بتـــــاريخ : 9/18/2010 7:31:43 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 727 0


    لسنا ضيوفاً يا نيافة الأنبا

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أيمن الجندي | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    ضيوف نيافا الانبا

    صُدمت حين قرأت هذه الفقرة من حوار الأنبا بيشوى مع «المصرى اليوم» المنشور فى يوم الأربعاء الموافق 15 سبتمبر 2010، الذى صنّف فيه المسلمين كضيوف، والأقباط كأصل البلد!
    ضيوف؟ أنا ضيف؟ أبى ضيف؟ جدى ضيف؟ وجد جدى ضيف؟.. سمعنا أن الضيافة ثلاثة أيام، وهذه أول مرة نعرف أنها تدوم ألفاً وأربعمائة عام!
    وإذا كان المسلمون ضيوفاً على المسيحيين كون المسيحية نزلت أولا، فهل - بنفس المنطق - يُعتبر المسيحيون ضيوفاً على ديانات قدماء المصريين الموجودة قبلها؟!
    مكمن الخطورة أن الأنبا بيشوى يشغل منصباً كنسياً رفيعاً، ومرشح بقوة لخلافة البابا شنودة، فإذا كان هذا الكلام يقال علنا من مسؤول خطير فماذا يدور إذن فى الغرف المغلقة؟!
    ■ ■ ■
    يمكننى أن أقول عشرات الأشياء تفنيدا لمقولة (الضيوف). يمكننى أن أقول إن كل مصرى هو قبطى بالضرورة سواء كان مسلماً أم مسيحياً، لأن كلمة (قبطى) تعنى «مصرى»، والمسلمون لم يهبطوا على مصر بالباراشوت، فجيشهم الذى فتح (وليس غزا) مصر كان أقل من خمسة آلاف رجل، بعضهم ظل فى مصر ومعظمهم عاد إلى بلاده، فكيف صاروا أغلبية إلا إذا كان أهل مصر اعتنقوا الإسلام؟
    (أسلمة) مصر تمت على وقت طويل جدا استغرق مئات الأعوام، ولم يكن تعداد المسلمين بعد مائة عام من الفتح يزيد على عشرة فى المائة، وهذا ينفى العنف والإكراه، ناهيك عن أن مصر لم تكن يوما مسيحية بالكامل، وأقباطها لم يكونوا الحاكمين عليها وإنما الدولة الرومانية، والحرب كانت بين المسلمين وجنود الدولة الرومانية وليست بين العرب والمصريين، بل إن المسيحيين المصريين رحبوا بقدوم المسلمين لأنهم كانوا أرحم بهم من الدولة الرومانية التى - بسبب اختلاف المذهب - سامتهم سوء العذاب.
    أستطيع أن أقول هذا وأكثر، ولكن رحماك يا نيافة الأنبا.. لماذا ينبغى أن أقول.. لماذا ننكفئ على الماضى دوناً عن باقى شعوب العالم.. هل تتصور أنهم ينبشون الماضى فى أوروبا ليقرروا مَن أصحاب البيت منذ ألف عام ومَن الضيوف؟!
    ■ ■ ■
    الأرض أرض الله، والناس عياله. والحدود كانت مفتوحة، والهجرات لم تنقطع وراء الرزق، وكل إنسان منا عبارة عن خليط من كل شعوب العالم. قطرة من عصير «الليمونادة»، الذى اختلط فيه الماء بالسكر بالليمون.
    نحن إذن أمام مشكلة لا تصلح فيها النوايا الطيبة ولا الحلول المسكنة، إذ طالما ظلت هذه الأفكار حاكمة للعقل، فلن يكف القلب عن المقت والجوارح عن الإيذاء. لابد من حل جذرى، ومصارحة تتبعها مصالحة. ولكن من يقوم بها وأهل الحل والعقد لا يهمهم إلا تثبيت الحكم وحصد المصالح العاجلة؟!.
    ■ ■ ■
    ولكن هل معنى ذلك أن المسلمين ملائكة؟ ما هو الجزء الناقص فى الصورة حتى يكتمل ميزان العدل؟.. نستكمل غداً إن شاء الله.

    كلمات مفتاحية  :
    ضيوف نيافا الانبا

    تعليقات الزوار ()