اعتبر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أن الدبلوماسية النووية بشأن كوريا الشمالية وإيران لم تحقق شيئا, لأن القناعات الوطنية أصبحت تقوض مفهوم الأمن الجماعي الذي بنيت عليه.
وفي خطاب ألقاه أمام مؤتمر للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في جنيف أمس الأول- الجمعة- قال كيسنجر إن الجهود الرامية لحشد عمل جماعي بشأن العقوبات تقوضها دول خاصة في آسيا تقيس مصالحها علي أساس أكثر فردية.
وقال مهندس السياسة الخارجية الامريكية علي مدي عقود ان عقدا من المفاوضات التي تدعمها الامم المتحدة بشأن كوريا وايران لم يفرز نتائج هامة ولم يضع نهاية للبرنامج النووي الايراني او الكوري.. بل تصبح المفاوضات وسيلة لكسب الوقت من جانب من يقومون بعمليات الانتشار النووي.. المفاوضات بشأن الانتشار النووي والعقوبات تعرف بما يتم احرازه لا بعواقبها.. في هذه الحالة يبدأ الامن الجماعي في تقويض نفسه.
وقال كيسنجر ان روسيا والصين تشاركان الغرب مخاوفه بشأن الانتشار النووي, لكنه ذكر ان الصين يساورها قلق عميق بالنسبة للتطور السياسي لكوريا الشمالية, كما يساور روسيا قلق بشأن العواقب الداخلية للمواجهة مع الاسلام.
وذكر ان دولا اخري ايضا اظهرت ميلا لاعلاء الاولويات الوطنية علي نظام الامن الجماعي العالمي الذي طوره المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
وحول الموقف في أفغانستان, قال وزير الخارجية الامريكي الاسبق إن علي الولايات المتحدة ان تشرك قوي اقليمية في الوصول الي نهاية اللعبة السياسية في افغانستان, معترفا بان لديها ما هو معرض للخطر اكثر من واشنطن.
وأشار كيسنجر إلي الصين والهند وباكستان واوزبكستان وايران من الدول التي لها مصلحة اكثر من الولايات المتحدة في وجود دولة افغانية مستقرة ومتماسكة.
وقال اؤيد سياسة ادارتنا في افغانستان لكن سيتعين عليها ان تندمج في مرحلة ما( مع دول اخري) في نهاية اللعبة السياسية, مضيفا ان دورا امريكيا أحادي الجانب لا يمكن ان يكون حلا طويل الامد. وكان كيسنجر وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الأمريكيين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد, ووضع خلال توليه مهام منصبه سياسات اسهمت في احداث كبيرة في السبعينيات من القرن الماضي مثل اتفاق السلام مع فيتنام واستئناف العلاقات الامريكية الصينية وتنامي الاتصالات بين العرب واسرائيل ومحادثات الحد من التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.