البطولات الكثيرة وعشق والده وإخوته للأهلى صفات جعلت «محمد عبدالكريم عامر» يعشق، بجنون، النادى الأهلى منذ كان صغيرا، ويتابع بشغف كل مبارياته، وكل صغيرة وكبيرة تكتب أو تقال فى وسائل الإعلام عن القلعة الحمراء.
يعرف «عامر» ابن الثلاثينيات بين أهالى قريته «دست الأشراف» التابعة لمحافظة البحيرة، بتعصبه ودفاعه المستميت عن الأهلى ولا يجرؤ أى «زملكاوى»، أياً كانت معلوماته الرياضية، على الدخول فى أى نقاش يخص كرة القدم معه، لأن النقاش فى الغالب يتطور إلى شتائم وقد يصل للخناقة: «محدش فى ماتش الأهلى يقدر يتكلم واحنا قاعدين على القهوة، ولو حد زملكاوى قال نص كلمة أقوم أتخانق وأعمل مشاكل معاه».
المسافة بين البحيرة والقاهرة جعلت «عامر» يفضل مشاهدة المباريات من خلال شاشات التلفاز، لكن الديك الأحمر الشركسى لعب دورا فى تغيير علاقته بناديه الأحمر: «فى يوم كنت واقف فى البلكونة وشفت ديك أحمر شركسى بيؤذن عند الجيران، ومن هنا جاءت فكرة إنى أروح أغلب مباريات الأهلى فى الاستاد بالديك، وكنت خايف الناس تضحك على، لكن كان وشه حلو على الأهلى ومن ساعتها بياخد الدورى كل سنة».
«الديك الأحمر» أصبح طلبا جماهيريا فى كل المباريات، وأصبح لقبه الشائع بين أهل بلدته «الديك»: «محدش بيقولى غير يا ديك»، وأهدته إدارة الأهلى ملابس رياضية للفريق طبع عليها من الخلف والأمام «ديك أحمر» وكتب عليها بالخط الذهبى: «صاحب الديك الأحمر بنادى الأهلى.. محمد عبدالكريم عامر دست الأشراف كوم حمادة بحيرة».
مباراة الأهلى والمصرى باستاد القاهرة من المباريات التى لا ينساها «عامر» والتى انتهت بثلاثية للفريق الأحمر: «ماتش الأهلى والمصرى كان يوم جمعة، وصليت الجمعة فى مسجد النادى، وكنت حاطط الديك فى قفص وسايبه فى المسجد، وأثناء الصلاة الديك أذن ثلاث صيحات، والأهلى فاز يومها على المصرى ٣/صفر، ما أقدرش أنسى الموقف ده».
الدخول إلى مجموعة «الألتراس» كان حلم عامر الذى لم يتحقق: «كان نفسى أدخل الألتراس، لأنهم ولاد ناس ومحترمين، وكلهم دكاترة ومهندسين، لكن الأمن هو اللى اضطرهم للخروج عن النص، وشافوا بهدلة كتير بسبب حب الأهلى لدرجة الجنون».
يتمنى «عامر» أن يلعب ولداه «عبدالله» و«عبدالرحمن» فى أكاديمية الأهلى حتى تتاح لهما فرصة الالتحاق بالفريق الأول لكرة القدم بالنادى، أما حلمه الأكبر فهو أن يبقى الديك بصحة جيدة فعندما عرض أحد الجماهير على «عامر» شراء الديك رفض، ويضيف: «مش هبيعه لو بكنوز الدنيا دا للأهلى بس.. وده أهم من الأخطبوط بول ومفروض يتعمل له متحف».
«عامر» يعتقد أن «حسام البدرى»، المدير الفنى السابق لنادى الأهلى، من أفضل المدربين فى مصر لكنه يحتاج للتشجيع: «البدرى حظه قليل، وجوزيه فى أول سنة قال محدش يسألنى عن بطولة، وصبرنا عليه لغاية ما أصبح أحسن مدرب وجاب البطولات، اللى خلانا نصبر على الغريب طب ليه ما صبرناش على ابن البلد»،
لذا فقد كان من أشد المعارضين لرحيل البدرى عن صفوف الشياطين الحمر بعد الهزيمة التى تلقاها من الإسماعيلى: «زعلت طبعا واتأثرت نفسيا، عشان البدرى ابن النادى، لكن مشكلة الأهلى إنه ما بيحبش يتغلب أو يتعادل».
لم تؤثر نتيجة مباراة الإسماعيلى والأهلى، والتى انتهت لصالح الدراويش بثلاثة أهداف مقابل هدف فى قناعة «عامر» بقدرة الأهلى على حصد درع الدورى للمرة السابعة على التوالى: «كل ماتش له ظروفه، والأهلى كان راكب الماتش، بس اللى فرق عدد المصابين فى الفريق،
مفيش نصيب، التوفيق من عند الله»، ويرفض فى الوقت نفسه التسليم بقدرة الزمالك على خطف درع الدورى هذا الموسم بعد غياب دام لستة مواسم: «الزمالك مش بتاع بطولات، زى ما بيقولوا (ماشيه) معاهم فى الدور الأول بالتوفيق، واحنا لسه فى الدور الأولانى، وفى الدور التانى الأهلى بيركب الدورى للآخر»، مؤكدا أن مباراة القمة القادمة بين قطبى الكرة المصرية ستحدد الفائز بالدرع: «الفيصل ماتش الأهلى والزمالك».