بتـــــاريخ : 12/20/2010 7:23:31 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 675 0


    دهاليز النت كحامل المسك ونافخ الكير

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : انـ الصمت ين | المصدر : forum.sedty.com

    كلمات مفتاحية  :

    هكذا نحن ..!! نفرح بالتكنولوجيا ونغرد حولها كالعصافير الجائعة فوق سنبلة القمح
    لازلت أذكر جيدا أول مرة جلست بها أمام جهاز الكمبيوتر فلم يكن لدي في تلك الفتره لاب توب بل كان كمبيوترا وبصناعة صينية رديئة فقد إخترت الأبخس ثمنا فالمثل يقول ( مد رجليك على قد لحافك ) و لحافي كان قصير نوعا في تلك الفترة ، لذلك لم أمدد رجلي ببعيد ، فكان جهازي الأقل عمرا والأكثر إصابة بالأمراض ، فصرفت على علاجة ماجعلني أقول في نفسي ( يامن شرا له من حلاله عله )
    فقد كان في المقابل الأقل جوده
    بدأت أبحث أولا عن الأحرف التي تساءلت في يأس من حفظ مواقعها ،، لما لم يرتبوها كترتيب الأحرف الأبجدية ليسهل على أصابعي إيجادها
    وكنت أشعر وأنا جالسة أمام الكمبيوتر المكتبي أن ثمة حرف كلما إحتجت له وأنا أكتب بكل بطء وبحث لا أجده
    هو حرف (ذ) فأصبحت أستبدل الكلمات التي تحتوي على حرف (ذ) بكلمات لا تحتوي عليه متوهمة التكيف مع الظروف ، ولربما فعلتها مرة أن أحللت حرف ( د ) محله مصطنعة نسياني للنقطة .. فهي حيلة الذي ماله من حيله
    حتى وجدته أخيرا في تلك الزاوية البعيده على صفحة الكيبورد
    كنت بطيئة جدا حتى أن الساعة كانت تمر في البحث عن مواضع الحروف أكثر مما كانت تمضي في كتابتها ، فقالت لي أختي / لاحقا ستصبحين محترفة به وسترى أصابعك مواضع الأحرف دون أن تحتاجي حتى للنظر إلى الكيبورد
    فتطلعت للسماء تماما كما يحدث في أفلام كارتون كابتن ماجد حين ينظر للسماء ويقول بلهفة وحزن ( الفوز على البرازيل حلمي ) ،، ولكني كنت أقول في نفسي – (التمكن من حفظ مواقع الحروف والسرعة في الكتابه على الكيبورد حلمي)
    كنت أكتب و رقبتي منحنية على الكيبورد وحين أرفع رأسي للشاشة أجد ثلاث أرباع كلماتي على الوورد مسطره بخطوط حمراء متعرجه دلالة على خطأ فيها فأصدم مما أرى
    قالت لي أحدى زميلاتي في اليوم التالي نصيحة أن أدخل الشات كي أصبح أسرع ، وأشارت أن أدخل بلقب ولد كي لايخاطبني أحد الشباب، و دخلت إلى الشات بلقب ولد كي لا أتورط بالشباب أعاذنا الله مما يغضبة – لم أكن أعرف أي شيء عن الشات ولكني لم أحتمل أن أكون ولدا فخرجت وعدت بلقب بنت و دون شعور تعاملت مع الشات وكأنه شات قناة بداية
    فطلبت وصفة لطريقة عمل ( القهوة الفرنسية ) ولطريقة عمل البيتزا –
    وشعرت أني ذكية ، لأني على حين غرة أردت ضرب عصفورين بحجر فأردت أن أتعلم الكتابة ومن ثم أستفيد ( كم طبخة ) بدلا من تضييع الوقت في كلمات أهل ذاك الشات السطحية التي تعجبت منها ومن رتابتها
    فقلت لهم : ليش ماتقولون كلام مفيد
    قالت لي إحداهن : تبغين كلام مفيد ؟
    ففرحت وقلت في نفسي الحمدلله إستجابت إحداهن لأن يهدي الله يك إمروء خير لك من حمر النعم
    فقلت لها بحماس : ( نعم)
    فقالت لي بسخرية :/ روحي إقري كتاب ..!!
    فعلمت أنها تسخر مني وتخيلت كم هي الآن تضحك ، ولكني عزيت نفسي بتقواي لله في ذاك الدهليز (الشات)
    ثم لما رأيتهم وهم يتحدثون (شبابا مع بنات)و(بناتا مع شباب) أخذتني الحمية والضيق من الحال ، فأصبحت أعطيهم نصائح دينية من باب تغيير المنكر
    فانهالوا علي بالسخرية والتجاهل (فناديت لو أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي )
    فعلمت أن المكان ليس مكاني وتركتهم ورحلت بصمت
    ، وقظيت ليلتي متضايقة لأني قرأت كلمات بذيئة لم أتخيل يوما أني سأقرأها ولو في أسوأ أحلامي ، لم تكن العله في كونها سبابا ولكن العله كمنت في بجاحتها وبعدها التام عن مباديء ديننا فقد كانت قذرة وجدا
    بطريقة توحي لكل قاري تساؤل هو ( أين هم من قوله تعالى (( ومايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))
    تمنيت أن أعمل غسيل مخ لرأسي من تلك الكلمات
    ثم لما أخبرت أختي بما حدث قالت لي مثل من وحي رأسها وهو ( الي يطيح ببلاعة معقولة بيلقى فيها عطر )
    فقلت في نفسي صدقتِ ..
    فالشات مكان بذيء لايفترض أن أدخلة أصلا
    عدت أدراجي وسجلت في أحد المنتديات في ذاك العام لمجرد محاولة التعلم على الكتابة
    وبالفعل تعلمتها وتحقق حلم كابتن ماجد بالفوز على البرازيل ( أقصد حلمي رغم كون النت ليس فيه مايقال بأنه زلة لسان )
    ولكني لم أنسى ماتعلمته من الشات ، فقد تعلمت أن دهاليز النت مثلها كمثل حامل المسك ونافخ الكير
    فحامل المسك لا تجد منه إلا ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحذيك و يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة
    فاختر لنفسك عبقا من النت ومكانا يفيد ( عقلك ،ودينك ، ويهذب سلوكك ،ويهذب نفسك )
    فكل إمريء (مسلم ) دوما أرقى بدينه
    فارتقي بنفسك عن السفاسف
    فما الدنيا إلا جسر عبور للآخره
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()