بتـــــاريخ : 12/27/2010 6:25:47 PM
الفــــــــئة
  • التقـنيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 921 0


    خمسات: هل التقليد عيبا؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبايك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    العقول العربية لا تتوقف عن إثارة إعجابي، ذلك أن قارئ لمدونتي أخذ يترك تعليقات تحمل الأسلوب ذاته في الكتابة، والفكرة ذاتها في كل تعليق، ألا وهو أن موقع خمسات ما هو إلا تقليد رخيص وسخيف لموقع فايفر وأنه يفضل استعمال موقع فايفر على خمسات. حسنا، كل واحد حر في رأيه، لكن أن تترك هذا التعليق فوق الخمس مرات أو يزيد، وكل مرة تحت اسم مختلف و رقم تعريف آي بي IP واحد، فهذا مؤشر لعقل ذكي يستغله صاحبه في غير مكانه.
    أنا من أعداء نظرية المؤامرة، لكني كذلك معتز بكوني عربيا، وباللغة العربية التي نزل بها القرآن، وهذا مثلا ما يجعلني رافضا لفكرة توفير موقع خمسات بلغات أخرى غير العربية (في الوقت الحالي على الأقل) ولهذا لن تجد سوى قائمة الدول العربية في ملف تعريف المشترك، فأنا مللت من كم المواقع والخدمات التي لا تدعم كل الدول العربية، وأردت أن أقدم موقعا يكون الوضع فيه معكوسا، من باب التغيير! كذلك، كل من يقرأ العربية حتما جاء من بلد عربي، ولذا يمكنه أن يختاره في خانة الدولة التي يأتي منها.

