ولقد جَرَعْـتُ المُـرَّ مِـن هُجرانِـهِ وشكا فـؤاديَ مِـن جِـراحِ طِعانِـهِ
|
لـم يُبـقِ للآمـالِ مَغْـرِزَ إبــرةٍ إلا و أوْجَـرَهـا سِـنـانَ سِنـانـهِ
|
لكنّنـي مـاضٍ علـى وَلَعِـي بـهِ أحيـا علـى أمـلٍ بغَيـث حَنـانِـهِ
|
يُحيـي مَرابِعَنـا ويُنعِـشُ رَوْضَنـا ويُعيـدُ للمشتـاقِ طِـيـبَ زمـانِـهِ
|
فأَشِيمُ سُحْبَ الصيفِ إنْ طافتْ ضُحىً وأسائـلُ الرَّمْضَـاءَ عــن إبّـانِـهِ
|
ما لمتُهُ يومًا علـى جَـوْرِ الهـوى بلْ قد عَدَدْتُ الجَورَ مِـن إحسانِـهِ!!
|
إني الغريقُ ببحـرِ مالـكِ مُهجَتـي وحَـلاوةُ الإبحـار : فـي إدمانِـهِ
|
مُتشبِّـثٌ بالمـوج يُلجِمُنـى الظَّمـا ونَوارسـي تَرنـو إلـى شُطـآنِـهِ
|
لـولا نُجيمـاتٌ تُؤانِـسُ وَحشتـي لَهَلَكْتُ مِـن جَزَعـي علـى فِقدانِـهِ
|
مَنْ ذا يشكُّ بجُرمِ أفعـال النَّـوى؟!! يكفيـك أنَّ الدَّهـرَ مـن أعـوانِـه!
|
ويَلُومُني صَحْبِي علـى شَغَفِـي بـه وعِناقـيَ الأجفـانَ فـي أجفـانِـهِ
|
وبثغـره جُـنَّ القصيـدُ فلـم يَـزلْ يَستلهِـمُ الإحسـاسَ مِـنْ أفنـانِـهِِ
|
فيُحمّـلُ الأبيـاتَ مــن قُبـلاتِـهِ كيمـا تحـطَّ علـى نَضيـدِ جُمانِـهِ
|
وتـذوقَ ريقـا كالغديـرِ طــلاوةً تَتَقاتـلُ الشفتـانِ فـي رَشَفَـانِـهِ!!
|
لا تَعْذِلَنْ في الحُـبِّ يَومًـا عاشِقًًـا إنْ لم تكنْ يـا عَـذْلُ مِـن فُرسانِـهِ
|
من شمَّ عَرْفَ العُـودِ يَعبَـقُ طِيبُـهُ لـم يسـألِ العطّـارَ عـن أثمانِـهِ!
|