مدينة بورصا خامس أكبر مدن تركيا المنبسطة فوق السفوح الخضراء لجبل أولوداغ، وهي من المدن السياحية المشهورة، حيث تقع إلى الجنوب من بحر مرمرة وتتميز بحماماتها الساخنة التي يؤمها الباحثون عن العلاج الطبيعي لأمراض الروماتيزم والاستجمام لفترة النقاهة التي يحتاجها بعض المرضى، وخصائص هذه الينابيع أن درجة حرارتها ثابتة ما بين 40 و 58 درجة مئوية، وهي غنية بالأملاح المعدنية، وتبلغ المعادن في اللتر الواحد 1,16 مللي جرام، ووصفها الشاعر الفرنسي هنري رينيه بأنها (مدينة ربانية)، وحسب الشاعر الشعبي التركي (قرجه أوغلان) فإن بورصا هي (باب الأمنية) بورودها وزنابقها، وتحتضن بورصا في ثناياها الطبيعية التاريخ والخضرة والجمال المعماري في تناغم وتآلف مما أدى بمنظمة اليونسكو لاختيارها كأفضل مدينة في أوروبا تصون بيئتها بامتياز، وتجسد ساحة (كوزا) في مركز المدينة أروع مثال لهذا التكامل الجمالي، فالساحة بالمساجد المحيطة بها وبأشجارها التاريخية الرشيقة وبيوتها القديمة المعمرة وخانها المسمى باسمها ومقاهيها الشيقة وأسواقها المسقوفة ونوافيرها تقدم توليفة هندسية تسلب الألباب، وهي إلى جانب كونها مدينة صناعية تمتاز بحمامات المياه المعدنية ومناشفها ومنسوجاتها الحريرية، وقد تطورت فيها بوجه خاص صناعة المحركات والنسيج.
وفي جنوب المدينة المكتظة بالآثار الباقية من العهد العثماني، يوجد متنزه الوداغ الوطني الذي يقدم كافة الإمكانيات الحديثة للرياضة الشتوية، أما بحيرة أزنيك الكائنة في شمال شرقي بورصا، فهي رائعة الجمال، إذ تحيط بالبحيرة غابات وبساتين الكروم، وقد كانت مركزاً استيطانياً مهماً أيام الرومانيين والبيزنطيين، وحافظت على ميزتها هذه في العهد العثماني أيضاً، ومنها خرجت إلينا روائع المنتجات الخزفية في العالم، وفيها قام الخزافون العثمانيون بصنع أروع ما أنتجت أيديهم، أما منطقة (جكيرغه) فهي المركز الرئيسي لمدينة بورصا.