بتـــــاريخ : 12/28/2010 5:13:55 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1946 0


    الكل قادر على التدوين

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    ictqtatr09
    تلقى محدثكم دعوة لإلقاء كلمة سريعة عن التدوين، ضمن فعاليات ملتقى المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر (ictQATAR) والذي يحمل اسم “مدونات: آفاق عالم التدوين”، وكان لي حرية اختيار الموضوع الذي أريد التحدث عنه، وكنت في البداية أظن أن المجال سيكون مفتوحا لي من حيث الوقت، لكن الزمن المحدد لي كان 7-10 دقائق لا تزيد، وعليه تحولت من شرح تجربتي مع النشر عبر انترنت وعبر موقع لولو، للاقتصار على تحفيز الحضور على دخول معترك التدوين، عبر شرح سهولة التدوين وفوائده، والعروج سريعا على مستقبل التدوين من خلال تأليف ونشر الكتب. موعد عقد الملتقى هو السبت المقبل، في منتجع وفندق فريج شرق، الدوحة – قطر، انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف صباحا، نراكم هناك. على خلفية هذا الملتقى، تلقيت مجموعة من الأسئلة الصحفية من جريدة الشرق القطرية، رأيت نشرها هنا لتعم الفائدة، وهي تلخص ما أنوي قوله في هذا الملتقى، بمشيئة الله.
     
     
    أ ـ  بداية نحب أن تذكر لنا نبذة سريعة عن عالم المدونات والتدوين من وجهة نظرك كمدون له باع طويل في هذا المجال ؟
    لعل أكثر ما ساعد على الانتشار السريع لفكرة المدونات بشكل عام هو أنها وسيلة سهلة للتعبير عما يدور داخل كل مدون، وكذلك وسيلة سهلة للتواصل مع قراء التدوينات، ما خلق تجربة شاملة من التواصل والتخاطب، وهذا الأمر حيوي لكل إنسان منا، فبعض المدونين مثلا اختار ألا يدون باسمه واختار اسما مستعارا، الأمر الذي جعله يعبر عما يشعر به بدون خجل أو دبلوماسية، الأمر الذي جعله يشعر بحرية كبيرة في التعبير عما بداخله، البعض الآخر اختار أن يدون باسمه وصنع شهرة له ومتابعين وانتقل من رحاب التدوين إلى غيره من الأنشطة المكملة مثل الكتابة في الصحافة أو تأليف الكتب.
     
     
    ب ـ هناك آراء ترى أن التدوين والمدونات ثقافة تمكنت من الانتشار بشكل كبير في العالم العربي وآراء ترى العكس من ذلك تماما .. على أي الرأيين توافق ولماذا ؟
    إذا نظرنا إلى عدد المستخدمين العرب لخدمات شبكة انترنت – وأقصد هنا من يستخدمونها فيما يفيد لا الدردشة واللعب فقط – ثم حصرت عدد المدونات العربية، لوجدت النسبة كبيرة، كبيرة من منظور الأرقام العربية المتواضعة بشكل عام، خاصة إذا قارنتها مثلا بعدد المدونات باللغة الانجليزية، وعلينا أن نعرف أننا نحبوا في عالم التقنية، وعليه فيجب أن نتقبل الأرقام الصغيرة التي تمثلنا حاليا، وأن نشجعها حتى تنمو وتكبر، مثلما نفعل مع النبتة الصغيرة، فأنت لا تخلع الفسيلة لأنها صغيرة، بل تحميها وتتعهدها بالرعاية حتى تكبر وتكون نخلة شامخة. أنا سعيد بهذا الحراك من التدوين والتعبير عن الرأي، فهو مرحلة سابقة لما هو أفضل، وبدونها لن يأتي هذا الأفضل!
     
     
    ج ــ تدور تساؤلات كثيرة  حول الفوائد التي يمكن أن تقدمها المدونات وعالم التدوين خصوصا في العالم العربي  وانها لم تقدم فائدة حقيقية .. ما وجهة نظرك  حول هذا الأمر وما هي أبرز المجالات التي يمكن الاستفادة من التدوين فيها ؟
    المدونات صورة من الصور الحديثة للصحافة وللخطابة وللشعر وللنثر وللقصص القصيرة، فقط في شكل جديد، ومع  سهولة دخول من يشاء إلى هذا العالم الواسع، ويكفيني أن المدونات ساعدت المغمورين – أمثالي – من العثور على وسيلة تعبير وتواصل مع القراء، الأمر الذي ساعدني على التناقش مع عدد كبير من زوار مدونتي، هؤلاء الزوار وجدت فيهم الآراء والأفكار والحكمة التي أثرت تجربتي على انترنت، وساعدتني على توسيع مداركي ومعارفي، كذلك ساعدني التدوين على تحسين مستواي في الكتابة بشكل عام، فالقارئ عندما يجد فقرة غير واضحة أو لم يفهم مقصدي، يسارع بترك تعليق يخبرني فيه بذلك، الأمر الذي يساعدني على ألا أكرر هذا الغموض في التدوينة التالية، كذلك كثيرا ما صحح لي القراء معلومات خاطئة لي، ومنهم من أمدني بمعلومات إضافية لم أكن لأحصل عليه بمفردي، بل ومنهم من سبقني إلى فهم أعمق لمواضيع عديدة تناولتها في مدونتي، وعليه فلا أظن أني قادر على حصر الكم الكبير جدا لفوائد التدوين، ويكفيك السعادة الداخلية عندما تكتب ما يفيد القراء، وتجد انعكاس فوائد ما كتبته على حياتهم وعلى مستقبلهم.
     
