بتـــــاريخ : 12/27/2010 7:05:56 PM
الفــــــــئة
  • التقـنيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1436 0


    تجربتي مع النشر الإلكتروني الإنجليزي

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :
    تجربتي النشر الالكتروني الانجليزي اقتصاد


    مبارك عليكم الشهر الفضيل، والحمد لله الذي جعل الصوم في حر الصيف، تذكيرا لنا بأننا لا نقوى على حر جهنم، وأن ملاذنا هو العودة إلى الله عز و جل، والحمد لله الذي جعل بدايات شهر رمضان تختلف من بلد لآخر، تذكيرا لنا بأن الاختلاف ركن أساس في الحياة، وأن هذا الخلاف يجب ألا يؤثر على توادنا وتراحمنا، فالاختلاف مثل الماء والهواء، مطلوب بقدر معلوم.
    أود اليوم مشاركة القارئ نتائج بحثي في جانب النشر الإلكتروني للقارئات الإلكترونية، وأقصد بها أجهزة كيندل وآيباد ونووك و كوبو وسوني ريدر وغيرها، وأوضح في البداية أن هذه محاولتي الخاصة، وهي ليست أفضل / أحسن الطرق لتحقيق هذه الغاية، وحتما هناك كثيرون سيفعلونها بشكل أفضل مني. كذلك النشر الإلكتروني يمر بمرحلة تطور وازدهار حاليا، فلا يمكنك حبسه في خطوات معدودة أو طرق محدودة، ولهذا سأسرد في عجالة ما أراه حاليا أفضل سبيل لإعداد كتاب للنشر الإلكتروني.

