بتـــــاريخ : 8/2/2008 11:58:58 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1287 0


    الطائرة المفقودة (أجاثا كريستي) 2

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : qassimy | المصدر : www.qassimy.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة رواية قصص رويات عالمية
    وتابع الحديث قائلا:

    -وبعد ان فرغت من انجاز المهام التي أوكلت إلي في اوروبا قررت ان استقر في الولايات المتحده بصفه دائمه لأكون على كثب من خالي وابنة خالي وزوجها ، ولكن ، وا أسفاه !! ماكدت اصل إلى أمريكا حتى مات خالي في حادث سياره ثم ماتت إلزا ابنة خالي ، اما توماس بيترتون زوج ابنة خالي فرحل إلى انجلترا وتزوج للمرة الثانيه ، وعدت أنا كما كنت من قبل بغير اسرة ارتبط بها ، وعندئذ قرأت في الصحف نبأ اختفاء العالم الشهير توماس بيترتون ، فحضرت إلى انجلترا لأرى مايمكن عمله .

    وتراخى الميجور غلايدر في مقعده وقال متسائلا:

    -مستر جيسوب ، لماذا اختفى بيترتون؟

    فقال جيسوب:

    -تمنيت لو اني عرفت .

    -ولكنك تشتبه في شيء ما على الأقل ؟!

    فقال جيسوب في حذر :

    -هذا جائز فاختفاء بيترتون ليس الأول من نوعه .

    -هذا صحيح فقد قرأت عن الكثير من حوادث الاختفاء.

    واخذ الزائر يشير في كلمات سريعه إلى عدد من حوادث الاختفاء التي وقعت في العهد الأخير

    ثم عقب بقوله :

    -وكلهم من العلماء ، أليس هذا غريبا؟

    لبث جيسوب صامتا .

    فاستطرد الميجور جلايدر:

    -اتراهم ذهبوا إلى ماوراء الستار الحديدي؟

    -هذا احد الاحتمالات ولكنه ليس احتمالا قاطعا ، فمن المستحيل انهم انضموا إلى إحدى الجماعات السريه الفاشستيه او انهم ضاقوا بعملهم .

    -ولكنهم طبعا ذهبوا طواعيه واختيارا؟

    فقال جيسوب:

    -حتى هذا السؤال من الصعب الإجابة عليه.

    ثم اردف :

    -ولكن ماهو سر اهتمامك ببيترتون، وهو بالنسبة إليك ليس إلا مجرد نسيب عن طريق الزواج؟ بل إنك لم تقابله ابدا في حياتك .

    -هذا صحيح ولكن الأسره عندنا معشر البولنديين من الروابط الوثيقة وهي تفرض علينا التزامات لانملك ان نتحلل منها .

    ونهض جلايدر واقفا واحنى رأسه تحية في جفاء وقال:

    -يؤسفني ان شغلت من وقتك اكثر مما ينبغي ، شكرا على انك قابلتني

    نهض جيسوب واقفا وهو يقول :

    -يؤسفني انني لم استطع ان اساعدك ولكني احب ان اؤكد لك اننا لا نعرف شيئا على وجه اليقين، ولكن إذا بلغني اي نبأ فأين يمكن ان اتصل بك ؟

    -طرف السفارة الأمريكيه ، واكرر لك الشكر.

    وللمرة الثانيه انحنى تحية واستدار منصرفا.

    ورفع جيسوب سماعة التليفون يدعو الكولونيل هوارتون إلى مكتبه .

    وابتدره جيسوب قائلا:

    -اخيرا بدأت الأمور تتحرك .

    -حقا وكيف حدث هذا ؟!

    -مسز بيترتون تريد ان تسافر إلى الخارج.

    -أتراها تنوي ان تلحق بزوجها ؟

    -هذا ما ارجوه ، لقد جاءتني مزوده بتقرير طبي ينصحها بالسفر طلبا للراحه والاستجمام.

    -تدبير محكم منها.

    فقال محذرا:

    -ومع ذلك فقد تكون حقا مقبله على انهيار عصبي .

    تساءل هوارتون:

    -هل استطعت ان تنتزع منها شيئا؟

    -مجرد بادره ضعيفه، بيترتون كتم عن زوجته انه تناول الغداء في فندق دورسيت مع هذه المرأه المدعوه سبيدر.

    فغمغم هوارتون قائلا:

    -اتعتقد ان لهذا صلة باختفائه؟

    -ربما فقد سبق ان استجوبت كارول سبيدر، امام لجنة فحص النشاط المعماري لأمريكا / وإن كاننت قد استطاعت ان تثبت براءتها.

    -وهل اتصلت مسز بيترتون بإحد فأصدر إليها تعليماته بالسفر إلى الخارج ؟!

    -لم يزرها احد في بيتها وان كانت قد تلقت بالأمس خطابا من رجل بولندي هو ابن خالة بيترتون الأولى وقد كان هنا في مكتبي منذ قليل يستفسر عما لدي من أنباء.

