قضى مبارك محمد عبد الحي، الطالب الجامعي ودارس الفيزياء النيجيري، ثمانية أشهر من حياته في جمع قطع غيار السيارات المستعملة والطائرات المهجورة، معتمدا في تمويل مشروعه على عوائده من إصلاح الهواتف النقالة والجوالة والمحمولة، والحواسيب، حتى انتهى من صنع طائرة هليكوبتر صفراء صغيرة، تعتمد على محرك قديم لسيارة هوندا سيفيك، هذه الطائرة ترتفع حتى 3 أمتار فوق الأرض. تعلم مبارك مبادئ الطيران بواسطة انترنت، وصنع هذه الطائرة بعدما أيقن أن صنع طائرة أسهل من صنع سيارة!
مبارك النيجيري هذا واحد من مليارات البشر سارت فوق سطح هذا الكوكب، ولم تجد ما تريده، فما كان منها إلا أن صنعته بما توفر تحت أيديها. عودة إلى حالنا معاشر المدونين وأصحاب المواقع العربية على انترنت، فالوقود الذي تقوم عليه صناعة مواقع انترنت هو الإعلانات وعوائدها، وستجد الكل يخبرك عن قلة المردود من صناعة الإعلانات العربية، ومثلما فعل مبارك، إن لم نجد إعلانات فعلينا أن نصنعها بأيدينا.
وعليه فلقد فكرت في مبادرة تشجيعية مجانية، أدعو فيها كل صاحب شركة أو عامل فيها أو مسؤول عنها، أن يرسل لي إعلان لشركته (وأكرر شركة لا منتدى)، شريطة أن تكون ذات موقع على شبكة انترنت، هذا الموقع يدعم اللغة العربية، ويكون إعلانه من المقاس 900 بيكسل عرضا و 125 بيكسل ارتفاعا، وسأعرضه له هنا في مدونتي مجانا لمدة تتراوح من 3 إلى 7 أيام اعتمادا على عدد الإعلانات التي ستردني ردا على هذه المبادرة.
لو توقفت هنا، لكانت فرص النجاح ضئيلة، الأمر يحتاج ما هو أكثر، حسنا، سأخبركم عن نتائج الإعلانات التي وضعتها في النسخة الإلكترونية من كتابي التسويق للجميع، لقد سألت تقريبا كل من وضع إعلانه في كتابي هذا، وبكل أسف، لم أجد ردا واحدا يخبرني مثلا أن رد الفعل على الإعلانات كان ملموسا أو واضحا، حتى أن أحد الإعلانات لم يجاوز عدد مرات النقر عليه المائة، في حين أن عدد مرات تنزيل الكتاب ومشاهدته تجاوزت الخمسين ألفا منذ وفرته للتنزيل المجاني منذ قرابة العام.
بالطبع، سأجد المئات من المبررات، وكلها لا تفيد القضية، فحتى ولو كان الإعلان قبيح المنظر، غبي الأفكار، فما نبحث عنه هو وضع الأساس الصلب الذي سيساعد على قيام صناعة إعلانات عربية على انترنت، وهذه تتطلب أن يشعر المعلن بوجود فائدة من إنفاق ماله على الإعلانات، وهذا يتطلب أن يقوم كل مشاهد للإعلان بالضغط عليه والتفاعل معه.
وعليه، وحتى تنجح فكرتي هنا، سأطلب من كل زائر وقارئ لمدونتي أن يضغط على الإعلانات فيها، لا لشيء، سوى لإثبات قوة المدونات العربية كوسيلة إعلانية.
حتى بعدها، تبقى الفكرة عادية و تقليدية، يجب دفعها للأمام أكثر، وعليه سأطلب منك عزيزي القارئ أن تساهم معي في مشاركتي رأيك في كل إعلان أضعه هنا ضمن نطاق هذه الفكرة والمبادرة، فكل المواقع توفر إمكانية عرض الإعلانات، لكن ليس كلها من يتيح فرصة التفاعل مع الإعلان ومناقشة نقاط القوة والضعف فيه، وعرض الاقتراحات التي تثري فكرة الإعلان وتثري تجربة الموقع المعلن عنه.
