كان لي .. بلدة صغيرة..
وأتراب صغار ..
وكانت محبو بتي جميلة ..
بهية..بعينها حوار ..
كنا نلعب بين الأزهار ..
نحلق كالأطيار ..
لم نعرف يوما غدراً
لم نقطف من بلدتنا زهراَ.
لم نفسد جدران حديقتنا ..
لم نفسد صفاء طفولتنا ..
كنا فقط صبية صغار ..
يجمعنا حب ولهو .. وشجار ..
وخصام ما يلبث أن يتحول لبكاء ..
وبكاء يعقبه ضحك .. وهزار..
وحين كبرنا …
أدركنا أن بلدتنا صارت سجنا ..
وحديقتنا صارت كهفاً..
والبستان .. قطعة نار ..
والسجان يداعب شاربه ..
ويحلفنا بالقرآن ..
أن نبقى برءا كما كنا..
أتراب صغار ..
مذياع بلدتنا الأوحد .
لا يعرف صوت الحب ..
لا يعرف طعم الود …
يصحو .. ويغفو ..
على أنباء خراب ودمار ..
رائحة البارود تزكم انفي ..
وبلدتي صارت تحت عدوي ..
وبستاني صار لغيري
ودمائي تجري هدراً
لسقيا أبناء العار ..
حملت عصاي ..
ورحلت بعيداً
وفي قلبي تسكن جدران الدار ..
وبلدتنا صارت حلماً ..
ارويه لأطفالي ..
كان لي ارض ودار ..
وأتراب صغار ..
ومحبوبة جميلة ..
لا تلبث أمهم صمتا ..
فتكشر عن أنياب وتغار ..
مازالت ذكرى المحبوبة ..
تؤرقها ..
رغم غياب البلدة ..
وضياع الدار ..
مازالت تغفو ..
وتصحو ..على موالي
كان لي أتراب صغار ..
وبلدة ودار ..
وحكاية أرضي المسلوبة..
وحكاية بوم ..
طردت عصفوري ..
من بستاني ..
فما عاد يغني ..
ويناديني عند الأسحار ..
وغريباً يبحث عن وطن يؤويه..
وفقيراً يبحث عن مال يغنيه ..
ومازال الحلم يراودني ..
أ أعود لأرضي ..
لبلدي ..
لأترابي الصغار ..
ويكون لي مثل كل الخلق ..
زوجة ودار ..
ولأبنائي .. أتراب صغار ..
من يدري