعل هذا يروج وهذا يكسد، وهذا موضوع آخر، لكن حتى هذا الوقت، إذا أردت المتاجرة مع الصين، محمد شاهين على استعداد لأن يساعدك ويسوق ويروج لك.

    كلمات مفتاحية  :
    النجاح الصين ناجح بقاع الارض

    تعليقات الزوار ()