    -أيكون هو الذي حرضها على السفر؟

    -هذا محتمل وإن كنت لا ادري الحقيقه

    -وهل تنوي ان تضعه تحت المراقبه ؟
    -----------------------------
    فأجاب جيسوب :

    -بل وضعته فعلا ، فقد دققت الجرس السري مرتين بمجرد خروحه من مكتبي ..

    فضحك هوارتون قائلا :

    -يالها من رموز سريه تفيد في حالات الاستعجال .

    وعاد هوارتون يتساءل :

    -وإلى أية جهة تنوي بيترتون أن تسافر ؟ إلى سويسرا؟

    -بل إلى مراكش او اسبانيا



    وقلب جيسوب بطرف اصبعه التقارير المكدسة امامه وقال:

    -هذان هما البلدان الوحيدان اللذان لم يرد إلينا منهما أي تقرير عن بيترتون.

    وتراخى جيسوب في مقعده وأسند رأسه على ظهر المقعد وهو يقول:

    -إنني لم اقم بعطلة منذ شهور ولعل مما يفيد صحتي ان أسافر إلى الخارج هذه الأيام ..

    فضحك هوارتون وقال :

    -طبعا إلى مراكش او اسبانيا، وفي اعقاب مسز بيترتون .

    والتقت نظراتهما في تفهم كامل .
    ------------------------
    " انتبهوا .. انتبهوا .. شركة إيرفرانس .. الرحلة رقم 108 إلى باريس.. "

    نهض الجالسون في قاعة الانتظار في مطار هيثرو وتقاطروا متحهين إلى الباب ينشدون الطائره التي ستقلهم إلى باريس.

    وتناولت هيلاري كرافن حقيبه سفرها الصغيره الحجم وانضمت إلى موكب المسافرين .

    كان الجو باردا لاذعا في ساحة المطار وشدت هيلاري معطفها الفراء حول عنقها تقي نفسها لسعات البرد وهي تتبع المسافرين إلى حيث تستقر الطائره.

    إذن فقد انتهى الأمر ، هاهي ذي منطلقة هاربه بعيدا عن الاكتئاب والبرد والبؤس المميت . هاربه إلى الشمس المشرقة والسماء الزرقاء الصافيه، إلى حياة دافقه .. وستطرح وراءها كل الهموم والأثقال، هذه الهموم المتسمه بالبؤس والقلق.

    وتابعت طريقها إلى ممر الطائره واستقرت على المقعد الذي أرشدتها إليه المضيفه .

    ولأول مره منذ شهور خالجها شعور بالراحة من العذاب الذي أمضّها بقسوة حتى لقد احست منه بما يشبه الألم الجسماني .

    تمتمت تحدث نفسها في امل ورجاء :

    - سأهرب ، سأبتعد ، نعم سأبتعد !

    وانتزعها من خواطرها هدير الطائرة الصاخب ولكنها مالبثت ان عادت تردد في نفسها :

    - الآن سأذهب وابتعد .

    وبدأت الطائره تنزلق على ارض الممر ، وقد شد المسافرون احزمة الوقاية على بطونهم . ودارت الطائره نصف دورة في ساحة المطار ثم توقفت تنتظر إشارة الرحيل.

    وخطر لها:

    - مايدريني لعل الطائرة قد تتحطم ، وعندها قد تكون تلك النهاية ، الحل الموفق لكل شيء.

    وخيل إليها انهم انتظروا في ساحة المطار وقتا طويلا لا ينتهي مترقبين إشاره الرحيل إلى الحريه.

    وهمست تخاطب نفسها :

    - يبدو أنني لن اسافر أبدا وسأظل هنا حبيسة لا استطيع الفرار.

    واخيرا هدرت المحركات من جديد وبدأت الطائره تجري على الممر الممهد المرصوف .. أسرع ثم اسرع .

    - ولكن من يدري .. ربما لن تعلو في الجو .. أتكون هذه إذن هي النهايه؟!

    ولكن الطائره اخذت تعلو في الجو وبدأوا يبتعدون عن سطح الأرض .. وبدا كل شيء صغيرا ضئيلا حتى الهموم تضاءلت وانكمشت وحتى القلق تبدد وتوارى وبدت الأبنية والسيارات وكأنها لعب اطفال .

    والآن كانوا فوق السحب البيضاء ، المشوبه بمسحه رماديه .. لا بد انهم الآن فوق القنال الانجليزي.

    وارخت هيلاري جفونها واطبقت عينيها ، واسندت رأسها إلى ظهر المقعد.

    الهرب، الهرب .. فها هي ذي قد غادرت إنجلترا إلى غير رجعه ، هاهي ذي قد تركت خلفها نايجل وتركت خلفها تلك البقعه الحزينه المقبضه التي هي قبر بريندا .

    كل ذلك تركته خلفها ، بعيدا ، بعيدا.

    وفتحت هيلاري عينيها ثم عادت تطبقهما مره اخرى ثم مالبث النعاس ان طغى عليها واستغرقت في النوم .

