بتـــــاريخ : 12/28/2010 6:29:39 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 950 0


    خطبة ستيف جوبز: 1- وصل النقاط معا

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    الحمد لله أن رزقنا شعيرة الصيام، وأن رزقنا القدرة على أن نصوم ونقوم ونتلو القرآن، والله ندعو أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا بفضله ورحمته من عتقائه من النار، وأن يبارك لنا عيدنا، وأن يرزقنا صلاة في المسجد الأقصى وهو محرر عائد إلى أصحابه الأحق به. اليوم اخترت لكم خطبة جاءت في في صيف عام 2005، تحديدا في 12 يونيو، حين وقف رجل لم يكمل تعليمه الجامعي، ولم يحصل على شهادة جامعية، ليلقي خطبة على طلاب جامعة ستانفورد الأمريكية الشهيرة والعريقة. هذا الرجل يعمل مديرا تنفيذيا لشركة ابل التي أسسها، وكذلك لشركة بيكسار التي أسسها أيضا. إنه ستيف جوبز، لكن قبل أن أعرض ترجمتي بتصرف لخطبته القوية، بعض النقاط أحببت توضيحها قبلها.
    بداية، جائني عتاب بأني منبهر بالغرب من غير المسلمين، وأحب أن أوضح أني منبهر بكل ناجح، سواء من الشرق أو الغرب أو المريخ، بغض النظر عن ديانته، هذا الانبهار ليس معناه أني مسلوب العقل، بل كما قلتها من قبل: ما وجدنا من طيب نأخذ به، وإذا وجد قارئي أي شيء غير طيب في مدونتي أو كتاباتي، فأنا أطلب منه أن يتركه فورا. كذلك طـُلب مني أن أوضح تعريفي للناجح، وعندي أن الناجح هو كل من لا يعمل لدى الغير، ويعمل في تجارته الخاصة ولا يجد نفسه مضطرا لتحمل سخافات مدير معقد، خوفا على خسارة راتبه الشهري، فهذا عندي الحر الناجح. (على أن تعريف النجاح – بشكل عام – ليس بالأمر الهين أو السهل).
    عاتبني بعدها قارئ آخر أن في الدين الإسلامي والصحابة الأجلاء ما يغنيني عن الكتابة عن هنري فورد وأمثاله واستعراض أشهر مقولاتهم، فهذا الفورد لم يفعل سوى أن اشتهر بحبه للون الأسود ثم عاد فعدل عن هذا الأمر. أقول لكل هؤلاء المعاتبين، الأمر أهون من ذلك، شبكة انترنت مفتوحة للجميع، ابدؤوا بأنفسكم، اكتبوا عما ترونه الصحيح والصواب في مدوناتكم، وسأتحدث عن مقالاتكم هنا وأنوه لها. على الجهة الأخرى، ليس الأمر أني أمير المدونين أو قائدهم أو أفضلهم، بل أنا الضعيف المجتهد، أكتب عما استطعت الكتابة عنه، ويفوتني الكثير، ومن يجد عندي نقصا فليعوضه هو في مدونته أو موقعه هو.
    عودة إلى ستيف جوبز، ذلك الطفل الذي تخلت عنه أمه للتبني، لعجزها عن الإنفاق عليه، لكنها اشترطت على من يتبناه أن يعدها بأن ابنها سيذهب للجامعة ويحصل على شهادة جامعية. أريد هنا أن أوضح نقطة هامة، رغم أنه طفل متبنى، لكن المجتمع الأمريكي احتواه ولم يفرق في معاملته، فخرج للحياة عبقريا ذكيا، قدم لمجتمعه الكثير. النقطة الثانية أن والد ستيف جوبز (من حيث الدم) سوري الجنسية (غير مسلم) وهنا أطرح سؤالا: لو كان والده عاد به إلى بلده، هل كنا سنراه اليوم ناجحا بالدرجة ذاتها؟ لا أقصد من سؤالي هذا أن أعيب على سوريا أو أي بلد عربي، بل أعيب على طريقة تعاملنا مع الأحلام وكيف نذبحها في بلادنا كلها. أخيرا، لو كان ستيف جوبز في أي بلد عربي، ولم يحصل على شهادته الجامعية، كيف كانت نظرة الناس والمؤسسات وموظفي الحكومة له؟ من إجابات هذه الأسئلة ستنبع طرق حل مشاكلنا في بلادنا اليوم. عودة إلى الخطبة التي ألقاها الناجح الشهير المتبنى الذي لا يحمل شهادة تخرج جامعية لليوم (للتوضيح، الترجمة بتصرف كبير، وليست حرفية أو آلية أو غبية!).