     
    د ـ  لديك رؤية محددة حول كيفية إتاحة التدوين للجميع ، ومسألة ما بعد التدوين ..هل يمكن أ ن تشرح لنا هذه الرؤية وكيف يمكن نشر هذه الرؤية في العالم العربي ليستفيد منها أكبر عدد ممكن ؟
    لدي قناعة داخلية أن الكل قادر على التدوين، الكل لديه مواضيع يحكي عنها، دليلي على ذلك ارتفاع معدلات أزمنة التحدث (السولفة) على الهواتف النقالة والجوالة والموبايلات في الدول العربية مقارنة بالمعدلات العالمية، كذلك لا تنسى أننا أحفاد الشعراء العرب، عمالقة الشعر والنثر والمديح والهجاء، ومخترعي المعلقات، أي أننا بالوراثة قادرين على التحدث في مواضيع كثيرة، والتدوين طريق من طرق التعبير والحديث، فقط عن طريق الكتابة بدلا من التحدث، بل إن التدوين الصوتي (بود كاستينج) يحقق هذا الأمر، فلا تحتاج للكتابة، بل تسجل بصوتك كل ما تريد قوله، ثم توفره للتنزيل عبر انترنت ليسمعه من يريد، ثم يعود كل مستمع ويعلق على كلامك إذا شاء.
    مرحلة ما بعد التدوين يسأل الجميع عنها، ولهم أقول لماذا لا تجمع أفضل مقالاتك وتضمها في كتاب تنشره باسمك، ولمن سيتعلل بحجج التكاليف والموافقات، أخبرهم عن تقنية الطباعة عند الطلب والتي تطلب منك فقط رفع محتويات كتابك وغلافه على موقع ما على انترنت، ثم يأتي المشتري ويدفع ثمن الكتاب، ثم تقوم الشركة المديرة لهذا الموقع بالطبع والشحن إلى عنوان المشتري، بدون أي تدخل من المؤلف، ولي كتاب مجاني أوقفته للرد على كل أسئلة محتملة عن هذه التجربة في النشر الذاتي. كذلك أنصح الجميع بعدم توقفهم عند الكتاب الأول، فأجدادنا من علماء العرب والمسلمين كانوا يؤلفون في العام الواحد ما تعجز أصابع اليدين عن عده، فلماذا لا نفعل مثلهم وكلنا نتمنى عودة أمجادنا العربية والإسلامية والعلمية والثقافية والأدبية، علينا أن نبدأ بأنفسنا ونجعل من تأليف الكتب عادة، حتى تنتشر العلوم والثقافة، وتتحقق لنا النهضة التي لا نفعل شيئا فعليا لتحقيقها سوى مطالبة حكوماتنا بتحقيقها، بينما اكتفينا بموقف المتفرج بدون حراك.
     
     
    هـ ـ ما هي توقعاتك لعالم المدونات والتدوين خلال الفترة المقبلة وهل يمكن أن نشهد ثورة في هذا المجال خلال الــ 5 أو 10 سنوات المقبلين خاصة في العالم العربي ؟
    أنا اخترت أن أتفاءل، حتى ولو لم أرى ما يوجب هذا التفاؤل، كذلك، نحن أحفاد العلماء والأدباء والفرسان والأبطال على مر تاريخنا المشرق، ولا أتوقع من الأحفاد إلا أن يسيروا على درب الأجداد والآباء، وعليه لا أنتظر سوى كل خير. التدوين يحقق حرية التعبير، هذه الحرية هي أول خطوة على طريق الإبداع والتطوير، وحتما سنصل إلى الثورة التي تسألني عنها، لا شك عندي في هذا، وإنما السؤال هو متى سنصل هنا هناك، وهذه لا يعلمها سوى الله عز وجل.
    ختاما، أردت فقط التعبير عن سعادتي الغامرة بتفاعل القراء والمعلقين ردا على
    موضوعي السابق، ومثلما يتردد الفنان في لمس لوحته الفنية التي أتقنها – خوفا من أن يفسدها، أراني أتردد كثيرا في الرد على أي تعليق ينتظر الرد، وما هي إلا ساعات بعدها حتى أجد قارئا آخر وقد وضع ردا أفضل مما كنت سأضعه… لقد سألني مرة أحدهم ما النجاح الذي حققته أنا – قبل أن أطالب به غيري، وأنا يكفيني أني جمعت هذه العقول المتشابهة معا وجعلتها تتناقش بشكل هادئ وجميل وبناء، وأما كيف يمكن تحقيق الاستفادة المتبادلة ما بين هذه العقليات وهذه الخبرات وهذه الأرواح الشجاعة، فهذا ما يشغل تفكيري حاليا، وربما غير من شكل مدونة شبايك في المستقبل – إلى الأفضل بمشيئة الله.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()