    ******

    وعندما صحت هيلاري من نومها كانت الطائره في طريقها إلى الهبوط .. لابد اذن انهم وصلوا باريس ..

    وزايلت كرسيها وحملت حقيبتها ونزلت من الطائره إلى سيارة المطار ولكنها لم تكن باريس تلك التي نزلوا فيها .

    اتت المضيفه الجويه إلى السياره وتحدثت إليهم بذلك الصوت الناعم الحنون المأثور عن المضيفات :

    - لقد اضطررنا أن نهبط في بوفيه لأن الضباب كثيف في باريس.

    ونظرت هيلاري من وراء زجاج السياره لكن الرؤيه كادت تستحيل عليها فقد كانت بوفيه هي الأخرى غارقة في الضباب. وتوقفت بهم السياره امام مبنى خشبي عتيق ليس فيه إلا بضعة مقاعد وأرائك من الخشب.

    وطغى على هيلاري شعور بالانقبائ حاولت ان تدفعه عن نفسها ، وغمغم الرجل الجالس قربها :

    - إنه مطار حربي قديم بلا تدفئه ولا شيء من وسائل الراحه، ولكن ما احسل وهم فرنسيون ان يبخلوا علينا بالشراب.

    ونطق الرجل حقا ، فما هي إلا لحظات حتى اتى مضيف يدور عليهم بأقداح الشراب.

    وتتابعت الساعات دون ان يقع جديد، فيما عدى طائرات تنبثق متتابعه من استار الضباب وتحط متزاحمه على ارض المطار الصغير وتكدست القاعه بمسافرين حانقين متذمرين من التأخير الذي طرأ على رحلاتهم.

    واخيرا عندما هبط الليل اتت سيارات الأوتوبيس لتحمل المسافرين إلى باريس.

    كانت رحله ممله مضجره انحشر الركاب في السيارات اربع ساعات إلى ان شارفوا ضواحي باريس فبلغوها وقد انتصف الليل .

    واسعد هيلاري ان تحمل حقيبتها وتستقل تاكسيا وتمضي إلى فندق حجزت لها فيه احدى الغرف ، وكانت متعبه مكدوده، تهفو إلى حمام ساخن تلوذ بعده بالفراش.

    وكان مقررا ان تبرح الطائره المسافره إلى كازابلانكا مطار اورلي في العاشره والنصف من صباح اليوم التالي ، بيد ان مطار اورلي في ذلك الصباح المعهود كان خليه من الفوضى والارتباك: مسافرون يروحون ويغدون ، موظفون يدخلون ويخرجون، حمالون يذهبون ويجيئون والطائرات مرصوصه على ارض المطار مكدسه متزاحمه إذ كان هناك تأخير في مواعيد السفر بسبب الضباب.

    وقال لها موظف الاستعلامات :

    - مستحيل يا سيدتي ان تسافري على الطائره التي سبق ان حجزت لنفسك فيها مقعدا فأرجوك ان تنتظري في قاعة الاستراحه حتى يخلو مقعد في طائره اخرى.

    وعلى مضض مضت إلى قاعة الانتظار ترقب مقعدا يخلو لتجلس عليه .

    وبعد ساعة قيل لها ان هناك مقعدا خاليا بالطائره المسافره إلى داكار، وفي الطريق إليها تهبط في كازابلانكا وإن كانت سوف تصل إليها متأخره ثلاث ساعات عن الموعد الذي كانت ترجوه.

    قال الموظف : هذا كل ما استطيع فعله لأجلك سيدتي .

    وتقبلت هيلاري كرافن المقعد المعروض عليها بغير تذمر او احتجاج دون ان تتشبث بالمقعد الذي سبق ان حجزته على الطائره الأصليه إلى كازابلانكا.

    وحين هبطت في كازابلانكا همس الخمال الذي اخذ حقائبها:

    - إنك لمحظوظه يا سيدتي أن اتيت بهذه الطائره الإضافيه بدلا من طائرة كازبلانكا الأصليه التي كان مفروضا ان تصل قبل هذه فإنها قد تحطمت ومات طاقمها ومعظم الركاب، فلم يبق منهم على قيد الحياة إلا اربعه اشخاص او خمسه نقلوا إلى المستشفى مصابين بإصابات جسيمه.

    كان اول رد فعل في نفسها أن طغى عليها شعور جارف بالغضب وعلى غير وعي منها اصطخب داويا في رأسها هذا السؤال:

    - ياإلهي لم لم اكن انا في هذه الطائره؟ لو إني كنت فيها لانتهى كل شيء. لا قلق ولا احزان ولا هموم. ألا ليتني كنت فيها. إن الذين استقلوا هذه الطائره كانوا متشبثين بالحياة أما انا فلكم كنت ارحب بالموت .

    وانهت إجراءاتها الجمركيه في دقائق قليله ومضت إلى إحدى سيارات التاكسي ذاهبه إلى فندقها. وفي غرفتها فتحت النوافذ واطلت على المدينه .. كانت السماء زرقاء صافيه والشمس مشرقة فياضة بالضوء.