    “” أتشرف اليوم أن أكون معكم في هذا الحفل في رحاب واحدة من أفضل الجامعات في العالم، ولأخبركم الحقيقة كاملة – مكاني هذا هو أقرب ما كنت فيه يوما ما من التخرج من الجامعة، واليوم أود أن أخبركم عن 3 قصص مررت بها في حياتي. نعم، هذا كل ما سأحكي لكم عنه، شيء ليس بالكثير.
    القصة الأولى ستكون عن وصل النقاط معا. لقد تركت دراستي الجامعية في كلية رييد بعدما بدأت فيها بستة أشهر، لكني بقيت في رحاب الجامعة أحضر دروس العلم لمدة 18 شهرا أو يزيد، قبل أن أترك التعليم الجامعي بالكلية، فلماذا فعلت ذلك؟
    لقد بدأت القصة بمولدي، حين كانت أمي التي حملت بي شابة صغيرة، غير متزوجة رسميا، خريجة جامعية، وقررت أن تهبني للتبني عند ولادتي، بشرط أن يكون من سيتبناني خريج جامعة، الأمر الذي انطبق على محام وزوجته، لكن ما أن جاء موعدي وخرجت برأسي إلى هذا العالم، وتبين أني ذكر، قرر المحامي وزوجه أنهما يريدان تبني فتاة ولذا تخليا عني، بعدهما جاء الدور على والداي بالتبني، واللذان تلقيا مكالمة هاتفية في منتصف الليل تسألهما: لدينا مولود ذكر، هل تريدانه؟ وفورا جاءت الإجابة، نعم. فيما بعد، اكتشفت الأم الأصلية أن الأم بالتبني لم تتخرج من أي جامعة، بينما والدي بالتبني لم يكمل دراسته المدرسية. هذا الاكتشاف جعل أمي ترفض توقيع أوراق منحي للتبني لعدة شهور، حتى وعدها والداي بإرسالي للجامعة حين يأتي وقت ذلك.
    بعدها بقرابة 17 سنة، ذهبت فعلا للدراسة في جامعة – اخترتها بسذاجة – وكانت مصاريفها غالية تعادل تلك لجامعة ستانفورد، أخذت تستنزف مدخرات والداي بالتبني. بعد مرور 6 أشهر في الدراسة بهذه الجامعة، لم أستطع العثور على أي فائدة من هذه الدراسة، فلم أكن أعرف ساعتها ما الذي أريد أن أفعله في حياتي، ولم أعرف كيف ستساعدني دراستي الجامعية في معرفة هدفي في الحياة، وفوق كل هذا كنت أنفق كل مدخرات والداي. ولذا قررت أن أترك الدراسة الجامعية الرسمية، على أمل أن تتحسن الأمور بعدها. بكل صراحة، لقد كنت وقتها في قمة الخوف والرعب والقلق، لكني اليوم حين أنظر إلى هذا القرار، أجده صائبا لأقصى درجة.
    في اللحظة التي قررت فيها ترك مساري التعليمي الجامعي الإلزامي، بدأت أتوقف عن حضور دروس العلم التي لم أحبها، وبدأت أحضر المزيد من دروس العلم التي أحببتها ووجدت لها عندي اهتماما كبيرا.