    قبل البدء علينا شرح بعض الأساسيات، فحتى تاريخ كتابة هذه السطور، لا تجد دعما للغة العربية على أشهر أجهزة القارئ الإلكتروني، ولأن شركة امازون – صاحبة أشهر قارئ إلكتروني حاليا: كيندل – لم تفصح بوضوح عن عدد مبيعاتها من هذه الأجهزة، فلا يمكن حصر حجم هذه السوق، لكن امازون تفرط في التركيز على إحصائيات مبيعاتها من الكتب الإلكترونية، وكيف أنها إلى ازدياد من سنة لأخرى، في الوقت الذي تتراجع فيه مبيعات الكتب الورقية التقليدية.
    إذا تركنا كيندل الذي تزعم بعض مواقع انترنت أنه يشكل 70% من السوق العالمية للكتاب الإلكتروني، سنجد بعده جهاز ابل الأنيق الرشيق الجديد آيباد، والذي باع أكثر من 3 مليون جهاز، وجاءت نسبة الكتب الإلكترونية المباعة على متنه 2.5 كتابا لكل جهاز مباع، وإذا تحولنا عنه سنجد قارئ نووك من شركة بارنز اند نوبلز، ومن بعده ربما شاهدت قارئ سوني ريدر، وهناك عديد آخر من الأجهزة لا مجال لحصرها هنا.
    بدأت من البداية، اخترت تأليف كتاب باللغة الانجليزية، وكنت يوما كتبت مقالة وضعت فيها 5 نصائح لمن يريد الانتقال إلى إمارة دبي للعيش فيها، هذه المقالة كانت باللغة الانجليزية وموجهة للغربي القادم للعمل في دبي، وسبب اختياري أن هذا الأمر لي فيه خبرة ويمكنني أن أتحدث فيه من واقع التجربة. فكرت لماذا لا أزيد هذه النصائح إلى 101 نصيحة، تقليديا لعنوان قصة ألف ليلة وليلة، مع بعض التخفيض العددي.
    لأن موهبتي في الكتابة الانجليزية أقل من تلك للعربية، استعنت بخدمات موقع تكست بروكر والذي يقدم سوقا إلكترونية يتعامل فيها أناس مستعدون لكتابة ما يطلبه المشترون من مواضيع ومقالات، ونشرت فيه طلبا واضحا ومحددا ومدعوما بأمثلة لما أريده في هذا الكتاب. بعد فترة انتظار عثرت على بغيتي ووجدت من كتب المائة وواحد نصيحة من واقع بحثه عبر انترنت. طبعا، المسودة الأولى كانت بحرا من الأخطاء، فليس من سمع كمن حضر، وبعد سلسلة من طلبات التصليح، توصلت لمستوى مقبول من النسخة الأولى، لكنها احتاجت مني لتدقيق وتمحيص وتغيير، فنظرة الغربي للعربي لا زال يعيبها التعالي والشعور بالأفضلية.
    ثم كان أن صدقت مزاعم شركة أدوبي بأن تحويل برنامجها انديزاين الملفات إلى نسق ePub والذي يقبله آيباد أمر سهل، فكان أن اتفقت مع مصمم فني على تنسيق نص الكتاب على انديزاين وتصميم غلاف له، الأمر الذي كلفني 250 دولار ذهبت أدراج الرياح، فبعد استلامي لملف الكتاب على نسق انديزاين، وعند تحويله لنسق ePub وجدت أخطاء كثيرة سببها أن طريقة التنسيق على انديزاين يجب أن تتبع خطوات معينة قبل التحويل، يجهلها من تعاملت معه وكان الوقت قد فات لذكر هذه الطلبات.
    عدت لانترنت فوجدت العديد من المواقع تشرح كيف يمكن تحويل النص من ملف وورد إلى أنساق تقبلها أجهزة القارئات الإلكترونية (مثل هذا الموقع، وهذا الآخر)، لكني سأوفر على القارئ ساعات طوال قضيتها في بحث هذه النقطة، والتي وجدت حلها في خدمات موقع سماش ووردز SmashWords.Com والذي أسسه مؤلف كتب مغمور عاني من مثل هذه المشاكل، فقدم موقعا يحل كل هذه المشاكل.
    قبل شرح خدمات هذا الموقع، أوضح أن الخطوة الأولى في تنسيق أي نص (Text) كتاب هو تقليل أساليب التنسيق قدر المستطاع، فأهم شيء هو عدم ترك سطور خالية بين الفقرات، وتحديد تنسيق الفقرات من داخل وورد بحيث يكون هناك مساحات خالية قبل وبعد أي فقرة، وعدم استعمال خطوط سوى تلك التقليدية الشهيرة مثل اريال و تايمز نيو رومان، ومقاسات خطوط تتراوح ما بين 10 و 12 و14 و16 و18 بحد أقصى، وضرورة تعلم كيف ينشئ وورد جدول المحتويات، فهذا الجدول مطلوب بشدة، وقد يتسبب غيابه في رفض قبول الملف في عدة أماكن. بعدما تنتهي من تنسيق الملف، ترفعه على موقع سماش ووردز، والذي يتولى تحويله لعدة أنساق، يمكنك بعدها تنزيلها على حاسوبك وقرائتها بنفسك للوقوف على خلوها من المشاكل والأخطاء.
    لكن لموقع سماش ووردز عدة عيوب، أولها أنه يثق في نزاهة المشتري وأمانته، فهو يوفر له نص الكتاب للتنزيل بدون أي حماية، ولو كان المشتري من أنصار القرصنة فوفر الملف للتنزيل عبر انترنت، لخسر المؤلف كثيرا. العيب الثاني هو أن الموقع يخصم 30% من عوائد المبيعات تحت مسمى جباية الضرائب الأمريكية، على أساس أن الموقع أمريكي والمشتري كذلك في أغلب الوقت، ما يعني أن في الأمر مجازفة كبيرة.
    ربما كان الحل أن تحول ملف كتابك عبر موقع سماش ووردز ثم ترفعه بنفسك لموقع سوق امازون كيندل، وهناك حيث يمكنك فرض حماية على كتابك (DRM) فلا يمكن عرضه سوى على جهاز المشتري وهذا أفضل، كما أن موقع امازون – على حد علمي – لا يخصم هذه النسبة المجحفة من العوائد بحجة الضرائب.
    يغلب على قراء تدويناتي أنهم يملون منها فلا يكملونها حتى نهايتها، ولهذا أود مكافأة من استمر في قراءة مقالتي هذه بتوضيح بعض أسباب أهمية النشر الإلكتروني للقارئات الإلكترونية. نعم، نحن – كعرب – متأخرون بعض الشيء عن التغيرات التقنية التي تحدث في الغرب، وربما استلزم الأمر مرور عقد أو اثنين من الزمن حتى تنتشر بوفرة هذه القارئات في بلادنا العربية، لكن كيندل كان من أوائل أجهزة القارئات الإلكترونية، فحصد 70% من مبيعات السوق، ومن يستعد لوقت تدعم فيه هذه الأجهزة الحروف العربية، حتما سيحقق مبيعات كبيرة وأرباحا وفيرة. لا شك عندي أن من اشترى هذه الأجهزة من العرب سيكون مستعدا لشراء عدة كتب عربية على سبيل التجربة، وأي كتب عربية توفرت سيكون لها ولمؤلفها نصيبا سمينا من الغنيمة.
    إذا نظرنا إلى رغبة الناس في شراء واستعمال هذه الأجهزة، فربما كان السر ورائها هو سرعة وسهولة الحصول على الكتاب، فأنت تبحث عن كتاب ما، تجده، تشتري نسخته الإلكترونية، تقوم بتنزيلها فورا على القارئ الإلكتروني ثم تقرأه، انتهى الأمر. قبلها كنت تبحث ثم تشتري ثم تنتظر وصول الكتاب عبر البريد، وكنت تدفع أكثر. في ظل وجود القارئ الإلكتروني، ستوفر الشحن، وستحصل على كتابك فورا، وبسعر أقل يمكنك من شراء كتاب أو اثنين إضافيين بتكلفة شراء كتاب ورقي واحد. في ظل هذه المعادلة، سيختفي الكتاب الورقي بالتدريج لأنه أغلى وأبطأ، والتاريخ يخبرنا أن هذين الصفتين تميز بهما الكثير من المنتجات المنقرضة من الماضي السحيق.
    في ظل المنافسة المحمومة الحالية بين جهازي آيباد و كيندل، واقتراب الأول من توفير الدعم للغة العربية، فمن سيوفر كتبه العربية على هذه المنصات أولا سيحقق أرباحا كثيرا، خاصة وأن تنسيق أي كتاب عربي ليناسب متطلبات هذه القارئات يحتاج لبعض الوقت في البداية، والمستعد للفرصة حين تأتي سيكون من الغانمين. أعود لأوضح أن هذه المقالة لا تذكر تفاصيل كثيرة، لأن هذه التفاصيل تتغير حاليا، كما أن النشر الإلكتروني يشهد حراكا كثيرا حاليا، لا تجدي معه مقالة واحدة!
     
    على الجانب:
    أرسلت النسخة الأولية من هذا الكتاب إلى 10 ممن عرضوا مساعدتي في تنقيح مادته، فعاد لي منهم 3 فقط بردود، فلهم الشكر موصول.

    كلمات مفتاحية  :
    تجربتي النشر الالكتروني الانجليزي اقتصاد

    تعليقات الزوار ()