بتـــــاريخ : 8/4/2008 3:14:33 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1246 0


    حرب الـ 17 مليون قتيل

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : قصيمي | المصدر : www.qassimy.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حوادث جرائم حرب قتلي
    حرب ال17 مليون قتيل
    هتلر أراد الانتقام من هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولي فأشعل العالم!



    في الذكري الستين لنزول قوات الحلفاء في نورماندي، أقامت الحكومة الفرنسية احتفالا ضخما حضره عشرون من قادة العالم، ومن بينهم الرئيس جورج بوش، ورئيس وزراء انجلترا بلير، والرئيس الروسي بوتين، والمستشار الألماني جيرهارد شرودر.حيث شاهدوا العديد من المشاهد التي تذكرهم بهذا الحدث الهام الذي كان بداية النهاية للحرب العالمية الثانية وما فيها من مآسي وأهوال. ولاشك أن الحرب العالمية الثانية كانت من أقسي الحروب التي شاهدتها البشرية، فقد ذهب ضحية هذه الحرب 17 مليون من العسكريين، وأكثر من ذلك العدد من المدنيين. كانت حربا بشعة بكل المقاييس حيث عاني العالم كله بجانب الدمار التي سببتها هذه الحرب، وعاني أيضا من الفساد وانحلال القيم والأخلاق، وتراجعت الفضائل، فلم يعد هناك جدوي من أي شيء والمدن تباد، والعمران يتهاوي، والأشلاء والضحايا في كل مكان.

    وكان من أسباب اندلاع هذه الحرب ظهور النازية في المانيا بقيادة أولف هتلر، وكان هتلر يري أن الشعب الألماني هو أرقي الشعوب، وأكثرها تقدما ومدنية وحضارة.. وأنه في حاجة الي أن ينفض عن كاهله عار هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولي.
    وما فرضه المنتصرون عليها في معاهدة (فرساي) كان بمثابة هدنة اجبارية أمام المانيا لتعيد حساباتها من جديد، وتأخذ بثأرها من الهزيمة، والتحرر من قيود.. هذه المعاهدة.


    استطاع هتلر أن يسيطر علي الشعب الألماني، واستطاعت النازية ان تحتل عقول الناس، رغبة في الانتقام من الهزيمة في الحرب العالمية الأولي، وبلغ الهوس مداه، عندما سيطرت أفكار هتلر الذي تأثر بدوره بأفكار الفيلسوف (بيتش) الذي كان ينادي بالقوة وعدم الاهتمام بالضعفاء..
    ومن هنا تطلع هتلر الي التوسع الاستعماري والاعتداء علي الدول المجاورة بحجة البحث عن مجال حيوي لألمانيا، ثم تشتعل الحرب التي ما لبثت ان دخلت فيها انجلترا وفرنسا والاتحاد السوفيتي وما سمي بالحلفاء ضد المحور الذي تكون بعد ذلك من المانيا النازية، وايطاليا الناشئة، واليابان، ودخلت بعد ذلك الولايات المتحدة بجانب الحلفاء، والذي كان القاؤها بالقنابل الذرية علي نجازاكي وهيروشيما سببا في استسلام اليابان. ثم نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد ان انهارت المانيا امام زحف الحلفاء، وسقطت برلين، وانتحر هتلر بعد ان اطلق الرصاص علي نفسه، بعد زواجه من عشيقته اينا براون، وكان قد أمر بأن تحرق جثته وجثتها بعد انتحارهما!

    وكانت الحرب العالمية قد بدأت في أول سبتمبر 1939، بغزو بولندا، وقد لجأ الألمان الي ما يسمي بالحرب الخاطفة، مستخدمين الدبابات والقذائف.. وكان من نتيجة ذلك ان هاجم الاتحاد السوفيتي بولندا من جهة الشرق، ودخلت انجلترا وفرنسا الحرب بعد غزو فرنسا. وبدأت المانيا تكتسح الدول المجاورة فقد غزت النرويج، وفتحت الدانمرك، وشنت الحرب الخاطفة علي بلجيكا ولوكسمبورج وهولندا، ثم هاجمت فرنسا بعد أن حطمت خط ماجينور واستطاعت المانيا ان تكمل احتلالها لفرنسا عام 1942 بينما فر 'ديجول' الي انجلترا، حيث قاد المقاومة الفرنسية بما كان يسمي بقوات فرنسا الحرة.
    واشتد أورار الحرب عندما أخذت المانيا تضرب انجلترا بالطائرات..
    واندلعت الحرب في الشمال الافريقي علي الحدود المصرية بقيادة روميل.. بينما انضمت ايطاليا الي دول المحور، وأجبر هتلر بلغاريا والمجر ورومانيا علي الانضمام الي المحور، وغزت المانيا يوغسلافيا في ابريل .1941
    تحولت الحرب العالمية الثانية الي صراع عالمي. دخل فيه الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الامريكية.. وهكذا تحولت الكرة الأرضية الي جحيم.. فدول المحور تحارب في كل الاتجاهات، وتلقي مقاومة عنيفة في الاتحاد السوفيتي والشمال الافريقي.. واتسع نطاق هذه الحرب فقد بلغ مجموع الحلفاء عند نهاية هذه الحرب 50 دولة.