    كان هذا ماترجوه .. كانت هذه هي الحياة التي سعت إليها .. الفرار .. الهرب ، بعيدا عن انجلترا. بيد انه في هذه اللحظه اعتصرت قلبها يد باردة ساحقه فقد ادركت في صدمه هزت كيانها ان الأمر هنا لا يختلف عما كان في انجلترا ، لا مهرب ولا فرار.

    كان قبر بريندا في انجلترا والماضي يجري في اعقابها ولا شيء يمكن ان يجعلها تنسى.

    إن الخلاص الوحيد في حبوب منومه تفرغ منها في احشائها قنينه كامله.

    وانبعثت واقفه وقد استقر رأيها على ان تبادر إلى الصيدليه، ففيها شفاؤها من المتاعب والهموم والأحزان.

    ومضت إلى الخارج مسرعه كي تعود بما يجعلها تنام تلك النومه الأبديه المريحه التي تهفو إليها ..

    *****

    كانت هبلاري كرافن تعتقد ان من السهل شراء الجبوب المنومه في البلاد الأجنبيه . ولكنها لدهشتها ما لبثت ان ادركت انها كانت مخطئه في ظنونها . فقج رفض الصيجلي ان يزودها إلا بحبتين اثنتين وان لها ان شاءت المزيد ان تأتيه بتذكره طبيه. فشكرته هيلاري ودست في حقيبتها الحبتين . وفيما هي تغادر الصيدليه كادت تصطدم برجل طويل القامه جاد السمات ، فاعتذر لها بأدب بالانجليزيه. وسمعته وهي تنصرف يسأل الصيدلي عن معجون اسنان.


    واحست بغصه انقبض لها قلبها فقد كان المعجون الذي طلبه من الماركة نفسها التي يؤثر نايجل استعمالها. وعبرت الطريق إلى الصيدليه المقابله واتبعتها بغيرها حتى اكتملت اربعا ولفت نظرها ان لمحت في الصيدليه الثالثه الرجل الجاد السمات نفسه ذا الوجه الذي يشبه وجه البومه، وكان يسأل عن معجون الأسنان نفسه الذي طلبه في الصيدليه الأولى.


    عادت هيلاري إلى فندقها ، فأبدلت ملابسها ونزلت تتناول العشاء وقد كادت القاعه تقفر من النزلاء ولكنها لمحت رجل معجون اسنان، جالسا إلى مائده ملاصقة للجدار يتناول طعامه وقد نشر امامه صحيفه فرنسية واستغرق في قراءتها.

    وامرت لنفسها بطعام شهي وزجاجة من النبيذ ، واقبلت تأكل وتشرب بنهم وهي تردد في نفسها:

    - وبعد فتلك هي المغامره الأخيره ثم ينتهي كل شيء.

    وصعدت إلى الغرفه وقد فرغت من الطعام فأغلقت الباب وراءها بالمفتاح وخلعت ثيابها وتناولت اللفافات الأربع التي اتت بها من الصيدليات وفضتها وتناولت منها الحبوب المنومه ورصفتها على المنضده امامها ومضت تتأملها بصمت .

    لم تكن متردده ولم تكن خائفه فذلك هو سبيل الخلاص .. ذلك اخيرا هو الفرار .. الفرار الحقيقي.

    والأمر بعد هين بسيط : تبلع الحبوب وتزدردها بجرعه من الماء ثم تستلقي على الفراش وتنام ثم لا تستيقظ ابدا من النوم .

    لم يكن في نفسها من الدين وازع يردها عما هي بسبيله فقد اتت وفاة بريندا على كل ما بنفسها من شعور ديني ، فليس ثمة شيء له عندها قيمه او اهميه.

    نعم إنها الآن بلا قيد يعرقل خطاها ، متأهبه للشروع في رحلتها إلى المصير المجهول.

    ومدت يدها وتناولت الحبه الأولى رفعتها إلى فمها .. وفي هذه اللحظه طرق باب الغرفه نقرات خفيفه. قطبت هيلاري جبينها وتجمدت يدها في الهواء قبل ان تبلغ فمها. ولكنها لزمت مكانها لا تفتح الباب معما يكن من امر فهي لن ترد عليه فلا يلبث ان ينصرف .

    ولكن الطرقات عادت تدق الباب من جديد ، وفي هذه المره كانت بصوت اشد واعلى. وفجأه اتسعت عيناها دهشه وهما مستقرتان على الباب..

    رأت المفتاح الذي في ثقب الققل من الداخل يدور حول نفسه ثم يقفز من صثبه إلى الأرض مرسلا رنينا معدنيا ، ثم رأت مقبض الباب يتحرك ويدور ثم انفتح الباب وإذا برجل يدلف إلى الغرفه.

    عرفت فيه على الفور ذلك الرجل الجاد السمات الذي رأته من قبل مرتين في الصيدليه يشتري معجونا للأسنان ثم رأته يتناول بعد ذلك عشاءه في الفندق.

