نصائح يجب أن تعرفها كل أم
حبيبي سيصوم لأول مرة هذا العام، ولكن هل سنه مناسب ؟ هل سيستطيع مواصلة الشهر كاملاً؟ كيف أرغبه في الصيام وأحببه فيه؟ وكيف يستفيد من آداب وسلوكيات رمضان الطيبة خلقاً له طوال العام؟
أسئلة كثيرة ومحيرة تراوض كل أم قبل بداية رمضان؛ ولكننا نقف بجانبها ونقدم لها كل الإجابات اللازمة لصوم طفلها.
هل طفلي سنه مناسب للصوم ؟
سؤال قد يراود كل أم يصوم ابنها لأول مرة ، وذلك عندما تجدين طفلك يخبرك بأنه يريد الصيام هذا العام، فلماذا هو أنتم تصومون وهو لا؟ وعندما تخبريه بأنه مازال صغيراً لا يقتنع؛ ولأنك أم وقلبك دائما قلوق ستلعب الأسئلة مباراة ساخنة في رأسك. يمكنك أن تبدأي بتدريبه أولا على الصيام في بداية رمضان على حسب عمره، فمثلاً إذا كان في الخامسة أخّري إفطاره حتى العاشرة صباحاً وأقنعيه أنه يجب أن يتدرب أولا كي لا يكون الأمر صعباً عليه فيما بعد وأنك ستسمحين له بصيام يوم كامل ولكن بالتدريج.
أما إذا كان ذو سنوات ست ويذهب إلى المدرسة أعطه سندوتشاته واتركيه يصوم حتى الفسحة، وأفضل عمر لتعويد الطفل على الصيام عندما يبلغ تسعة أعوام فيجب تعويده على أن يصوم اليوم كله رمضان كاملاً؛ لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ولا تكتفي بالصوم فقط في هذا السن بل ادعيه لصلاة التراويح، وإخراج جزء بسيط من مصروفه على سبيل الصدقة ليشعر بالفقراء، ولا تنسي أن تخبريه بأن قراءة القرآن في هذه الأيام المباركة لها عظيم الأجر والثواب .
ماما عاوز اصوم زيكم
قبل أن تطلبي منه الصيام .. اشرحي له فوائده
في حالة أنك أنت التي تريدين ترغيب ابنك في الصيام يجب أن تأخذينه باللين والرقة، وأكدي له أن الله - عز وجل شأنه - قد فرض علينا الصيام كي نشعر بمدي جوع الفقراء حتى نحسن عليهم،هذا إلا أن رمضان فرصة عظيمة للتوبة والحرص على الصلاة ففيه يثقل الإنسان ميزانه حسناته وأعماله الصالة التي تدخله الجنة، ولكن ضعي في حسبانك يا عزيزتي أن ابنك لن يفهم هذا الحديث قبل أن يتم سبع سنوات أو ثماني على الأقل .
هذا كما ترى الدكتورة "نسرين بغدادي" أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن رمضان فيه الكثير من الحكم والعبر التي يجب أن تنقل للطفل.. أولها معني الصيام وهو الإحساس بالفقير.. ثم معني الزكاة والتصدق والتكافل، ثم الإكثار من العبادات.
فالطفل يجب أن يتعلم أن يصلي بالمسجد وكيف يقرأ القرآن.. فمعني الصوم السطحي وهو الامتناع عن الأكل والشراب ليس هدف شهر رمضان، بل التقوي وإصلاح السلوك هو الهدف الأكبر.
وإياك أن تجبري طفلك على الصيام إن لم يكن له الرغبة في ذلك وثقي أن العصبية والحزم لن ينتج عنهما إلا العناد؛ وضعي في حسبانك أن ابنك غير مفروض عليه الصيام قبل البلوغ فلا تقسي عليه فينفر ويفر من العبادات الصالحة .
ويؤكد الدكتور "عبد المعطي بيومي" عميد كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الطفل غير البالغ لا يفرض عليه الصيام، ولا يوجد نص صريح يلزم الطفل بالصيام؛ فالصيام للشخص البالغ القادر فقط.
ويضيف : أما إذا صام الطفل فلا ضرر وله ثوابه، والنص القرآني صريح يقول : "وما تفعله من خير يعلمه الله" ؛ أي حتي لو صام الطفل بعض يوم فله أجره وثوابه.