    تعال نأخذ
    قصة الشابين مؤسسي موقع فايفر، اثنان من فخر العقول الإسرائيلية اللامعة، ميكا (أو ميشا) كوفمان Micha Kaufman وزميله شاي وينيجر Shai Wininger من مدينة حيفا. حين بحثت عن مقالات تتحدث عن تفاصيل تأسيسهما لموقع فايفر، وجدت كلمة إسرائيل محشورة في كل مناسبة، وهذا الأمر أثار حنقي بشدة. أنا لا أعادي اليهود، بل كل من تواجد فوق أرض فلسطين بغرض الاستيلاء عليها وطرد أهلها، ولذا لو كان هذان الاثنان يعيشان في مكان غير فلسطين، لما كنت حملت عليهما، لكن أن يشعرا بالفخر لكونهما ينتميان لذلك الكيان، فهذا ما أرفضه.
    إذا وضعنا الانفعالات العاطفية جانبا، تقوم آلية عمل موقع فايفر على افتراضية أساسية: تملك المشتركين فيه لحساب على موقع باي بال. هذه الفرضية تتحقق بسهولة في الكثير من الدول، ليس منها العربية. نعم، تتوفر الخدمة ربما في 3 دول عربية حتى الآن، لكنها تتطلب اقتناء بطاقة فيزا أو ماستر، ومن يملك هذه من العرب تجده مترددا بشدة في وضع بياناتها على موقع انترنت، اللهم إلا القلة الجميلة.
    ما العمل الآن؟ هل نقلد تقديم الخدمات المفيدة للموقع مع التعديل لتجنب عيوبه، أم نقف حياء ورهبة من اتهامنا بالتقليد؟ كذلك، في العالم العربي، ستنال الشتائم سواء قلت أو سكت، تحركت أم توقفت، ولذا لا جدوى من القلق بشأن اتهامات بالتقليد، فهي ستهبط عليك على كل حال. حين قلت في مدونتي يمكن لكل واحد منا بدء تجارته مهما كانت ظروفه – قال بعضهم أنت تعمل في الإمارات وتعيش عيشة الترف ولا تشعر بما يعانيه غيرك. حين صُرفت من عملي قالوا لو كان ما تقوله صحيحا لما كان هذا حالك، أي نجاح هذا الذي تحدثنا عنه.
    أي أن نيل رضا الناس / القراء أمر مستحيل، ولذا يمكنك أن تقرأ تساؤلات مثل: هل سنرى مواقع عربية لا تقلد غيرها وتبتسم. اليابان بدأت نهضتها بالتقليد، ثم انتقلت للتطوير والإبداع، وعلى أثرها سارت كوريا الجنوبية، وها هي الصين – أشهر مقلد في العالم كله – تعلن عن اكتشافات علمية وإبداعات عبقرية، حتى أني قرأت مقالة أمريكية (لا أذكر رابطها) يتوقع كاتبها أن يبدأ خريجو الجامعات الأمريكيين في تعلم اللغة الصينية والسفر للعمل في الصين، فهناك حيث سيكون منبع التقنية الحديثة والخبرات الحياتية الحقيقية في السنوات المقبلة. أي أن التقليد ليس عيبا، بل مرحلة تسبق مرحلة الإبداع والابتكار والاختراع.
    الحالة الوحيدة التي يكون فيها التقليد عيبا، هي حين هو يكون هو الهدف الأكبر، وليس معبرا لهدف أسمى وأفضل. التقليد لمجرد التقليد هو ما ينبغي رفضه و ذمه.
    وعليه، إذا كنت ترى موقع خمسات متخلفا عن نظيره الإسرائيلي الذي يفخر مؤسساه بأصولهما، فأنت وما تريد، أما أنا، فأريد تطوير موقع عربي قدر ما تسنى لي، يقلد في جزء ويبدع في آخر، وأدعو الله أن أتمكن من الاستمرار في تطوير الموقع، حتى أصل إلى مليون مشترك فيه، وأن أساعد – ولو بقدر يسير – شركة صدف الغزاوية على التوسع والتطور والانتشار. ربما لن يتحقق لي ذلك، لا بأس، يكفيني أني حاولت، فبدون هذه المحاولات الجميلة لن نصل إلى شيء، بينما غيرنا يتفاخر بأصله وبما فعله.
    أختم بنصيحة إلى هذا المعلق المتشائم: بدلا من أن تضيع وقتك في ترك تعليقات بأسماء مختلفة، كان الأفضل لك أن تعرض خدماتك على موقع خمسات (أو غيره أو فايفر حتى) وتبدأ تجارتك الصغيرة، وتربح بعض المال ليساعدك على فتح مشروعك الخاص، وتتحول من كاتب تعليقات لا تفيدك بشيء، إلى مدير ومؤسس لعديد من الشركات الناجحة. إذا لم تشغلك تعليقاتك عن محتويات مدونتي، فستجد فيها قصص نجاح ملهمة.
    على الجانب:
    منذ قليل أخبرني فريق صدف أنهم قاربوا على الانتهاء من تطوير موقع خمسات بنهاية هذا الأسبوع، ولذا أرجو من كل من لديه مشكلة مع الموقع أن يكتبها في تعليق هنا. أريد لكل تعليق أن يحوي مشكلة واحدة، وأن يحوي شرحا وافيا لكل مشكلة، مع الرابط الذي ظهرت فيه المشكلة. لديك أكثر من مشكلة؟ أترك أكثر من تعليق. هل سبقك أحدهم وذكر مشكلة تواجهك أنت أيضا؟ فضلا رد على تعليقه وقل أن هذه المشكلة تواجهك أنت الآخر.
    كما أخبرني فريق صدف أن التطوير المستمر للموقع قد يجعل بعض الصفحات لا تعمل على الوجه الصحيح، ولذا يجب تفريغ ملفات الكاش، وإن كنت لا تعرف ما هذه، يكفي أن تضغط على زري: كونترول + اف 5 أو Control + F5 لعمل تحديث قسري.
     

    إضافة 1
    سألني صديق عزيز لماذا جعلت كلمة (عيبا) في العنوان منصوبة بالألف؟ سبب ذلك أني حذفت الفعل، وتركته لخيال القارئ يقدره كيف يشاء، فالعنوان قد تقرأه على أنه هل ترى التقليد عيبا، أو هل تظن أو هل تجد أو غير ذلك، والكاتب الناجح هو من يستثير مخيلة القارئ ويتركها نشيطة تمشي في كل اتجاه :)

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()