ولقدْ كتمْتُ الحبَّ عنهم هاهُنـا في خافقٍ يهتزُّ مِن وَقْـعِ القَنَـا
|
وطَفِقْتُ بالأشعارِ أعلِـنُ حبَّهـا أَكْنِي بهندٍ عن سُعادٍ بـلْ مُنـى
|
هِـيَ كلُّهـنّ إذا تبسّـمَ ثغرُهـا تَشفي عيونَ الظامئين من الضَّنى
|
وهِيَ الملاحةُ في البَداوةِ سرُّها فسَلُوا مُحَيّاً قـدْ تـلألأ كالسَّنَـا
|
وهِيَ العُذوبةُ إذ يَذوبُ حديثُهـا في أُذْنِ سامِعِها كما ذابَ الغِنـا
|
وهِيَ البراءةُ والطَّهـارةُ طِفلـةٌ لم تدرِ ما معنى الخيانةِ والخَنا!
|
وتَخالُها وَسَطَ الحِسانِ تَبختَـرَتْ قَمَرَ التَّمامِ مِن العُيـونِ إذا دنـا
|
وَجَناتُها كالرَّوضِ أزهرَ نَـوْرُهُ رَقَّتْ نَسائمُه وطـابَ المُجتَنَـى
|
وعُيونُهـا للعاشقيـن مَـرافـئٌ تُؤوي سَفائنهم وقد طـالَ العَنَـا
|
سُودًا كليلـي إذْ يَمُـرُّ مُؤرِّقـا نُجْلاً كظَبـي بالنُّفـودِ إذا رَنَـا
|
وجُفونُها كُحْـلُ السمـاءِ بليلـةٍ رَقَصَتْ كواكبُها على لحنِ المُنى
|
حتّامَ تهجُرُني؟ أتحسَـبُ أنّنـي مِثلَ البقيّةِ!! ما درتْ أنّي أنـا!!
|
لو نِلْتُ ودَّ العالمين فليس لـي عن قَرْعِ بابِك يا حبيبةُ مِنْ غِنى
|
لي مُهْجَةٌ خاضَ الغَرامُ بدمعِهـا فلتدركيها أوْ... سيُدرِكُها الفَنَـا!
|