وينصح كل أسرة بأن تلزم طفلها عند الصيام بالصوم المتتابع أي أن تكون مدة صيامه واحدة طوال الشهر فلو صام اليوم كاملاً يكمل الشهر هكذا ولو صام نصف يوم يكمل الشهر هكذا أو يصوم حتى يعجز، فشرط التتابع ضروري مع النية.
احرصي على أن تكوني قدوته الحسنة
هناك طرق بسيطة جداً ترغب طفلك وتحفزه على الصيام منها : أن تكوني أنت ووالده القدوة الحسنة؛ فالأطفال يجدون متعة كبيرة في تقليد الكبار؛ حيث يؤكد الدكتور محسن العرقان، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث:
أن الطفل يلجأ للصيام رغبة في المحاكاة والتقليد وليس نتيجة فهمه للفرض والشريعة، وفي هذه الحالة يجب أن نتركه يصوم لتأصيل العادة لديه وزرع الحب لديه في فريضة الصيام.
ويضيف الدكتور " محسن " أن هناك ظاهرة يجب أن تحترس منها الأم، وهي الإحساس بالذنب أو معاقبة النفس فمن الممكن أن يتحامل علي نفسه رغبة منه في إكمال اليوم لكي لا يشعر بالذنب؛ فهذا النمط من الشعور الزائد بالذنب ينقلب لحالة مرضية في جميع تصرفاته، ولابد أن ندخل الضمير الوسط إلي عقل الطفل فنضع أمامه فوائد الصيام وضرورته، ثم نعادل ذلك بأنه ليس بفرض أكيد عليه وأن عليه الحذر والصوم حسب مقدرته إلي أن يصل إلي سن البلوغ ويصبح قادراً علي أداء الفريضة بإيمان كامل ويقين تام وقدرة علي الصيام.
شجعي طفلك على الصيام بأشهى أطباق الإفطار
يمكنك أيضاً أن تستخدمي الطعام كعامل محفز لطفلك على الصيام بأن تحضري له أصنافاً يحبها على مائدة الإفطار وأخرى شهية على السحور، ولا تنسي التلاعب بالألوان على المائدة فهي تجذب الأطفال لتناول الطعام .
وعن الغذاء المناسب للطفل في رمضان تقول الدكتورة "مايسة شوقي" أستاذ التغذية بجامعة القاهرة: إن الطفولة مرحلة من 6: 12 سنة أما من 12 : 18 سنة فهي مرحلة البلوغ والمراهقة؛ لذلك علي الأم أن تراعي عندما يصوم طفلها أن تلاحظ سنه وحالته الصحية وقوته وقدرته علي التحمل. ففي سن السابعة يكفي أن يصوم ساعتين.. وفي سن التاسعة يصوم نصف يوم، إلي 10 سنوات فمن الممكن له صوم اليوم كله إذا استطاع. وأثناء الصيام، ومهما كان سن الطفل، يجب مراعاة الحالة الصحية فلو لوحظ علي الطفل رعشة أو برودة في الأطراف يفطر فوراً لأنه مؤشر لنقص السكر في الدم.
ووجبة السحور يجب أن تكون قريبة جداً من أذان الفجر حتي تمد الجسم بالطاقة خصوصاً مع بدء يوم دراسي جديد. ويجب أن يحتوي السحور علي كوب زبادي + 2 بيضة مسلوقة + طماطم وخيار + فاكهة.
وتؤكد الدكتورة " مايسة " أن هناك خطأ شائع وهو تناول الحلوى علي السحور فهي طاقة يفقدها الطفل خلال النوم وتسبب الجوع بعد الاستيقاظ، والطفل عموما يحتاج من 2000 : 3000 سعر حراري حسب الوزن والطول والحيوية. كما يجب علي الأم مراعاة إعطائه السوائل بعد الإفطار وحتى السحور؛ كي لا يصاب بالهزال والجفاف . أما الحاجة للبروتين اليومي فهي حوالي 2 جرام لكل كيلو جرام من وزن الطفل .
أما وجبة الإفطار فترى الدكتورة " مايسة " أنه يجب أن تحتوي علي ما يعادل كوب أرز أو مكرونة + ما يعادل كوب خضار مسلوق + كوب خضار أخضر + ربع دجاجة أو قطعة لحم.
ماذا تفعلين إذا فوجئت بأن طفلك لا يصوم؟!
