بتـــــاريخ : 10/22/2010 9:18:54 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 851 0


    القرارُ الصائب

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : خالد شاهين قاسمي | المصدر : anageed.com

    كلمات مفتاحية  :


    القرارُ الصائب



    في معترك المفاهيم وأولويات الأخذ بالقرار " الصائب "، وفي قدرة التبصّر على أساس المعطيات الخارجية والداخلية ، يتأرجح واقع وجودنا بين الهيمنة وفرض التواجد من جهة ، وإرثنا الحضاري بما يشمله من معتقد وثقافة في سلوك المجتمع من جهة أخرى.
    ولننطلقْ أولا من نقطة الاختلاف على الوجود داخل جدلية السببية والحتمية بين منهجيْ تفكير متوازيين في المسار رغم تباين قواعد إصدار الأحكام ، "بعبارة أخرى أولوية حسم القرار وفرضه لحكم عقلية إنسانية مستقلة وأساسية، في التركيبة التي يدور حول محورها هذا العالم".
    إذا كان المنهج الأول - الخصم - لا يجعل الاعتقاد سببا لحتمية الوجود، وأن هذا الأخير في سيرورة لا متناهية يتعاقب عليها الجنس البشري ، بل إن المعتقد ظاهرة وجدت من خلال تشكل النمط المجتمعي، كأسلوب نظام يحكم الانفلات في التصرفات البشرية، ويخضع تنوعه لحجم وسلوك المجتمع نفسه، وهو بذلك مندرج ضمن الثقافة التي تحدد بدورها منهج التفكير لهذا النمط.
    هنا تتأكد حتمية الوجود بسببية الزمن، فالسيطرة على مجريات الأحداث تطيل عمر التواجد لهذا التشكل أو هذا النمط المجتمعي، وهنا تكون القدرة على التحكم في القرار، بل فرض القرار على أساس قدرة التواجد. ومن المهم تغييب عنصر التنافس وإبراز عنصر التبعية، لأنه يثبت مبدأ المشاركة و من ثم الاستسلام.
    أما منهج تفكيرنا، فهو يربط سبب الوجود بحتمية الاعتقاد. ومما لا شك فيه أن لكل بداية نهاية، ولأن المعتقد – بالضرورة - يحدد بداية نمط مجتمعي يثمن وجوده على أنه هبة تقررت فيها كينونة الإنسانية لهدف معين، كذلك يحدد نهاية لوجوده لأنه معتقد اعتقاد اليقين بمن كوّنهُ أول مرة. ومن هذا الضابط تتفرع أسباب الحياة أيضا، فتنشأ الثقافة التي تميزه عن غيره، وتعطيه بطاقة الهوية من غير الإخلال بالمعتقد على حساب التعامل لأنهما في دورة تكامل لا تسابق، كما تستمد أسباب القوة وفرض القرار على أساس رفض الهيمنة والظلم، وليس تخيير عرق على آخر أو نسفه من الوجود لأنه يشكل تهديدا . فالأمر برمته موكل للموجد، فلا جدل في ذات الله، بل الجدل هو مع الآخر في أسلوب التفكير وحتمية التعايش ما دام النوع واحد.

    في كل هذا، يتدخل العقل حتى يرجّح كفّة عن أخرى، والترجيح هنا يعني العدل من خلال تبني الأصلح ويعني أن الإقرار بالهزيمة يقابله طموح إلى النصر. فالقرار " الصائب " لا يجب أن يكون جملة اعتراضية ضمن حكمتنا وقدرة تبصّرنا إذا حذف لا يخلّ بدافع وجودنا، بل هو عصب ينبض بحتمية وجودنا وتكريس معتقدنا، ولأنّ هذا الوجود برمته، بتجانساته وتناقضاته مسخر للكينونة الإنسانية في إطار الزمن ، فإنها تحقّ لنا أولوية الأخذ بالقرار - كما حقّت للآخر - على خلفية إرثنا، وتدارك أخطاء حاضرنا، والعمل على توريثه لمستقبل أجيالنا.

    بيرين / الجزائر 2009

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()