    لم يكن الأمر رومانسي أو ورديا حالما، فبعد قراري هذا لم يكن لدي سرير أو غرفة في مهجع الطلاب، ولذا افترشت مساحة من أرضية غرفة صديق لي، وكنت أجمع زجاجات مشروب كوكا كولا الفارغة لأعيدها مقابل 5 سنت لأشتري بها طعاما أقتات به، وكنت أسير 7 أميال في ليلة كل يوم أحد لأذهب إلى معبد هندوسي يوزع وجبة طعام مجانية. لقد أحببت هذه الطريقة في العيش، ولقد كان كل ما تعرفت عليه في هذه الفترة الزمنية من شبابي ذا أفضل الأثر علي فيما بعد. دعوني أعطيكم مثالا على ذلك:
    في هذا الوقت، كانت جامعة رييد الأفضل في أمريكا من حيث جودة دروس كتابة الخطوط الانجليزية، ولهذا كان كل منشور وكل بطاقة في الجامعة مكتوبة بطريقة فنية جميلة ودقيقة. لأني اخترت الانسحاب من التعليم الجامعي الإلزامي، أتيحت لي فرصة حضور دروس الخط هناك، لأتعلم فنون هذا العلم وأسرار هذا الفن، وتعلمت الكثير عن خط سيرف (Serif) وخط سان سيرف، وتعلمت عن قواعد احتساب المساحة الفارغة اللازم تركها بين كل حرف والتالي، الأمر الذي يساعد على الكتابة بشكل جمالي ومبهر. كان الأمر جميلا، تاريخيا، بشكل يعجز العلم عن وصفه، ولقد تمتعت بكل لحظة منه.
    وقتها، لم يكن لدراسة هذا الفن أي إمكانية للاستفادة منه في حياتي المقبلة، لكن بعدها بعشر سنوات، حين كنا نصمم أول حاسوب ماكينتوش، تذكرت هذه اللحظات الجميلة، وأعدنا تطبيقها كلها داخل نظام تشغيل الماك، والذي كان أول جهاز كمبيوتر يقدم نظام عرض للخطوط بشكل جميل وراقي. لو لم أنسحب من مسار التعليمي الجامعي الإلزامي، لم يكن ماك ليقدم خطوطا ذات مسافات متناسبة فيما بين حروفها. ولأن نظام التشغيل ويندوز قلدنا ونسخ ما يقدمه الماك، فأغلب الظن أنه لولا الماك لما قدم أي نظام كمبيوتر الخطوط ذات المسافات المتناسبة فيما بين حروفها.
    لو لم أتخذ قراري هذا، لما تمكنت من حضور دروس تعلم الخطوط، ولما كنت تعلمت هذا الفن الجميل، ولما كانت الحواسيب لتقدم نظام عرض الخطوط كما نعرفه اليوم. بالطبع، لم أكن وقتها لأقدر على فهم الصلة ما بين هذه الأحداث وهذه النقاط في حياتي. مرة أخرى، لا يمكنك وصل النقاط عندما تتطلع للمستقبل، بل فقط حين تنظر للماضي وتبحث عن النقاط والمحطات في حياتك، ولذا عليك أن تثق أن نقاط حياتك ستتصل معا بشكل أو بآخر في المستقبل. فقط عليك أن تثق في شيء ما: إحساسك الداخلي – قدرك – حياتك – أعمالك الصالحة، مهما كنت لتعطيه من أسماء.
    هذه الطريقة في التفكير لم تخذلني يوما، وهي صنعت الفارق العظيم في حياتي.”"
     
    القصة الثانية هي عن الحب وعن الخسارة، وهذه موعدها يوم آخر، لكن قبلها، أريد أن أعرف ما يدور داخلك بعدما قرأت الثلث الأول من هذه الخطبة؟

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()