كيف أكتشف وظيفة أحلامي؟
كيف أكتشف وظيفة أحلامي؟
د. ستيفن كوفي
إنَّ اكتشاف وظيفة أحلامك يقتضي إشغال نفسك بهذه الأسئلة الجوهرية الأربعة:
1- ماذا تحبّ حقاً أن تفعل؟
2- ما الذي تتقن القيام به؟
3- ما الذي ينبغي القيام به حتّى تطلق وتستثمر مواردك وتوجّهاتك الحقيقيّة؟
4- إلامَ يحتاج العالم؟
من المهمّ جداً تخصيص المرء وقتاً كافياً للتفكّر والتعمّق في دراسة مقدراته، ولكنّ معظم الناس لا يقومون بذلك. إنّهم يغرقون في تعريفات الآخرين لهم وفي مخطّطات الآخرين. هذه المخطّطات الخارجية تصبح هي الموجّهة لسلوكهم، وإنني أدعو هذا "باستلاب الهوية الحقيقية".
فلنتصوّر أن هناك DNA (شريط وراثي متحكّم بمسيرة الحياة) في ثقافة الإنسان وهويته مثلما هو في خلايا جسده. إنّ مخططات الآخرين هي DNA دخيل يحقن في وجود المرء فيسخّره من أجل الآخرين، ويشكّل حجاباً يغطّي ال* DNA الحقيقيّة (مقدرات المرء وطبيعته الأصليّة) ويسلبه هويته المميزة.
مع مرور الوقت تجد نفسك منغمساً في مخططات الآخرين، معتاداً عليها، ومكيفاً معها اجتماعياً إلى حدّ أن تفقد الشعور ب*ِ: من أنت، وماذا يمكنك أن تصنع بحياتك. إن استلاب الهوية هذا ينتشر ويستمرّ يوماً بعد يوم لا لشيء إلاّ لسببٍ بسيط هو عدم اكتراث الناس بالتوقّف والنظر بعمق حتّى يفرّقوا ويميّزوا بين جوهرهم الحقيقيّ والجوهر الاجتماعي المحقون فيهم حقناً.
ولعلّ خير ما يوجز هذه الفكرة قول القائل:
عندما يجد الإنسان المرآة فإنّه يبدأ بفقدان روحه.
وبكلماتٍ أخرى: يصبح الإنسان مهتمّاً بصورته لدى الآخرين أكثر من اهتمامه بذاته.
حتّى تكون ناجحاً ينبغي أن تركّز على ما يفجّر ويستثمر مواهبك ويوقد حماستك. ينبغي أن تركز على ما تكتشفه من حاجةٍ يتوق العالم إليها وترى نفسك مندفعاً اندفاعاً واعياً إلى تلبيتها.
هكذا ستكتشف وظيفة أحلامك. قد لا يحقق لك هذا الاكتشاف النجاح وفق تعريف المجتمع (مال، ومكانة..) ولكنّك ستشعر بأنّك تحقّق نجاحاً أعمق يكمّل ذاتك.
حينما تتقاطع مواهبك واحتياجات العالم فهناك ترى مهنتك (أرسطو)