عندما يتسرب طفلك إلى المطبخ ويلتهم بعض الأكل أو يشرب جرعة ماء، ويتظاهر أمامك بأنه صائم؛ حينئذٍ كيف تتصرفين ؟!
تجيب عن هذا السؤال الدكتورة هبة عيسوي أستاذة الطب النفسي في كلية طب عين شمس مؤكدة أن صيام الطفل مسئولية ملقاة علي عاتق الأم, وهي مهمة صعبة لأنه لا يدرك أهمية الصيام في هذه المرحلة, وحين تفاجأ الأم بأن طفلها يدعي أنه صائم بينما يتناول الطعام دون علمها فعليها إتباع التالي:
1 ـ تحفيز طفلها علي الصيام بطريقة عملية بإعطائه مكافأة عن كل يوم يصومه.
2 ـ عدم مواجهته بخطئه وبأنه فاطر ويكذب عليها ولكن عليها أن توضح له بشكل غير مباشر عواقب هذه السلوكيات الخاطئة مثل الكذب وعدم الصيام من خلال حكايات تحمل هذا المعني.
3 ـ فرض الصيام علي طفلها بشكل تدريجي يتناسب مع سنه.
4 ـالإكثار من الثناء عليه حين يصوم أمام الأسرة.
5 ـ تشجيعه علي الصيام بالسماح للصائمين فقط من الأسرة بالجلوس علي مائدة الإفطار حتى يعي أن الشخص الفاطر يرتكب خطأ كبيرا.
6ـ عدم وضع الحلويات والطعام المفضل للطفل أمامه قبل الإفطار حتى لا تضعف عزيمته.
7 ـ إشاعة جو ديني وبهجة في المنزل حتى يشعر طفلك بأهمية هذا الشهر واختلافه عن باقي الأشهر.
اجعلي طوال العام رمضان
روحانيات هذا الشهر العظيم تولد لدينا شعورا جميلاً بالراحة النفسية؛ ويا حبذا إذا استمر رمضان طوال العام وإذا أصبحت عادات طفلك في رمضان هي أخلاقه باقي السنة عن طريق :
أقيمي يوميا في رمضان حلقات سمر بين أفراد الأسرة واتفقي مع عائلتك على أن يقرأ كل واحد منهم معلومة جديدة ؛ ليأخذ كل فرد دوره في السمر ويشرح معلوماته ويتناقش فيها مع الموجودين؛ ولا تنسي أنك وزوجك المثل الأعلى فلا تتكاسلا في البحث عن معلومات جديدة جداً. بعد رمضان كرري ذلك مرة أسبوعياً فتضمني حرص طفلك على هذه العادة الجميلة .
حلقات السمر الأسرية تحتفظ بطابع رمضان باقي السنة
1- أخبري طفلك أن الكذاب لا يقبل الله صيامه وللصيام أجر جليل، وبعد رمضان حاولي أن تفهميه أن ربّ رمضان هو ربّ العام كله، وأن الله لا يحب الكذابين ويعد لهم عذاباً أليماً في الآخرة .
3 - اغتنمي عزائم رمضان الكثيرة وعلمي طفلك آداب الزيارة بالاستئذان، وعلميّه قراءة السلام خاصة قبل دخول منازل الغير؛ فيقول الله تعالي ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستأنسوا وتسلموا علي أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون) سورة النور آية27، واحرصي أيضاً على اكتساب طفلك فن المجاملة بإكرام الضيف وزيارة المريض وتلبية الدعوات ومراعاة الجار, يقول الرسول ص: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه, ويقول صلي الله عليه وسلم: حق المسلم علي المسلم خمس رد السلام, وعيادة المريض, واتباع الجنائز, وإجابة الدعوة وتشميت العاطس.
4 - ولا تتهاوني في اتباعه لآداب الطعام؛ فيجب غسل اليدين قبل الأكل وبعده, وأن يأكل بيمينه ومما يليه فيقول الرسول ص: بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده, ويقول صلي الله عليه وسلم: يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك.
وفي النهاية ثقي يا عزيزتي أنك إذا ألزمت طفلك بتطبيق هذه القواعد في رمضان دون تهاون؛ ستجدينه حريص عليها من تلقاء نفسه، ولا مانع تذكيره إياهاه إذا اقترب على نسيانها