    واستدار الشاب فأغلق الباب وتناول المفتاح من على الأرض ودسه في الثقب و اوصده ثم جاء عبر الغرفه إليها واستوى على احد المقاعد جاسا وقال في بساطه:

    - إنني أدعى جيسوب.

    تضرج وجه هيلاري احمرارا ومالت إليه عبر المنضده التي بينهما وفي صوت يخالطه الغضب سألته:

    - هل لي ان اسأل عما اتيت تفعله في غرفتي؟

    حدجها بنظره طويله ثاقبه وقال يسأل :

    - ما أعجب هذا !! إنني أنا الذي اتيت اسألك عما تفعلين انت في غرفتك؟

    حملقت فيه باستغراب وتساءلت :

    - إنني لا افهم ماتعني ؟!

    فأدار رأسه يتأمل الحبوب المنومه على المنضده ثم تطلع إليها قائلا:

    - لو انني مكانك لما فعلت هذا، فليس الأمر كما تظنين.. إنك تعتقدين انك تتناولين الأقراص ، وتستغرقين في النوم ثم لا تنهضين أبدا ولكن ماسوف يحدث شيء غير هذا تماما.. فستعانين أعراضا اليمه .. تقلصات وقيء وآلام تمزق المصارين .. وإذا كانت طبيعة جسمك مقاومه للمخدرات ، فإن الحبوب المنومه لا تبدأ فعلها إلا بعد فتره طويله ، وفي خلال هذه الفتره يعثرون عليك ويحاولون انقاذك ، وتتعرضين لأشياء مؤلمه غسيل معده ، زيت خروع ، قهوه ساخنه كما يهزونك بعنف ويلطمون وجهك حتى تستفيقي ، فهل انت مستعده لهذا؟

    تراخت مسز كرافن في جلستها واغتصبت ابتسامه خفيفه وقالت:

    - يالها من فكره سخيفه !! إذن فأنت تتخيل أنني كنت انوي الانتحار؟

    - إنني لا اتخيل ، ولكني على يقين .. فقد دخلت إلى الصيدليه لأشتري معجونا للأسنان حين كنت هناك تطلبين حبوبا منومه ولما لم اجد النوع الذي ابغيه ذهبت إلى صيدليه اخرى فإذا بك امامي تشترين حبوبا للمرة الثانيه وبدا لي الأمر غريبا فرأيت ان اتعقب خطواتك لأرى مايكون من امرك وطبعا لم يكن من العسير علي بعد ذلك ان اتكهن بما تنوين.

    - إنك قد تقدر ان تمنعني الآن من الإنتحار ، وقد تقذف بالحبوب من النافذه ولكنك لن تقدر ان تصدني غدا عن شراء حبوب اخرى او ان القي بنفسي إلى الطريق من سطح عماره عاليه ، او ان ارتمي أمام قطار مسرع .

    - إنك قد تحاولين ان تنتحري اليوم ، هذا صحيح ولكن إذا جاء الغد ثاب المنتحر إلى رشده وعاوده صوابه ، هذا عادة مايحدث للمنتحرين.

    - هذا اذا كان المنتحر قد اقدم على فعلته وهو في فورة يأس مفاجئ أما انا فقد تدبرت الأمر في هدوء وبرود حتى استقر عليه عزمي .. ألا تعلم يا مستر جيسوب أنني امرأة ليس لديها ماتعيش من اجله، وما يجعلها تتشبث بالحياة؟

    ثم اردفت :

    - زوجي الذي همت به حبا هجرني، وابنتي الوحيده التي اعبدها ماتت بالالتهاب السحائي، وانا بعد امرأه بلا اصدقاء او اقارب وليس لي هوايه تستهويني او عمل يشغلني ، فلم اذن اعيش؟

    وبعد سكتة قصيره ، رفعت إليه رأسها قائله:

    - والآن يا مستر جيسوب هل لك ان تنصرف وتتركني لشأني ؟

    - لم يحن الوقت ، فإنني لم افرغ بعد من حديثي.

    ثم استطرد على عجل :

    - الآن عرفت انك كارهه لدنياك غير متشبثه بالحياة وانك تنوين الانتحار ولكن الذي اتساءل عنه هو : لم آثرت الحبوب المنومة وسيلة للانتحار؟

    فبدت الدهشة في عينيها وتساءلت:

    - ماذا تقصد؟

    - لقد عرفنا ان الحبوب المنومه غير مضمونه النتيجه ، فضلا عما يصاحبها من الام وكذلك الشأن بالنسبة إلى الارتماء تحت القطار ، او إلقاء نفسك من مبنى مرتفع، إنك قد تصابين بعاهه او بالشلل او ببتر ذراعيك اوساقيك ، ولكنك ستعيشين. هناك طرق اخرى للانتحار انجح واضمن.

