إن الدخول في نفق الفلسفات المادية الغربية يقود المسلم مع الوقت إلى تعاطي مصطلحات الخطاب المادي الغربي بما فيها من مخالفات عقدية خطيرة دون أن يشعر ، ومن ذلك قول أحد المدربين المشهورين : [ لا مكان لكلمة مستحيل ، إذا نويت أن أحقق هدفاً فلا بد أن يتحقق ، إذا نويت أنا أنه يتحقق ] - هداه الله ورده إلى الحق ردا جميلا - .
كلنا نتذكر قصة قارون في القرآن الكريم ونظريته في كيفية تحقيق الثروة والنجاح ، وأن ذلك يخضع لأسباب مادية بحتة ، قال تعالى حاكياً ذلك الفهم المغلوط عند قارون عن كيفية تحقيق الثروة والنجاح : ( إنماأوتيته على علم عندي ) هذا هو حال الفلسفات المادية الغربية، وهو حال أصحاب مذهب القدرية الذين يزعمون أن الإنسان يخلق فعله .
وهذاهو واقع [ نظريةالجذب] ! التي تقوم على فكرة أنك تستطيع أن تجذب إليك ماتريد ، بمجرد أن تفكر فيه، أي أن عقل الإنسان يصبح بذلك القانون جهاز استقبال [ ري سيفر] للقدر ، فقط ما عليك الا أن تفكر بما تريد فيأتيك طائعا مختارا " شبيك لبيك القدر بين إيديك " نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد و يميتنا عليه.
أما من يقولون: إن هذه الأمور تدخل في نطاق التفاؤل، وأن الإصرار يصنع المعجزات، فيقال لهم : أين أنتم من قوله تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد)؟!
- وأين أنتم من الإيمان بالقدر خيره وشره ؟!
- وهل أنتم أفضل عند الله سبحانه وتعالى من الأنبياء عليهم السلام الذين كذبوا؟!
- وهل أنتم أكثر جلداً وصبراً من نبي الله نوح عليه السلام الذي مكث وهو يدعو قومه قرابة الأ لف عام، ومع ذ لك ( ما آمن معه إلا قليل )؟!
- وهل أنتم أفضل عند الله من حبيبنا وقدوتنا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
- أم هل أنتم أكثر تفاؤلآ منه صلى الله عليه وسلم؟! ومع ذلك ناله من الابتلاء ما ناله ، قال تعالى : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) .
أحبتي في الله ، هل من عودة الى نور الوحي ، فقهاً وتدبراً ، ولا يكن حالنا كما حذر ابن تيمية رحمه الله في لاميته :
قبحاً لمن نبذ الكتاب وراءه ،،،، واذا استدل يقول قال الأخطل
عن موقع التاريخ للكاتب د . خالد بن محمد الغيث عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى