عناصر مؤيدة لحزب الله خلال مسيرة في لبنان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- انشغل الشارع اللبناني الجمعة بحلقة ضمن برنامج حواري شهير جرى بثها ليل الخميس، تناولت التوترات الأمنية وظاهرة انتشار السلاح بين مختلف الأطراف، والشائعات التي تدور حول احتمال وقوع صدامات على خلفيات مذهبية وطائفية خلال الأيام المقبلة بعد صدور القرار الظني بقضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري.
وأبدت جهات حكومية قلقها العميق من مضمون الحلقة، بينما أصدر الجيش بياناً قال فيه إنه "لن يسمح للمصطادين بالماء العكر، الربط بين الاختلافات السياسية ومسيرة الأمن والاستقرار،" كما أكد أن وحداته لن تنقسم في الصراع الداخلي، في حين تواصلت ردود الفعل بين القوى السياسية حول زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، ومضمون خطاباته حول الوضع المحلي.
فليل الخميس، بثت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC حلقة من برنامج "كلام الناس" الحواري المتابع بشكل واسع في لبنان، ويقدمه الإعلامي مارسل غانم، جرى خلالها عرض تقارير حول التسلح والمواجهات المرتقبة بين الأحزاب والطوائف اللبنانية، إلى جانب رسم خارطة لـ"خطوط التماس" الممكنة على الأرض.
وفي وقت لاحق، اتصل وزير الإعلام، طارق متري برئيس مجلس إدارة LBC، بيار الضاهر، بعد تلقيه مكالمات عديدة "تستغرب أو تنتقد ما كان يبثه البرنامج من مقابلات."
أما المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، فقد أصدر بياناً جاء فيه أنه: "في ضوء ردود الفعل التي أثارتها الحلقة الأخيرة من البرنامج، وما نقل عن هذه الحلقة من إثارة للعصبيات وأجواء الفتنة.. باشر المجلس الوطني للإعلام وضع يده على هذا الملف وأجرى الاتصالات اللازمة."
أما مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، فأصدرت بياناً على شكل نشرة توجيهية للعسكريين جاء فيه: "تكاثر في الآونة الأخيرة إطلاق الشائعات والتكهنات، حول مصير الأوضاع في البلاد، نتيجة انعكاس الصراعات الدولية والإقليمية على الساحة الداخلية، والاحتمالات التي ستعقب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية، وما يستتبع ذلك من إمكان حصول فتنة طائفية، وتهديد لوحدة المؤسسات العسكرية والأمنية."
وتابع البيان بالقول إنه "لا مؤشرات في المرحلة الراهنة، لانعكاس النزاعات المختلفة في المنطقة سلبيا على الساحة الداخلية،" وانتقد ما وصفه بـ "توغل البعض في فبركة الشائعات أو الترويج لها، لا سيما ما يتعلق بوحدة المؤسسات العسكرية والأمنية وفي طليعتها الجيش، لدى صدور القرار الظني المرتقب."
وأكد البيان أن الجيش "هو في أشد حالات التماسك كما كان، لا بل أكثر،" واعتبر أن مهمته الأساسية في الدفاع عن الحدود "لن تؤثر على استعداده للقيام بواجباته الأخرى، وفي مقدمها الاستمرار في تعقب الإرهابيين والعملاء، وحماية السلم الأهلي."
وجاء الموقف المثير للانتباه من الجيش اللبناني بعد أن انتقد المشاركون في البرنامج ليل الخميس وقوف الجيش على الحياد في مواجهات السابع من مايو/أيار 2008 بين عناصر المعارضة، بقيادة حزب الله الشيعي، وعناصر مؤيدة للحكومة يغلب عليها الطابع السني، انتهت بسيطرة المعارضة على أحياء واسعة من بيروت.
وتدور منذ فترة في الصحف اللبنانية معلومات وشائعات حول توزيع للسلاح بكميات كبيرة في العديد من المناطق، على مناصري الأحزاب المختلفة، تمهيداً لمواجهات قد تقع بعد صدور القرار الظني باغتيال الحريري، خاصة بعد إعلان حزب الله عن توفر معلومات لديه حول إمكانية اتهام عناصر تابعة له بالضلوع في العملية.
وقد سبق لمجلس الوزراء اللبناني أن طلب من القوى الأمنية متابعة هذا الملف، وقد جرى إعداد تقرير مفصل من قبل أجهزة الاستخبارات.
تباين حول نتائج زيارة نجاد
إلى ذلك، تفاوتت ردود الفعل حول نتائج زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، التي استمرت ليومين في بيروت، وقال "تجمع علماء جبل عامل" الذي يضم رجال دين شيعة على صلة بحزب الله إنه "يرحب بالمواقف الجريئة التي أطلقها الرئيس الإيراني دعما للبنان واللبنانيين."
أما حزب "الكتلة اللبنانية" المعارض لتوجهات حزب الله، فرأى أن زيارة نجاد "حولت لبنان ساحة مواجهة بين قوى إقليمية غير عربية، فخطاباته النارية تجاه إسرائيل من منابر لبنانية تعطي إسرائيل الحق تجاه المجتمع الدولي في تشددها وإيجاد الذرائع للانقضاض على لبنان.
وتابع الحزب منتقداً حزب الله، وتصريحات أمينه العام، حسن نصرالله، الذي أكد التزامه بطرح "ولاية الفقيه" في إيران فقال إن الحزب "يطبق السياسة الإيرانية بحذافيرها، فهو يريد أن يكون مرادفا للجيش لا أن يذوب بالمؤسسة، كما تريد مؤسساته أن تكون مرادفة لأجهزة الدولة لا تابعة لها."
يشار إلى أن الرئيس الإيراني كان قد ألقى كلمة في الضاحية الجنوبية لبيروت، تطرق فيها ضمناً إلى قضية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، والاتهام الذي قد يوجه لحزب الله قائلاً: "في لبنان نجد أن يد الغدر الآثمة قد امتدت إلى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنها، ثم نرى بعد ذلك كيف تلفق الأخبار وكيف تستغل المجامع الحقوقية التابعة لأنظمة الهيمنة لتوجيه الاتهام إلى بقية الأصدقاء سعياً للوصول إلى المرامي المشؤومة والباطلة عبر زرع بذور الفتنة والتشرذم."