    - طرق اخرى

    - طبعا.. طرق اخرى حافلة بالإثاره والمتعه ومع ذلك فلست اكتمك انك قد تنجين من الموت ، ولكنك على الأقل ستجدين فيها تسليه وطرافه تشغل فراغك وتبدد همومك .

    فهزت رأسها في حيرة وتساءلت:

    - الحق اني لا ادري فيم تتحدث .

    لاذ بالصمت برهة ثم اردف:

    - لكي تدركي ما ابغي لابد ان اروي لك قصه صغيره فهل لك ان تعيريني سمعك؟

    - إني مصغيه إليك فهات ماعندك.

    - إنك طبعا تطالعين الصحف ولابد انك قرأت حوادث اختفاء بعض العلماء في الشهور الأخيره وكان اخرها اختفاء عالم الذره توماس بيترتون.

    فقالت هيلاري:

    - نعم لقد قرأت عنه في الصحف.

    واستطرد جيسوب:

    - إننا في بلد حر ولمن شاء ان يرحل أنى شاء.. ولكن في مثل هذه الظروف يجب ان نعرف لماذا اتختفى هؤلاء القوم، واين ذهبوا وكيف ذهبوا؟ . هل اختفوا طواعيه واختيارا من تلقاء انفسهم ، ام انهم اجبروا على الذهاب او اختطفوا او هددوا وما هو الطريق الذي سلكوه في سفرهم وما هي المنظمة التي تتولى امرهم وماهو الهدف الذي ترمي إليه المنظمه. إننا نسعى إلى رد شاف على هذه الأسئله ولعل في مقدورك انت ان تساعدينا في الحصول على جواب لهذه الأسئله.

    - أنا ، ولكن كيف ؟! ولماذا؟!

    فقال جيسوب:

    - منذ شهرين اختفى توماس بيترتون فجأه وهو في باريس تاركا امرأته في لندن وقد نزل اختفاؤه عليها نزول الصاعقه ، او كذلك ادعت وزعمت وقد اقسمت على انه ليس لديها اية فكره عن مكانه وانها لا تعرف من الأمر شيئا، وقد تكون صادقه في اقوالها ، او كاذبه ، وانا من الذين يعتقدون انها كاذبه

    وتابع جيسوب الحديث قائلا:

    - وضعنا مسز بيترتون تحت المراقبه الدقيقه ومنذ اسبوعين جاءت تزورني في مكتبي وذكرت لي أن طبيبها امر بأن تسافر إلى الخارج للراحة والاستجمام لأنها ضاقت بأصدقائها واقاربها والمخبرين والصحفيين الذين لا يفتأون يلحون بالسؤال عن زوجها وكيف اختفى حتى لقد كادت تصاب بانهيار عصبي . وبالأمس غادرت مسز بيترتون إنجلترا إلى كازابلانكا.

    فقالت متبرمه :

    - ولكن ما شأني انا بكل هذه القصه؟

    فأجابها جيسوب باسما:

    - إن لك شأنا كبيرا لأن شعرك احمر .

    - ماذا تقصد؟

    - اهم مايمز مسز بيترتون هو شعرها الأحمر النحاسي واهم مايميزك انت ايضا هو الشعر الأحمر النحاسي نفسه.

    - فليكن ، مجرد صدفه ، ولكن ما اهمية ذلك؟

    - أهميته ان طائرة كازابلانكا التي سافرت فيها مسز بيترتون تحطمت وقتل معظم من فيها اما هي فأخرجت من تحت الأنقاض وماتزال على قيد الحياة وقد نقلت إلى المستشفى ولكن الأطباء يرون انها لن تعيش إلا حتى صباح الغد.

    ظلت هيلاري تتابعه بعينين تتساءلان عما يبغي منها.

    واستطرد جيسوب:

    - غدا ستلفظ مسز بيترتون انفاسها الأخيره ، ولكنها مع ذلك ستواصل رحلتها لأنك ستتقمصين شخصيتها وتنتحلين اسمها.

    ظلت هيلاري تحملق فيه كالمشدوهه فاغرة فمها، ثم قالت :

    - ولكنهم طبعا سيعرفون في الحال أني لست مسز بيترتون؟!

    - هذا يتوقف على الذين سيقابلونك ، وهل سبق ان رأوا مسز بيترتون من قبل ؟ إن مثل هذه المنظمات تعمل عادة اسلوب الخلايا المستقله فكل خليه مكونه من ثلاثة او اربعة اشخاص لا يعرفون الخلية الأخرى، حتى إذا وقعوا في يد الشرطه استحال عليهم ان يشوا بالآخرين ، لأنهم لم يروهم من قبل. ومعنى هذا ان الذين سوف تلتقي بهم مسز بيترتون لا يعرفون عنها إلا انها ذات شعر احمر نحاسي وعينين زرقاوين خضراوين / وطولها خمسة اقدام وسبع بوصات وليست لها علامات مميزة ، هذه هي الأوصاف المدونه في جواز سفرها ومن حسن الحظ أن هذه الأوصاف جميعا تنطبق عليك.

