إذا رغبت بقضاء إجازة سعيدة هانئة بعيدا عن ضوضاء السيارات ودخانها المسموم، فاذهب إلى جزر الأميرات في تركيا· هي المكان الأمثل لطالبي الهدوء والراحة النفسية، وقضاء عطلة سعيدة في جو من الخصوصية مع أفراد عائلتك ومن تحب· تقع جزر الأميرات، في بحر مرمرة بالقرب من الخط الساحلي لمدينة اسطنبول، ويعود سبب تسميتها لعهد الدولة البيزنطية حيث كانت هذه الجزر، منفى للأمراء والأميرات· أما طريقة الوصول إليها فتتم بواسطة السفن المنتشرة على طول الساحل والتي تربطها باسطنبول طوال النهار· على مدار ساعتين، هي مدة الوصول إلى تلك الجزر، وعددها ثماني، سوف تستمتع وانت تركب السفينة بمشاهدة مناظر جميلة من الآثار السياحية ومن الطبيعة الربانية الأخاذة· تمر السفينة من أسفل جسر البوسفور، وهو الأشهر عالميا لكونه الجسر الوحيد الذي يربط بين قارتين هما آسيا وأوروبا، وهو رابع أطول جسر في العالم من حيث الارتفاع حيث يرتفع فوق سطح الماء (64) مترًا ليسمح بمرور أعلى البواخر وأكبر الناقلات· ومن السفينة يمكنك أيضا أن ترى المراكب الرائعة مجاورة للفنادق الفخمة، والقلاع التاريخية قرب القصور المهيبة· وبعد ساعتين من الدهشة والاستمتاع بالمناظر الخلابة في البحر تقترب السفينة من جزر الأميرات، حيث الأشجار الضخمة والشواطئ الجميلة التي يتوافد إليها الناس سياحا ومقيمين لممارسة كافة أنواع الرياضات البحرية المختلفة· تعتبر جزيرة ''يبوك أطه'' أشهر جزر الأميرات وأكبرها مساحة، ويفد إليها الناس يوميا بالآلاف للاستمتاع بجوها الجميل والهرب من صخب المدينة والعودة إلى الزمن الماضي، حيث البناء القديم والبيوت الخشبية، والشوارع الضيقة الأشبه بالأزقة، بالإضافة إلى الهدوء التام على الجزيرة· الأهم من هذا كله هو عدم وجود سيارات أو زحام مما يعني أن البيئة نظيفة وخالية من التلوث مما يشجع السياح على ارتيادها ويجعل الحركة تدب فيها طوال أشهر الصيف· وبالرغم من عدم وجود السيارات داخل الجزيرة إلا أن الحركة هناك سهلة للغاية وغير مكلفة· فيمكنك ببساطة أن تستقل ''الحنطور'' -عربة يجرها حصانان- وهي وسيلة المواصلات المستخدمة في الجزيرة· جزيرة بيوك أطه فتحها القائد العسكري العثماني سليمان بالطة أوغلو عام 1453 ميلادي قبيل الفتح الكبير لمدينة القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح الذي قام بتقسيم القسطنطينية إلى عدة مناطق سكنية ومن ضمنها جزر الأميرات التي أسكن فيها مسيحيي منطقة البحر الأسود، حيث بدأوا بممارسة مهنة الصيد في الجزيرة حتى منتصف القرن التاسع عشر· بمجرد أن تحط قدماك على أرض الجزيرة سوف تفاجأ بعدد كبير من هذه العربات تصطف جنبا إلى جنب عند مدخلها، ويفوق عددها 500 عربة، تتجول بك في مدة ساعتين لمشاهدة أرجاء الجزيرة أو توصلك إلى النقطة التي تريدها· وإذا ما أردت أن تعود إلى مقرك أو وددت الانتقال إلى مكان آخر بعيد، فيمكنك أن تستقل ''حنطورا'' آخر بسهولة، فالعربات متوفرة بكثرة في الجزيرة، وتتواجد في كافة الأماكن· الطريف في الأمر أن سكان الجزيرة لا يملكون سيارات ومعظمهم يتنقل بواسطة الدراجات الهوائية، إذ يمنع وجود السيارات على الجزيرة للحفاظ على جوها النقي من التلوث ومنعا للضوضاء· على شواطئ الجزيرة يمارس الناس رياضاتهم البحرية المختلفة لاسيما السباحة، وفيما يستمتع المقيمون من الأتراك بتناول غدائهم بين الأحراش المنتشرة على أطراف الجزيرة والمطلة على البحر فإن السياح يتلذذون بتذوق أطيب المأكولات البحرية في المطاعم ''بيوك أطه''· أما أجمل شطآن الجزيرة فهو شاطئ ''يوروك'' الذي يلتقي بمنفرج رائع في الجهة المقابلة لجزيرة ''هيبلي''· وعلى تلال الجزيرة نجد فندقا خشبيا قديما يعود للقرن الثامن عشر، يعتقد أنه أكبر بناء خشبي في العالم، يقف بشموخ متحديا عوامل الزمن القاسية·