بتـــــاريخ : 12/28/2010 12:15:47 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1335 0


    جبيرات فاخرة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :


    وأما قصتنا اليوم باختصار فهي أن صاحب عين تجارية ثاقبة قرر أن يحول شكل الجبيرات المستعملة لتثبيت اليد أو الساعد أو القدم أو الساق المكسورة إلى تحفة فنية يحب صاحبها أن يحملها، بل ويتفاخر بها. في أبريل من عام 2006 قفزت الشابة الصغيرة جيسي سميث بدراجتها من على رصيف المشاة وأخطأت الهبوط، فأصابها شرخ في إصبع قدمها، وكسر في أنفها ورسغها الأيسر، وكان علاجها تجبير المكسور لمدة أسابيع ثمانية، وكان من نصيبها جبيرة سوداء كئيبة المنظر والطالع. لأنها كانت تدرس الفنون الجميلة، قررت أن تحيل القبيح جميلا، ورسمت تصميما فنيا على الجبيرة جعلها تبدو تحفة فنية تخطف الأنظار والانتباه.
    بعد انتهاء فترة التجبير، وحين قص طبيبها الجبيرة، أخبرها بحسرة أن هذا العمل الفني سيرغب فيه كثيرون، كما أن الكثير من الناس كثيرا ما استوقفوا جيسي ليسألوها عن سر هذا العمل الفني الذي تحمله على يدها، الأمر الذي شجعها كثيرا لكي تفكر في تحويل هذا الأمر إلى نشاط تجاري ناجح. استمر بحث جيسي ستة أشهر حتى تعلمت كيف يمكن لها تصنيع جبيرات طبية ذات مظهر فني رائع، وكان الحل الذي توصلت له ملصق قوي يلصقه صاحب الجبيرة عليها من الخارج، ليبقى له المظهر الفني الجميل.

    انطلاقا من كولورادو الأمريكية، بدأت فكرة موقع
    كاستو، والذين يقوم على تقديم خدمة بسيطة جدا: شريط ملون لاصق، يلتحم بقوة مع السطح الخارجي للجبيرة، فيغطيها ويعرض شكلا فنيا مثل وشم التنين أو النيران الملتهبة أو أي شكل يريده صاحبه. كل ما على المصاب هو أن يمسح صورة الأشعة السينية لعظامه المكسورة، ويتولى الموقع حساب المقاس المناسب والشكل الملائم ويرسل له الشريط اللاصق، ليقوم المريض بعدها بلصق الملصق على الجبيرة ،ويبدأ يتمتع بشكل خارجي أنيق، لا مثيل له، ربما جعل الصحيح يريد تجربة هذا الأمر. يوفر الموقع كذلك دعامات وجبيرات جاهزة عليها النقوش والزخارف الفنية تنتظر صاحبها.
    كيف سوقت جيسي لخدماتها؟ عبر دخولها المعارض الطبية وحضورها المؤتمرات المماثلة، كذلك رحبت بها العيادات الصغيرة والمستشفيات، واشتروا منها ملصقاتها، حتى أن بعض هذه المستشفيات قدمت هذه الملصقات بشكل مجاني لمرضاها كي يتلقوا العلاج في هذه الأماكن، على سبيل التسويق الجميل! المدخل إلى هذه المعالجة الفنية الجميلة – كما توضح صفحات موقع كاستو – هو تقوية المعالجة الإيجابية الذاتية، فمن هذا الذي لن ترتفع معنوياته حين يرى الناس تنظر بإعجاب إلي التحفة الفنية التي يحملها معه، والتي ستـُنسي – الصحيح والمصاب – سبب الإصابة. تخيل طفلة صغيرة وقد كسرت ساقها، وبعد تغلبها على مرحلة الألم الأولى، هل تظن شكل الملصق الرائع – غير المسبوق – ألا تظنه يخفف من آلامها ويحيل دموعها إلى سعادة وشعور بالتميز والتفرد؟ وأما شعار موقع كاستو فهو شفاء سعيدا!
    على الجهة الأخرى، هذه الفكرة قابلة للتطبيق بسهولة في عالمنا العربي، فمع الطريقة العربية في قيادة السيارات والدراجات والمركبات وكل شيء، يتخلف جرحي وقتلى كثيرون، نسأل الله الرحمة لضحايا الحوادث، وندعو للمصابين بسرعة الشفاء، وحتما ستدخل فكرة طريفة مثل هذه السعادة على المصابين، وعلى الباحثين عن عمل في بلادنا. أتمنى أن أجد يوما مطبقين لهذه الفكرة في عالمنا العربي.
    مرة أخرى أذكر القارئ بأن الغرض من هذه المواضيع هو تحفيز خياله ليأتي بقصص أفضل من هذه المذكورة هنا، ليس المقصد تقليد هذه الحالة في عالمنا العربي، بل المجيء بأفضل منها، إذا كان ظنك بي أني أدعو للتقليد وحسب فأنت ساعتها قد أخطأت العنوان والطريق. هذه المرة سأوجه سؤالي إلى قارئي العزيز الطبيب محسن النادي، هل من الممكن تنفيذ هذه الفكرة تحديدا في مجال عملك؟
    ختاما، أود التنويه لانتهاء ا
    لصديق المسعودي من ترجمة وتلخيص كتاب اقتصاد إسرائيل، وهو  كتاب ذو أهمية كبيرة يقدم لنا الكثير من المعلومات القيمة عن العدو، والتي يجب أن نتعلمها وندرسها جيدا.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()