    فقالت معترضه :

    - ولكني لا اكاد اعرف شيئا عن مسز بيترتون!

    - سنزودك بما يكفي من المعلومات وسندبر الأمر على النحو التالي ، ستدخلين المستشفى ، وعندما يحين القضاء وتموت مسز بيترتون ستحلين مكانها وتنتحلين اسمها اما هي فتدفن متخذه اسمك انت ، اي سيقال أن التي ماتت هي انت . اما مسز بيترتون اي انت فسيقال انها اصيبت بارتجاج في المخ في كارثة الطائره ، وهذا يتيح لك فرصة التخلص من المآزق التي قد تقعين فيها بأن تتظاهري بفقدان الذاكره من حين لآخر . ومع ذلك فقد ينكشف سرك وتقتلين ، ولكني لا احسبك تبالين بالموت مادمت لا تقيمين وزنا للحياة وتنشدين الانتحار ، فما رأيك ؟! اتقبلين هذه المهمه؟

    ودون تردد اجابت هيلاري كرافن :

    - ولم لا ؟ لقد قبلت ان اكون مسز بيترتون.

    فقال جيسوب:

    - إذن هيا بنا فلا وقت لدينا لنضيعه.
    -------------------------
    على مقعد حديدي صلب جلست هيلاري كرافن بجانب الفراش الذي ترقد عليه اوليف بيترتون معصوبة الرأس بالضمادات غائبة عن الوعي .وعلى الناحية الأخرى من السرير وقفت إحدى الممرضات والطبيب يتأملان المصابة . اما جيسوب فكان جالسا في ركن من الغرفه .

    وتحول الطبيب إلى جيسوب قائلا بالفرنسية :

    - لن يطول الأمر ، فإن النبض ضعيف جدا .

    - ولكن هل تموت قبل ان تسترد وعيها؟!

    - هذا ما لا استطيع ان اقطع به .. ربما استردت وعيها في اللحظات الأخيره .

    - الا تستطيع ان تعطيها منبها؟!

    هز الطبيب رأسه نفيا .. وغادر الغرفة والممرضه في اعقابه.

    قال جيسوب يخاطب هيلاري كرافن :

    - لكم كنت اتمنى ان تسترد وعيها ولو لحظات حتى احصل منها على شيء من المعلومات ، اي شيء مجرد كلمة عابره، مجرد إشاره او كلمة السر. حاولي ان تنصتي إليها جيدا ، وإذا تكلمت فحاولي ان تستدرجيها فقد تنطق بشيء حتى في غيبوبتها .

    - وهل نصارحها بأنها تحتضر وانها لن تعيش؟!

    - لا ادري يجب ان افكر في هذا ...



    ****

    مضت هيلاري تتأمل المرأه الراقده على الفراش .. ترى هل جاءت حقا إلى مراكش لتقابل ذلك الزوج الذي اختفى؟ ام انها كانت موشكه على الانهيار فجاءت تنشد الراحة والاستجمام؟!

    ومر الوقت حتى انقضت ساعتان ، ثم فتح الباب وجاء الطبيب يعود مريضته مره اخرى .

    جس نبضها ، ثم قال:

    - هناك بعض التغير وإن كان كل شيء يوشك ان ينتهي .

    وتململت المريضه في فراشها قليلا وفتحت عينيها لتجد نفسها تتطلع مباشرة في عيني هيلاري، ثم عادت واطبقتهما من جديد.

    وهمست في صوت لا يكاد يبين:

    - اين انا ؟!

    وفي رفق اخذ الطبيب بيدها وأجاب :

    - إنك في المستشفى ياسيدتي ، لقد وقع حادث للطائرة .

    فردت هامسه :

    - الطائره ؟!

    وسألها الطبيب :

    - اتريدين ان تتصلي بأي شخص هنا في كازابلانكا؟ إننا نستطيع ان نبلغه أية رسالة منك.

    فرفعت إلى الطبيب عينين باديتي الألم وردت :

    - لا .

    ثم عادت من جديد إلى هيلاري وتساءلت :

    - من انت ؟

    فمالت هيلاري فوقها وفي صوت جلي واضح النبرات قالت :

    - إني قادمه لتوي من انجلترا على إحدى الطائرات ، فإذا كان في وسعي ان افعل شيئا لأجلك فأخبريني على الفور.

    - لا .. لا شيء .. إلا إذا...

    وصمتت . فتطلع الطبيب إلى المرأتين ثم مضى يغادر الغرفه وفي اعقابه الممرضه. وخلت المرأتان كل إلى صاحبتها وبدا ان مسز بيترتون تجاهد لكي تنطق بشيء فقالت:

    - أخبريني .. اخبريني .. هل؟! هل...؟!

    وادركت هيلاري دون عناء ما تسأل عنه مسز بيترتون فأجابت :

    - نعم إنك تحتضرين .. أهذا هو ماتريدين ان تسألي عنه؟! والآن سأحاول ان اتصل بزوجك فهل تريدين إبلاغه رسالة منك؟!