    ونعود الي نورماندي حيث كانت تجمعات الحلفاء بها بداية النهاية للاحتلال الألماني لفرنسا، ثم بداية النهاية للحرب العالمية الثانية نفسها عندما انتهي الأمر بالاستيلاء علي برلين، بعد دخول الأراضي الألمانية ويقول رمضان لاوند مؤلف كتاب الحرب العالمية الثانية.
    ..لقد كانت معارك نورماندي وفرنسا، كوارث حقيقية بالنسبة للألمان، لقد فقدوا منذ بداية الغزو 450 الف رجل منهم 240 الف قتيل وجريح. و210 الف اسير.
    وبينما كان الألمان علي شفير الهاوية في جيب فاليز، تابعت قوات الجيش الامريكي الثالث تقدمها نحو ادرليانز وشارتر ثم بلغت نهر السين حول باريس، ونانت في الشمال الغربي، وبولان في الجنوب الشرقي، والواقع ان الحلفاء لم يكونوا يقصدون مهاجمة باريس.. لقد كانت خطتهم تقضي باستئصال القوات الألمانية في المناطق الريفية، ولكن القوات الفرنسية الداخلية في باريس رأت غير ذلك. فخاضت معركتها ضد الألمان رغم ان كلوج قد اعلن باريس مدينة مفتوحة، ورد الألمان وسارع الجنرال ايزنهاور الي ارسال الفرقة المدرعة الفرنسية الثانية بقيادة الجنرال لوكير والفرقة الامريكية الرابعة لمساعدة قوات المقاومة.. وفي 25 آب تحررت باريس، واستقبل الباريسيون جنود الحلفاء بعد أربع سنوات من الاحتلال النازي، بالفرح والدموع والأزهار والألعاب النارية، ووصل ديجول في اليوم التالي حيث أعلن فيها الحكومة المؤقتة.
    ويحدثنا هذا عن موقف تشرشل في هذه الحرب، وكيف انه كان يفكر في انهاء الحرب بعد معركة نورمانديا، وانه كان يتحدث باستمرار عما يسميه الطغيان السوفيتي ويقول: 'اذا كانت بريطانيا قد دخلت الحرب للقضاء علي الطغيان النازي في أوروبا الوسطي فما ذلك من أجل أن يأتي مكانه طغيان سوفيتي'!

    .. انتهت الحرب العالمية الثانية تاركة الخراب والدمار وملايين القتلي.. وملايين المشوهين، ولم تتعلم الحكومات المنتصرة من دروس هذه الحرب شيئا، فقد أصبحت قوي استعمارية تحاول الهيمنة علي الشعوب الأضعف، وتمتص قوتها، وتنهب ثرواتها.
    لقد قال الرئيس الامريكي فرنكلين روزفلت عام .1942
    ..ليست أرضنا غير نجمة صغيرة في الكون، ان في وسعنا، اذا اردنا ذلك، أن نجعل منها كوكبا لاتقتله الحرب، ولا يضنيه الجوع والخوف، والمنازعات بين العناصر والأديان وألوان البشرة، لتكن لنا الجرأة الكافية بحيث نبدأ هذه المهمة منذ اليوم، وليكون في امكان أطفالنا وأحفادنا أن يعتزوا باسم الانسان'.

    والعجيب ان في هذه الاحتفالات التي اقيمت في فرنسا بمناسبة بدء انتصارات الحلفاء علي المانيا النازية والتي انهت هذه الحرب الدامية (1939­1945م). والتي توافد عليها العديد من الزعماء والقادة كان من بينهم جورج بوش: الرئيس الامريكي الذي امر باحتلال العراق وافغانستان، متناسيا كلمة سلفه روزفلت. وبذلك أعطي اشارة البدء بعودة الاحتلال التي تخلصت منه الشعوب بعد جهاد وكفاح مرير، وأصبح صورة مرفوضة في عالمنا المعاصر، بدليل ان باريس كما نشرت الصحف والفضائيات قد تحولت الي ثكنة عسكرية، بسبب الاجراءات الأمنية المشددة وغير المسبوقة، التي اتخذتها السلطات الفرنسية في باريس، حيث تم حظر التظاهر والطيران في قلب العاصمة، وحول قصري الاليزيه والمارينيه حيث ينزل الرئيس الامريكي.
    ألم يدر في خلده ان سياسته قد عفا عليها الزمن، وأن الشعوب قد بلغت من حلة النضج، وانه من الصعب ان يعيد عجلة الزمن الي الوراء، لأن الاستعمار أصبح صورة بالية من صور الحياة، وقد لفظتها البشرية، ولن تتقبلها تحت أي مسمي من المسميات، ولن تنخدع الشعوب الشعارات الزائفة، التي مضمونها في الواقع هو استثمار الشعوب، واحتكار ثرواتها، ونهب ممتلكاتها باسم تصدير الديمقراطية لهم بالحديد والنار!! وبالتعذيب في السجون!
    .. الشعوب تعرف كيف تدافع عن نفسها مهما كانت الأهوال.. ومهما كانت اشواك الطريق.

    مراجع

    الحرب العالمية الثانية عرض وصور رمضان لاوند
    موجز تاريخ العالم ه. ج. ويلز
    ترجمة عبدالعزيز توفيق جاويد
    دوائر المعارف والفضائيات
    كلمات مفتاحية  :
    قصة حوادث جرائم حرب قتلي

    تعليقات الزوار ()