وعليه، فسأبدأ بنفسي ومع إعلان موقع لقطة، القادم من شركة دانات للتقنية، التي يشرف عليها الصديق طارق العسيري (بطل تدوينتي عن موقع أرقام) وحتى لا يكون الأمر فرصة للنقد والانتقاد، سأكتفي بملاحظتين على إعلانه العلوي، إذ سأبدأ بالتعبير عن رغبتي في أن أجد موقعا عربيا نتيجة لضغطي على إعلان عربي وهو ما لم يتحقق (يعرض الموقع الواجهة الانجليزية أولا مع إمكانية التحويل للواجهة العربية)، كذلك أجد صورة الإعلان لم تخبرني عن حقيقة خدمات الموقع، فالموقع يوفر العروض السعرية التي لا تجدها بدون عناء، وعليه أرى أن وضع جملة مثل صفقات سعرية رابحة، أو لا تفوت أفضل الصفقات أو أفضل الأسعار دائما – ربما كان ذلك أفضل من كلمات الإعلان الحالي (وأكرر كلمة – ربما – والتي تفيد الشك!).
وعليه، أدعوكم للمشاركة في فكرتي هذه، وأدعو كل من لديه شركة لها موقع عربي على انترنت أن يرسل لي صورة إعلانه، مقاس 900 × 125 بيكسل، مع حجم كلي لا يزيد عن 35 كيلو بايت، مع مراعاة ألوان خلفية الجزء العلوي من المدونة (وهو الأزرق) وأوضح أن لي مطلق الحرية في قبول ورفض ما أشاء من إعلانات، بدون لوم أو عتاب، وسأحدد أنا ترتيب عرض الإعلانات، وعلى من يثق في حكمي أن يثق في طريقة تنظيمي لهذه المبادرة وآلياتها.
كذلك أدعو قراء المدونة للتجاوب معي في هذه الخطوة الأولى، التي ستعطي مردودها بعد فترة طويلة، لكنها خطوة واجبة، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، بدون هذه الخطوة لا تنقضي الألف ميل، ومهما كانت الخطوة قصيرة، فهي تقربنا من بلوغ الهدف، كذلك أطلب منكم الترفق في الملاحظات والاقتراحات، فنحن نريد البناء لا الهدم، وعليه أرجو اختيار كلمات خفيفة في عرض ملاحظاتكم واقتراحاتكم على موقع لقطة!
(لعشاق نظرية المؤامرة، أؤكد لهم أن إعلان لقطة هذا بدون مقابل مالي، إنما هي الرغبة مني في رؤية مواقع عربية ناجحة).
تحديث في 9 أكتوبر 09:
بعيدا عن دهشتي للمقاومة التي تلاقيها فكرتي هنا، لكن هذه المقاومة أكدت لي شيئا واحدا: هذه الفكرة تملك صفات تؤكد قدرتها على النجاح الساحق الماحق وهذا سبب مقاومتها، مثلها مثل فكرة طيران الانسان، والهبوط على القمر والمريخ، والإضاءة الصناعية، وأنا أحب أن أكون مع فريق المجانين الذين اخترعوا لنا هذه الأشياء المجنونة المستحيلة، لكن الأحلى أن هذه المقاومة جعلت أخي وصديقي عبد الله سردال يترك لي تعليقا جميلا يوجز المسألة برمتها، تعليقا فرض علي أن أرفعه هنا في عقب المقالة وقبل أي تعليق، فشكرا عبد الله، وشكرا لكل المقاومين، لقد أثبتم لي صحة نظريتي (وليس هذا من باب الغرور، لكن مقاومة فكرة بدون تجربتها أولا ليس من الحكمة في شيء، فأنا لم أقل لنقفز من أعلى برج في العالم ونرى هل الجاذبية الأرضية حقيقة أم خيال!)… إليكم تعليق عبد الله:
في بعض الأحيان أشعر برغبة في اختراع ميكروفون يصل صوته إلى الفضاء الخارجي أصرخ فيه بصوت عالي “ما المانع من التجربة؟” ما الذي سيحدث لو جربنا ورأينا النتائج ثم نتعلم ونعيد التجربة وفي هذه المرة نتجنب الأخطاء التي وقعنا فيها أول مرة. عندما نقتل الأفكار بالنقاش ونطبخها بالتحليل ونأكلها بالسلبية لا يتبقى منها إلا العظم الهزيل وحتى العظم نكسره ونأكله فلا يتبقى شيء. الأخوة والأخوات، دعوا الأفكار تعيش، جربوها وأنتم تعلمون أن هناك أخطاء وسلبيات، أقبلوها بعلاتها وحاولوا إصلاحها، لكن لا تقتلوها نقاشاً، هناك كثير من الأفكار التي يمكنها أن تعيش لو جربت، النقاش لم ولن ينتهي.