    - أخبريه .. أخبريه ان يكون على حذر .. بوريس .. بوريس .. بوريس شخص خطر.

    وتسارعت انفاسها لاهثه وتنهدت .. ومالت هيلاري فوقها تسألها :

    - ايمكنك ان تذكري لي شيئا يساعدني في رحلتي .. اي شيء يمكنني من الاتصال بزوجك ؟!

    - الثلج.

    استبدت الحيرة بهيلاري وجعلت تردد الكلمة في دهشه :

    - الثلج؟! الثلج؟!

    ومضت تكررها تباعا دون ان تفقه المقصود منها .

    فلاحت على شفتي المحتضره ابتسامه واهنه ثم ضحكت ضحكه مخنوقه لا تكاد تسمع وانفرجت شفتاها عن اغنيه شائعه من اغنيات الطفوله :

    " الثلج ، الثلج ، الثلج الجميل .. تدوسين على قطعه منه وتنزلقين .. ثم تذهبين .. تذهبين"

    واخذت المحتضره تردد بصوتها الواهن الضعيف :

    - تذهبين .. تذهبين .. إذهبي وحدثيه عن بوريس .. إني لا اصدق هذا .. لا استطيع ان اصدق ولكن ربما كان صحيحا .. وإذا كان فيجب ان يكون على حذر..

    واختلجت العينان والشفتان .. وماتت اوليف بيترتون ..



    *****



    كانت الأيام الخمسه التاليه اياما مضنيه مرهقه .. لازمت هيلاري كرافن في المستشفى غرفة خاصه لا تبرحها ، منهمكه في تلقي دروسها ، وفي كل مساء تمتحن فيما تلقنته طوال ساعات النهار ..

    على ورقة أمامها سطرت كل المعلومات التي يعرفونها عن اوليف بيترتون ، وكان على هيلاري ان تعيها في ذاكرتها . المنزل الذي كانت تسكنه اوليف ، الخدم الذين عملوا لديها ، اسماء الاقارب والأصدقاء ، واسم كلبها المدلل وطائر الكناريا.. كل التفاصيل الخاصه بحياتها خلال الستة شهور الماضية منذ تزوجت .. حفلة القران وأسماء الوصيفات، مالذي كانت تفضله مسز بيترتون من طعام وشراب ..



    وضاقت هيلاري بكثرة ما لقنت .. فسألت جيسوب :

    - هل لهذا كله اهميه ؟!

    - ربما نعم ، ربما ، ولكن ينبغي ان تكوني متأهبه لكل المفاجآت فقد تباغتين بسؤال ، أي سؤال ، فيجب ان يكون الرد حاضرا ، دون اي تفكير او تردد .

    واخذ يلقنها دروسا في الشفره وفي الكتابه السريه وفي وسائل الاتصال الخفيه. واخيرا ابدى جيسوب رضاه وارتياحه قائلا:

    - إنك في الحق تلميذه نجيبه، يمكن الركون إليها..إنني احب ان اذكر لك انك لن تكوني منعزله عنا .. فسوف نكون اتبع لك من ظلك معظم الأوقات ..



    وتساءلت هيلاري :

    - وماذا يكون من امري عندما ابلغ نهاية المطاف .. اي عندما ارى نفسي وجها لوجه امام توماس بيترتون؟!

    فهز جيسوب رأسه بجديه وقال:

    - هنا موضع الخطر .. إذا سارت الأمور على الصورة التي نتخيلها فإننا سنكون بجانبك ، نحميك ونذود عنك .. ولكن يجب ان اذكرك بما سبق ان قلته لك وهو ان المخاطره هي اساس هذه المهمه .. فمن المحتمل ان ينكشف امرك فيكون القتل مصيرك ..



    ثم اردف :

    بعد خروجك من المستشفى ستنزلين في الفندق نفسه الذي حجزت فيه مسز بيترتون غرفه لها وسوف ترتدين ملابسها وتنسقين شعرك على الطراز الذي اعتادته . وقد عهدنا إلى طبيب من اطباء التجميل ان يدرس وجهك وأن يلصق عليه بعض رقائق البلاستيك تجعلك ادنى شبها إلى أوليف بيترتون . وحتى إذا فطن أحد إلى التحامها فسوف يعزو هذه الآثار إلى حادث الطائره .



    وتأملته هيلاري بنظرة تقدير وإعجاب وقالت :

    - الحق انك دقيق في عملك لا تغفل شيئا.

    - هذا واجبي لأن اتفه الهنات كفيله بأن تفسد ادق التدبيرات . والآن ارجو ان تقصي علي ماحدث بينك وبين اوليف بيترتون. هل تلفظت بشيء قبل ان تموت ؟!

    وروت له ماسمعته من المرأة التي كانت تحتضر وقالت:

    - واهم مارددته هو قولها " قولي له ان بوريس شخص خطر"
    كلمات مفتاحية  :
    قصة رواية قصص رويات عالمية

    تعليقات الزوار ()